تعرف الحكة بأنّها تهيّج في الجلد يسبب انزعاجًا ورغبة شديدة لهرش أو حكّ المنطقة المصابة، وقد تكون في مكان محدد من الجسم، أو في جميع أنحاء الجسم، وغالبًا ما تكون الحكّة طفيفة وتستمر لفترات قصيرة، إلا أنّها أحيانًا قد تكون شديدة، وتؤثر في قدرة الشخص على القيام بالأنشطة اليومية، وتجدر الإشارة إلى أنّه في العديد من الحالات يرافق الحكّة ظهور طفح جلدي واضح، إلا أنّها في بعض الأحيان قد تحدث دون ظهور طفح جلدي على الجسم،[١][٢] فما هي أسباب الحكّة دون طفح جلدي؟ وكيف يمكن علاجها؟

أسباب الحكة دون طفح جلدي

تحدث الحكة بسبب إطلاق مادة الهيستامين وغيرها من المواد التي تُصنّع وتخزّن في بعض أنواع الخلايا في الجلد، وتُفرز استجابةً لعدة محفزات.[٣]




يمكن تقسيم آليات حدوث الحكة إلى أربعة أنواع رئيسية؛ وهي:

  • الحكة الجلدية: التي تحدث نتيجة لإصابة الجلد بالتهاب أو مرض ما.
  • الحكة الجهازية: التي تحدث بسبب أمراض أخرى غير مرتبطة بالجلد.
  • الحكة الناتجة عن مشاكل عصبية
  • الحكّة النفسية المرتبطة بمشاكل نفسية معينة.


[٣]


وسنوضح فيما يلي الأسباب الشائعة والأقل شيوعًا للحكة بدون طفح جلدي:

الأسباب الشائعة

فيما يلي بيان لأكثر الأسباب شيوعًا لحدوث حكة دون طفح جلدي:[٤]

  • الجلد الجاف: من الأسباب الشائعة لحدوث الحكة هو جفاف الجلد وفقدان رطوبته، فيصبح الجلد متقشرًا، ممّا يثير الحكة، ويزداد جفاف الجلد عادةً في أشهر الشتاء الباردة، ويشيع أكثر بين كبار السنّ.
  • لدغات البق: تتسبب الحشرات مثل بق الفراش، والعث، والقمل بحكة طويلة الأمد، ويصعب السيطرة عليها، إذ إنّ مثل هذه الحشرات تعيش على بشرة الشخص وتتغذّى عليها باستمرار، على عكس لدغة البعوضة التي تسبب حكة مؤقتة وتتلاشى سريعًا،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ لدغات البق قد تترك ثقوبًا صغيرة جدًا على الجلد غير ملحوظة، إلا أنّها تسبِّب الحكّة.[٤]
  • تناول بعض أنواع الأدوية: يتواجد العديد من الأدوية التي قد يكون أحد آثارها الجانبية الإحساس بالحكة، وقد يكون ذلك دون وجود أي علامات لطفح جلدي أو تهيج، لذلك لا بد من استشارة الطبيب في حال بدأ الشخص يشعر بالحكة بعد تناول بعض الأدوية، ومن الأدوية المحتمل تسبّبها بالحكة ما يلي:[٥]
  • بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم مثل مثبّطات الإنزيم الذي يحول للأنجيوتنسين (ACEI)، ومنها: ليزينوبريل (Lisinopril)، ومن أسمائه التجارية: ®Zestril.[٥][٦]
  • ألوبيورينول (Allopurinol)، لعلاج النقرس، ومن أسمائه التجارية: ®Zyloric.[٥]
  • أميودارون (Amiodarone)، من أسمائه التجارية: ®Cordarone، الذي يوصف لعلاج مشاكل ضربات القلب.[٥]
  • مدرات البول.[٥]
  • الأدوية التي تحتوي على الإستروجينـ كبعض أنواع حبوب منع الحمل، والعلاجات الهرمونية.[٥]
  • هيدروكسي إيثيل السليلوز (بالإنجليزية: Hydroxyethyl cellulose)، الذي يُستخدم أثناء الجراحة.[٥]
  • الأدوية المسكنة للألم والتي تؤخذ بوصفة طبية، كالأدوية الأفيونية.[٥]
  • مسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية، مثل الباراسيتامول (Paracetamol) من أسمائه التجارية: ®Panadol، والآيبوبروفين (Ibuprofen) من أسمائه التجارية: ®Advil، ونابروكسين الصوديوم (Naproxen sodium) من أسمائه التجارية: ®Proxen.[٥]
  • سيمفاستاتين (Simvastatin) يستخدم لعلاج ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ومن أسمائه التجارية: ®Zocor.[٥]
  • نقص الحديد: وهي من المشاكل الشائعة بين النساء، فمن الممكن أن يتسبب نقص الحديد بالحكة واحمرار الجلد، ومن العلامات الأخرى التي يمكن الاستدلال بها على نقص الحديد هي: الإرهاق، وشحوب البشرة، وضيق التنفس، وأعراض أخرى.[٧]
  • الحمل: تعد حكة الجلد أثناء الحمل من المشاكل الشائعة، التي قد تنجم عن تمدّد الجلد، والتغيرات الهرمونية أثناء الحمل المُسبِّبة لجفاف الجلد، فتشعر العديد من الحوامل بالرغبة بالحك خاصةً عند البطن والثدي.[٧]


