لعلّ مشكلة سواد الرقبة من المشاكل التي تؤرّق العديد من الأشخاص وتجعلهم في حيرةٍ من أمرهم لتحديد السبب الناجم عنها واستخدام العلاج المناسب تبعًا لذلك؛ خاصةً أن أعراض مشكلة سواد الرقبة عديدة ولا تنحصر فقط باسمرار الرقبة، فقد تتضمن أيضًا زيادة سُمك الجلد حول الرقبة، أو تغير ملمس الجلد للناعم أو المخملي، بالإضافة للشعور بالحكة حول الجزء الداكن من الرقبة.[١]


أسباب سواد الرّقبة

حتى يتم علاج سواد الرقبة بصورة صحيحة، علينا تحديد السبب وراء المشكلة بدقة؛ وفيما يلي ذكر لبعض الأسباب المُحتملة التي قد تؤدي إلى حدوث مشكلة سواد الرقبة:

  • الإصابة بالشواك الأسود: (بالإنجليزية: Acanthosis nigricans) وهي حالة صحية تُسبب اغمقاق جلد الرقبة وزيادة سمكه وتحوّل ملمسه إلى الملمس المخملي أو ما شابه ذلك، ويتعرّض الأشخاص الذين يُعانون من داء السكري أو السمنة لزيادة خطر الإصابة بالشواك الأسود مقارنةً بغيرهم من الأشخاص الأصحّاء، كما قد يُشير الشواك الأسود إلى الإصابة ببعض الحالات الصحية مثل متلازمة كوشنج (بالإنجليزية: Cushing's syndrome)، واعتلالات الهرمونات، وبعض أنواع السرطانات.[٢][٣]
  • قلّة الاهتمام بنظافة الجسم: قد يؤدي الإهمال بالعناية في نظافة الجسم إلى تراكم الخلايا الجلدية الميتة، والدهنيات أو الزّيوت، والعرق، والبكتيريا على الجلد وهذا بدوره قد يسمح بتغير لون الجلد وتكوّن طبقات من خلايا الجلد الميت.[٢]
  • خلل التقرن الخلقي: (بالإنجليزية: Dyskeratosis congenital)، وهي حالة تُسبب فرط تصبغ الخلايا الجلدية في الرقبة؛ فقد تبدو الرقبة بلون داكن أكثر وكأنها مُتسخة أو غير نظيفة.[٢]
  • خلل التصبغ الحُمامي: (بالإنجليزية: Erythema dyschromicum)، الذي يتسبب بظهور بقع غير منتظمة الشكل بلون أزرق داكن، أو أسود، أو رمادي على جلد الرقبة.[٢]
  • ارتفاع مُستويات الإنسولين في الدّم: (بالإنجليزيّة: Hyperinsulinemia)، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الإنسولين بصورة مستمرة لفرط تصبغ الجلد حول الرقبة خاصةً على الجزء الخلفي منها لدى بعض الأشخاص.[٢]
  • الحزاز المُسطّح الصّباغي: (بالإنجليزية: Lichen planus pigmentosus) وهو التهاب جلدي ينتج عنه بعض الأعراض كظهور بقع جلدية بلون يتراوح من الرمادي إلى البني إلى الأسود على الوجه والرقبة دون أن تسبب تلك البقع الشعور بالحكّة المُزعجة.[٢]
  • السعفة المبرقشة: (بالإنجليزية: Tinea versicolor)، وهي مشكلة جلدية تُسبب ظهور بقع بلونٍ أفتح أو أغمق من لون الجلد الطبيعي، أو أن تكون تلك البقع بلون أحمر أو وردي أو بنيّ في بعض مناطق الجسم كالظهر، الصدر، الذراعين العلويين، والرقبة والبطن.[٤]
  • استخدام بعض الأدوية: إذ قد تُسبب بعض الأدوية مشكلة فرط التصبغ التي ينتج عنها اغمقاق لون الجلد، ومن هذه الأدوية:[٣]
  • مضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقة (بالإنجليزية: Tetracycline antidepressant).
  • أدوية الأمراض النفسية (بالإنجليزية: Antipsychotic drugs).
  • دواء الأميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone).
  • دواء فينيتون (بالإنجليزية: Phynetoin).
  • أدوية علاج الملاريا (بالإنجليزية: Antimalarials).
  • مُضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs).


