ألم فروة الراس عند التمشيط: لماذا ماذا تفعل؟

قد يعاني الكثير من الأشخاص من ألم في فروة الرأس، خاصةً عند تمشيط الشعر أو تحريكه، الأمر الذي قد يرتبط بالتهاب فروة الرأس وتهيجها، أو الإصابة بالأمراض المؤثرة في الأوعية الدموية، والأعصاب، والأنسجة الموجودة أسفل فروة الرأس، إذ إن فروة الرأس رقيقة جداً، وتحتوي العديد من الأوعية الدموية والنهايات العصبية، وفي الحقيقة تختفي معظم حالات ألم فروة الرأس من تلقاء نفسها دون علاج، إلا أنّه أحيانًا لا بد من تلقي العلاج،^[١][٢] فما هي أسباب الإصابة بألم فروة الرأس؟ وكيف يمكن علاجها؟

أسباب ألم فروة الرأس عند التمشيط

يمكن بيان أسباب ألم فروة الرأس عند التمشيط كالآتي:

ثعلبة الشد

ثعلبة الشد هي أحد حالات تساقط الشعر الناتجة عن شد الشعر بقوة، كما هو الحال عند تسريح الشعر كذيل الحصان المشدود، أو استخدام أغطية الرأس الضيّقة لوقت طويل، أو وصلات الشعر، وغالباً ما يظهر تساقط الشعر في هذه الحالة في مقدمة فروة الرأس، أو جانبيها، أو من الخلف، ولحسن الحظ من الممكن أن ينمو الشعر مرة أخرى عند تدارك الأمر وانتهاء الشد، ولكن في حال استمرار شد الشعر لفترات طويلة قد تتضرر بصيلة الشعر، ممّا قد يُسبِّب فقدان الشعر بشكل دائم،^[٣] ونذكر من علامات ثعلبة الشد الآتي:^[٤]

• تراجع الخط الأمامي للشعر من مقدمة الرأس، أو الصدغين، أو مؤخرة العنق.
• ظهور بثور صغيرة في فروة الرأس، خصوصاً في المناطق الأكثر عرضة للشد.
• ظهور تقرحات بفروة الرأس مصحوبة بحكة واحمرار.
• زيادة اتساع الفراغ الظاهر عند فرق الشعر.
• ظهور بقع من الشعر الرقيق المتكسر، أو أحياناً بقع فارغة في الأماكن الذي تعرض فيها الشعر للشدّ.

صدفية فروة الرأس

تعد الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة، الغير معدية، وقد تظهر على أي منطقة من الجلد كفروة الرأس، على شكل بقع حمراء متقشّرة مغطاة بقشور فضّية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصدفية قد تتضمن فترات لا تظهر فيها الأعراض أو تكون خفيفة، ثم تليها فترات تكون فيها الأعراض أكثر شدة، والجدير بالذكر أنها تحدث نتيجة لزيادة معدل تكاثر الخلايا الجلدية عن الحد الطبيعي، مما يؤدي إلى تراكمها فوق بعضها البعض، وقد تمتد صدفية فروة الرأس نحو الجبهة أو العنق، ومن الأعراض الأكثر شيوعًا لها:^[٥][٦]

• ظهور بقع حمراء على فروة الرأس.
• ظهور قشور فضية اللون.
• جفاف فروة الرأس.
• الشعور بالحكّة.
• نزيف فروة الرأس، وهو ناتج عن ما ذكر من جفاف وحكة في فروة الرأس.
• ألم وحرقة في فروة الرأس.
• تساقط الشعر بشكل مؤقت.

قشرة الرأس

قشرة الرأس أو التهاب الجلد الدّهني هو أحد الأمراض الجلدية الشائعة الّتي غالباً ما تصيب فروة الرأس، ويعد نوعاً من أنواع الأكزيما، إذ إنه يتسبب في ظهور بقع متقّشرة واحمرار في الجلد، ومن الجدير بالذكر أنّ شدة أعراضه قد تختلف من وقت لآخر، فعادةً تزداد شدة الأعراض عند الشعور بالتوتر، وأثناء مواسم البرد والجفاف، ومن أهم أعراض التهاب الجلد الدّهني:^[٧]

• ظهور بقع من الجلد الدّهني مغطى بقشور بيضاء أو صفراء.
• احمرار فروة الرأس.
• الشعور بالحكّة.

التهاب بصيلات الشعر

التهاب الجريبات هو التهاب يصيب بصيلات الشعر، والذي قد يحدث نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، أو نتيجة انسداد بصيلات الشعر، والذي قد يحدث بعد استخدم بعض الكريمات والمراهم السميكة، أو نتيجة نمو الشعر تحت الجلد، أو تهيُّج البشرة في حال ملامستها لبعض المنتجات، كما قد يحدث التهاب الجريبات أحيانًا نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الجلدية المُسبِّبة للالتهاب، أو تناول بعض الأدوية،^[٨] ومن أكثر أعراضه شيوعًا:^[٩]

• ظهور مجموعات من نتوءات حمراء صغيرة، أو بثور بيضاء حول بصيلات الشعر.
• ظهور بثور مملوءة بالقيح، والتي قد تتفتح ويخرج منها القيح، ثم تتقشر.
• الشعور بالحرقة والحكة.
• الشعور بالألم خاصةً عند لمس فروة الرأس.
• ظهور كتلة كبيرة منتفخة.