الأسباب الأقل شيوعاً

من الأسباب الأقل شيوعًا للحكة دون طفح جلدي ما يلي:

  • الاضطرابات العصبية: قد يؤدي تضرُّر الأعصاب أو تلفها إلى الإصابة بالحكة الموضعية دون أن يرافقها طفحًا جلديًا، ومن الأمراض العصبية التي تسبب ظهور الحكة ما يلي:[٢]
  • الحزام الناري،[٢] ففي بعض الحالات غير الشائعة قد يحدث الحزام الناري دون ظهور أي طفح جلدي.[٨]
  • السكتة الدماغية (الجلطة الدماغية).[٢]
  • التصلّب اللويحي؛[٢] وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، التي يهاجم فيها الجهاز المناعي المادة الدهنية التي تغلف الأعصاب(الميلانين)، ممّا يسبب مشاكلًا في التواصل بين الدماغ وبقية الجسم.[٩]
  • المشاكل النفسية: هناك بعض المشاكل النفسية أو الذهنية التي تمنح الشخص رغبة بالحكّ، بسبب توهمه أنّ هناك شيء يمشي على جسده، وقد يتضرر الجلد من كثرة الخدش والحكّ، وقد يكون علامة على الإصابة بالقلق، أو الاكتئاب، أو اضطراب الوسواس القهري، أو غيرها.[٥]
  • أمراض الكلى: قد تظهر الحكة دون طفح جلديّ كأحد أعراض أمراض الكلى، خاصةً في المراحل المتقدمة، لكن ما زال سبب الحكة المتعلقة بأمراض الكلى غير واضح بشكل تام.[٤]
  • أمراض الكبد: من الممكن أن يسبّب تليف الكبد، والتهاب الكبد حكة في الجلد، ومن الأماكن التي تزداد فيها الحكة بشكل واضح هي راحة اليدين وباطن القدمين، كما تتفاقم الحكة عند التعرّض للحرارة المرتفعة، وفي الليل.[٤]
  • اضطرابات الغدة الدرقية: من الممكن الإصابة بالحكة دون أي طفح جلدي بسبب حدوث مشاكل في الغدة الدرقية، فذلك قد يؤدي إلى اضطرابات في عمل خلايا الجسم، بما في ذلك الخلايا الجلدية.[١٠]
  • مشاكل البنكرياس: يتسبب سرطان البنكرياس وبعض مشاكل البنكرياس الأخرى بالحكة في الجلد، وقد يكون هذا ناجمًا عن الإصابة باليرقان أو ما يُعرف بالصفار.[١٠]
  • الأورام السرطانية: بعض الأورام السرطانية أو علاجات السرطان تُسبِّب الشعور بالحكّة، كبعض انواع السرطانات الجلدية والليمفوما.[٤][١٠]
  • الإيدز: فقد يُسبِّب الإيدز الشعور بالحكّة، وقد يكون ذلك أحيانًا غير مصحوب بظهور طفح جلدي، فالإصابة بالإيدز يزيد من خطر الإصابة بالمشاكل الجلدية المسبِّبة للحكّة كجفاف الجلد، وأحينًا قد تنتج الحكّة كأثر جانبي عن العلاجات المستخدمة للقضاء عليه.[١٠]

علاج الحكة دون طفح جلدي

لعلاج الطفح الجلدي دون حكة لا بد من تحديد السبب، لإزالته ومعالجته، وقد تستدعي بعض الحالات إجراء بعض الاختبارات لتحديد المُسبِّب،[١١] ويمكن علاج الحكة وفقًا لما يلي:


الرعاية المنزلية

مما يمكنك القيام به لتخفيف الحكة ومنع حدوث أي ضرر ناجم عن كثر الخدش والحكة ما يلي:[١]

  • انقر على المنطقة المصابة بالحكة نقرًا خفيفًا أو اربت عليها بدلًا من حكها.
  • استخدم الكمادات الباردة، وضعها فوق المنطقة المصابة لتبريدها.
  • استحم بالماء البارد أو الفاتر.
  • استخدم منتجات النظافة الشخصية غير المعطرة.
  • احرص على تحديد الأمور التي تسبب شعورك بالحكة، وتجنبها قدر الإمكان، بما في ذلك التعرّض للحرارة الشديدة، أو الاستحمام بالمياه الساخنة، أو استخدام بعض منتجات التنظيف، أو ارتداء ملابس من الصوف.[١٢]
  • سيطر على القلق والتوتر لديك، فقد تتفاقم الحكة بسبب القلق، فمثلًا يمكنك ممارسة التأمّل، أو رياضة اليوغا، أو أي طريقة تناسبك لتخفيف قلقك وتوترك.[١٣]
  • استخدم جهاز الترطيب المنزلي، الذي يزيد ترطيب الجو، خاصةًُ في حال كان الجو جافًا بسبب استخدام التدفئة المنزلية.[١٣]
  • تجنب خدش بشرتك، وفي حال كنت تشعر برغبة شديدة بالحك ولا تستطيع تجنب الحكة، فمن الأفضل أن تغطي المنطقة المصابة، مع تقليم أظافرك وارتداء قفازات عند النوم.[١٣]
  • استحم بالماء الفاتر مع إضافة 100 جرام من الملح الإنجليزي (ما يعادل 7 ملاعق كبيرة)، أو صودا الخبز، أو دقيق الشوفان.[١٣]
  • احرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.[١٣]
  • احرص على وضع كريم مرطب عدة مرات يوميًّا، لتعزيز عمل الطبقة الخارجية من بشرتك، وهي حاجز لحماية الجسم، واعلم أنّ استخدام المرطب يجب أن يزداد في حال لاحظت جفافًا أكثر في بشرتك.[١٤]