حُلول للتّخلص من سواد الرّقبة

لا يُعتبر سواد الرقبة داءً بحد ذاته، بل إنّه عَرَض ناتج عن الإصابة ببعض الأمراض، أو قد يكون من الآثار الجانبية لبعض الأدوية المُستخدمة؛ لذلك إن تم علاج السبب الرئيسي ستُعالج مشكلة سواد الرقبة بصورة تلقائية؛ فعلى سبيل المثال قد ينتج سواد الرقبة بسبب الإصابة بمشكلة فرط التصبغ وهنا سنحتاج لعلاج فرط التصبغ للتخلص من سواد الرقبة الناجم عنها، وبمثالٍ آخر نقول أن معظم حالات الشواك الأسود تنتج بسبب الإصابة بمقاومة الإنسولين التي قد يتم علاجها من خلال فقدان الوزن في معظم الأوقات؛ لكن إن حدث ولم تُعالج مشكلة الشواك الأسود بعلاج مقاومة الإنسولين قد يلجأ الطّبيب لوصف بعض الأدوية الفعالّة التي تُناسب حالة الشّخص وتساعده على استعادة لون الجلد للطبيعي.[١][٥]


كما قد يلجأ الطبيب لاستخدام مراهم جلدية تحتوي على مُضادّات فطرية لعلاج الإصابة بعدوى فطرية إن وجدت؛ ويمكن أن يتم وصف أقراص فموية أيضًا إن كانت الإصابة تستدعي ذلك،[٢]وسنذكر فيما يلي بعض الخيارات العلاجية والوصفات الطّبيعيّة المُستخدمة لعلاج سواد الرّقبة:


طُرق طبيعيّة بسيطة

يُمكن استخدام بعض الوصفات الطّبيعيّة للتّخفيف من مُشكلة سواد الرّقبة، وفيما يأتي توضيح لأبرز هذه الطّرق:

  • خل التفاح: الذي يساعد على إعادة توازن مستوى الأحماض (الرقم الهيدروجيني) في الجلد؛ إذ يساعد حمض الماليك الموجود في خل التفاح على التخلص من الخلايا الجلدية الميّتة وزيادة نضارة البشرة.[٦]
  • بيكربونات الصوديوم: التي تُعتبر خيار جيد لتخليص الجلد من الأوساخ المتراكمة والخلايا الجلدية الميتة.[٦]
  • البطاطا: فهي تساعد على تفتيح الجلد وتوحيد لونه وتخليصه من البقع الداكنة أيضًا.[٦]
  • زيت اللوز: إذ يُعدّ زيت اللّوز غنيًّا بفيتامين هـ، الذي يساعد على تجديد خلايا البشرة، وزيادة نعومتها، وتحسين مظهرها.[٦]
  • اللبن (الزبادي): الذي يُعتبر مصدر غني بالإنزيمات الطبيعية التي تساعد على تحسين نضارة البشرة وإشراقها.[٣]
  • جل الألوفيرا: (بالإنجليزية: Aloe vera gel) الغني بمُضادّات الأكسدة التي تعمل بصورة طبيعية على تنظيم عمل الإنزيمات المسؤولة عن تصبغ الجلد، كما يساعد جل الألوفيرا على ترطيب الجلد وتغذيته بصورة صحية.[٣]




يُمكن لتناول الطعام الصحي المتوازن الغني بالفواكه والخضراوات أن يُفيد في تخفيف مُشكلة سواد الرّقبة، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء تصل إلى 8 - 10 أكواب يوميًا.




أدوية وتوصيات طبيّة

إضافةً لما سبق، تتوفر العديد من المستحضرات التجميلية كالكريمات، والماسكات (أقنعة النضارة)، والتونر، ولوشن الجسم، وغيرها الكثير من المنتجات التي تحتوي على مواد فعالّة تُساعد على زيادة نضارة الجلد وتحسين ملمسه والتقليل من التصبغات الجلدية مثل فيتامين ج، وفيتامين هـ، وأحماض بيتا هيدروكسي وألفا هيدروكسي،[٧]وفيما يأتي توضيح لأبرز العلاجات الطّبيّة والتّجميليّة الموصى بها:

  • التقشير الدوري باستخدام أحماض ألفا هيدروكسي (بالإنجليزية: Alpha-hydroxy acids) وأحماض بيتا هيدروكسي (بالإنجليزية: Beta hydroxy acids) الذي يساعد على التقليل من التصبغات الجلدية وزيادة نعومة الجلد وإشراقه.[٧]
  • استخدام مراهم الريتينويدات الموضعيّة (بالإنجليزية: Topical retinoid)، التي تُساعد على التقليل من التصبغات الجلدية بشكلٍ فعّال.[٧]
  • تجربة التقشير الكيمائي (بالإنجليزية: Chemical peeling)، والعلاج بأشعة الليزر.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "What is Dark Neck or Black Neck? Know Causes, Treatment and Remedies", onlymyhealth, 17/2/2021, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Rachel Nall, MSN, CRNA (11/3/2018), "Causes and treatment of a black neck", medicalnewstoday, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Ananya Chakravorty (14/4/2021), "Black Neck: Causes, Symptoms & Ayurvedic Remedies", vedix, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  4. "Pityriasis versicolor", nhs, 12/7/2018, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  5. "NECK PIGMENTATION / BLACK NECK", cleoskinclinic, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Advaitaa Ravi (25/7/2020), "Black Neck: Symptoms, Causes & Treatments", skinkraft, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت : Rohini Radhakrishnan (25/12/2020), "How Do You Get Rid of a Dark Neck?", medicinenet, Retrieved 25/6/2021. Edited.