الألم الخيفي

الألم الخيفي (بالإنجليزية: Dysesthesia) هو الشعور بالألم من مؤثر أو أمر غير مؤلم بالعادة للجلد مثل: اللمسة، أو الضغطة الخفيفة، أو تحرك الشعر، أو تمشيطه، وهو ناتج عن خلل في معالجة الألم في الجهاز العصبي، وتجدر الإشارة إلى أنّه يصيب بعض الأشخاص بشكل أكثر شيوعًا كالأشخاص المُصابين بالصداع النصفي، وتضرُّر الأعصاب الناتج عن الإصابة بالسكري أو الحزام الناري، وغير ذلك من أمراض.^[١١][١٢]

أسباب أخرى

بالإضافة إلى الأسباب التي ذكرت سابقًا، إلى أن هناك أيضًا أسباب أخرى لا تقل أهمية يجب علينا الإشارة إليها مثل:^[١٣]

• التعرض للحرارة، كما هو الحال عند استخدام مصفف الشعر.
• استخدام بعض أدوات تصفيف الشعر.
• التوتر.
• الصداع.^[١٤]
• التهاب الجلد التماسي التحسسي؛ وهو نوع من أنواع الإكزيما يحدث نتيجة ملامسة الجلد لمادة معينة، وقد يحدث نتيجة استخدام بعض المواد الكيميائية والشامبو.^[١٥]
• متلازمة فروة الرأس الحارقة، تعرف أيضًا بمتلازمة خلل فروة الرأس (بالإنجليزيّة: Scalp dysethesia)، وغالبًا ما تؤثر في الأشخاص الذين يعانون من حالات تساقط الشعر، مثل الصلع الوراثي، ولا يزال السبب الدقيق للحالة غير معروف، إلا أنّ التوتر والقلق قد يزيد منها، ومن أكثر أعراضها شيوعًا: الشعور بالحرقة والوخز، واحمرار فروة الرأس، بالإضافة إلى زيادة تساقط الشعر.^[١٦]

علاج ألم فروة الرأس

يمكن بيان علاج ألم فروة الرأس كالآتي:

نصائح عملية للتخفيف من ألم فروة الرأس

نذكر بعض التدابير التي قد تساعدك على التخفيف من ألم فروة الرأس عند التمشيط كالآتي:^[١٧]

• قاوم رغبتك بالحك: إذ أنّه قد يسبِّب خدش فروة الرأس، وزيادة الالتهاب، وشدة الألم مع الوقت، على الرغم من أنّكَ قد تشعر ببعض الراحة واختفاء الألم مؤقتًا.
• حاول الاسترخاء والتخلُّص من كل ما يسبب لك التوتر.
• تجنب تسريح شعرك مع شدّه بقوة: فتجنَّب تسريحة ذيل الحصان، والضفائر.
• احمِ فروة رأسك من أشعة الشمس: يمكنكَ ارتداء قبعة، أو يمكنك استبدالها برش مزيج من الماء وعصير الصبّار على فروة الرأس.
• دلك فروة رأسك باستخدام الزيوت العطرية: قد تساهم الزيوت العطرية مثل اللافندر وإكليل الجبل في تخفيف الألم وشفاء بعض التقرحات، لكن عليكَ أولًا تخفيفها بزيت ناقل كزيت جوز الهند أو زيت الزيتون.^[١٨]
• استخدم الماء البارد لشطف الشعر: في حال كنت تعاني من الحساسية.^[١٩]
• قلِّل من استخدامك لمنتجات الشعر التي تحتوي على المواد الكيميائية: في حال كانت تُسبِّب لك التحسُّس.^[١٨]

العلاجات الطبية

يعتمد العلاج الطبي على مُسبِّب الإصابة، فقد يصف الطبيب مسكنات الألم في حال كان ناتجًا عن الصداع، أو قد يصف المضادات الحيوية في حال الإصابة بالتهاب الجريبات، في حين قد يصف أدوية الكورتيزون في حال الإصابة بالإكزيما، وغير ذلك.^[١٨][١٧]

دواعي زيارة الطّبيب

في حال استمرار ألم فروة الرأس أو زيادة شدة أعراضه، أو في حال التعرُّض لإصابة مباشرة على الرأس يجب مراجعة الطبيب؛ لوصف العلاج المناسب.^[٢٠]

متى يصبح ألم فروة الرأس حالة طارئة؟

يجب الإشارة إلى أن هناك بعض الأعراض، التي قد تشير إلى أن المريض بحالة حرجة، ويحتاج لرعاية طبية فورية، ومن أهم هذه الأعراض:^[٢١]

• تغيّير حجم بؤبؤ العين، وعدم الاستجابة للضوء.
• فقدان الوعي لو للحظات قليلة.
• الإغماء، وانخفاض مستوى الإدراك أو الوعي.
• خروج الدم أو سائل شفاف من الأنف، أو الأذن، أو الفم.
• ضعف التوازن أو التناسق بين الحركات.
• فقدان الرؤية بإحدى العينين، أو كلتيهما.
• خدر أو تنميل في الذراعين، أو الساقين.
• الشعور بتنميل الجسم، بعد التعرض لإصابة بالرأس، أو الرقبة، أو الظهر.
• حدوث تغيّرات حسيّة في السمع، أو الرؤية، أو الشم.
• اختلاف حجم بؤبؤ العين اليمنى عن اليسرى.
• الإصابة بنوبات تشنجية.