الأدوية

يوجد العديد من الأدوية التي تساعد على علاج الحكة أو التخفيف منها، ومنها التالي:[١٤]

  • الكريمات المضادة للحكة: توجد العديد من الكريمات التي تباع دون وصفة طبية، وتحتوي على مواد مضادة للحكة مع مواد مرطبة، كما يمكن استشارة الطبيب لصرف الكريمات التي تحتوي على مواد مضادة للهيستامين، ممّا يخفف الحكّة.
  • كريمات الكورتيزون: تساهم كريمات أو مراهم الكورتيزون في تخفيف الاحمرار والحكة، خاصةً عند وجود التهاب في الجلد.[١٤]
  • مضادات الهيستامين الفموية: وهي ما تكون على شكل حبوب أو شراب، وتساهم في التخفيف من الحكة، من أمثلته الكلورفينيرامين (Chlorpheniramine)، من أسمائه التجارية: ®Allerfin.[١٤]
  • كريمات ومراهم أخرى: مثل:[١٢]
  • مثبطات الكالسينورين (Calcineurin inhibitors)، ومن أمثلته: تاكروليموس (Tacrolimus) من أسمائه التجارية: ®Protopic، وبيميكروليموس (Pimecrolimus) من أسمائه التجارية: ®Elidel.
  • كريمات التخدير الموضعي مثل الكابسيسين (Capsaicin).
  • مضادات الاكتئاب: قد يصف الطبيب في بعض الحالات مضادات الاكتئاب؛ ويوصي بتناولها ليلًا لتساعد على النوم في حال كانت الحكة تؤثر في نوم المصاب.[١٤]
  • الشامبو الطبي: وذلك في حال الحكّة في فروة الرأس، وقد يحتاج المريض في بعض الحالات لتجربة عدة منتجات قبل أن يجد ما يناسبه، ومن أمثلة الشامبوهات ما يلي:[١٢]
  • بيريثيون الزنك (Zinc pyrithione)، مثل ®Head and shoulders
  • كيتوكينازول (Ketoconazole)، من أسمائه التجارية: ®Nizoral.
  • شامبو قطران الفحم.
  • شامبو كبريتيد السيلينيوم (Selenium sulfide) من أسمائه التجارية: ®Selsun Blue.

العلاج بالضوء

قد يوصي الطبيب أحيانًا بالعلاج بالضوء، ويعني تعريض البشرة لنوع معين من الضوء، وعادةً ما يحتاج الشخص إلى عدّة جلسات للسيطرة على الحكة، ويعد بديلًا جيدًا في حال لم يكن الشخص يستطيع تناول الأدوية عن طريق الفم.[١٢]

متى يلزم مراجعة الطبيب؟

لا بد من مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[١٥]

  • استمرار الحكة أكثر من أسبوعين، ولم تتحسن مع الرعاية المنزلية.
  • تأثير الحكة في الأنشطة اليومية، وتسببها بتشتيت انتباه الشخص.
  • عدم القدرة على النوم بسبب الحكة.
  • تأثير الحكة في كامل الجسم.
  • وجود علامات وأعراض أخرى مرافقة للحكة، مثل: فقدان الوزن، أو التعرق الليلي، أو الحمى.


المراجع

  1. ^ أ ب "Itching", nhsinform, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "10 REASONS YOUR SKIN ITCHES UNCONTROLLABLY AND HOW TO GET RELIEF", aad, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Julia Benedetti, "Itching", merckmanuals, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "What can cause itchy skin without a rash?", medicalnewstoday, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "Why Do I Feel So Itchy?", webmd, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  6. "Angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors", Mayo Clinic, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Getting Rid of Itchy Skin with No Rash", usdermatologypartners, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  8. "Can I Have Shingles Without a Rash?", healthline, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  9. "Multiple sclerosis", mayoclinic, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "11 Causes of Itchy Skin Without a Rash", healthline, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  11. "Pruritus", dermnetnz, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث "Itchy skin (pruritus)", middlesexhealth, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث ج "Itchy skin (pruritus)", stclair, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج "PRURITUS", bad, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  15. "Itchy skin (pruritus)", mayoclinic, Retrieved 2/7/2021. Edited.