قد يُصاب بعض الأشخاص بما يُعرف بصديد البول (بالإنجليزية: Pyuria)؛ والتي تتمثّل بخروج بول عكر وكثيف على غير المعتاد،[١] وعادةً ما تتواجد خلايا الدم البيضاء بشكلٍ طبيعي في البول، وقد تكون هناك كميات أكبر عند النساء وفقًا لأعمارهن وتأثير الدورة الشهرية، وبالرغم من ذلك فعندما تزداد هذه النسبة عن المعدل الطبيعي، فذلك قد يعني إصابة الشخص بصديد البول،[٢] ومن الجدير ذكره بأنَّ هناك حالة أخرى تُعرف بصديد بول المعقم، وفيها يرتفع عدد كريات الدم البيضاء في البول دون وجود بكتيريا.[٣]

أسباب صديد البول


الأسباب الشائعة

فيما يأتي ذكر لأكثر الأسباب شيوعًا لحدوث صديد البول:

  • عدوى المسالك البولية: تُعد هذه العدوى أحد أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بصديد البول، إذ تشكّل ما يقارب نسبته 98-99% من حالات الإصابة،[٤] إذ يُمكن حدوث العدوى في أي جزء من الجهاز البولي بما فيها الكلى، أو الحالب، أو الإحليل، أو المثانة،[٥] وتعد البكتيريا الموجودة في الأمعاء أكثر أنواع البكتيريا المُسببة لهذه العدوى، إذ إنّه في بعض الحالات قد تنتقل هذه البكتيريا إلى الجهاز البولي، وتعد النساء أكثر عرضة بالإصابة بالعدوى مقارنةً مع الرجال؛ وقد يُعزى ذلك إلى وجود مجرى البول لدى النساء بالقرب من فتحة الشرج،[٦] ومن خلال الآتي سيتم ذكر أبرز أعراض الإصابة بهذه العدوى:[٧]
  • الشعور برغبة قوية ومستمرة للتبول.
  • حرقة عند التبول.
  • خروج كميات قليلة من البول وبشكلٍ متكرر.
  • وجود رائحة قوية للبول.
  • آلام الحوض خاصًّة لدى النساء.
  • الحمّى.
  • ارتعاش وقشعريرة.
  • حبس البول: يُمكن أن يتسبّب حبس البول لفتراتٍ طويلة بزيادة معدل نمو الكائنات الحية الدقيقة، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية وظهور كريات الدم البيضاء في البول، بالإضافة إلى ذلك قد تصبح المثانة ضعيفة، ولن يتمكن الشخص من إفراغ المثانة بشكلٍ كامل، ولذلك فإنّ بقاء كمية من البول في المثانة يزيد من احتمالية فرص تكاثر الكائنات الحية الدقيقة كما ذكرنا.[٢]
  • الحمل: يعتبر صديد البول من الحالات الطبية الشائعة أثناء الحمل، وفي بعض الحالات قد تتلوث عينة الفحص أثناء جمعها بالإفرازات المهبلية، لذلك من المهم تأكيد التشخيص، وفي حال تأكيد إصابة الحامل بصديد البول، فسيقوم الطبيب باختيار العلاج الأفضل والذي يناسب حالة الحامل.[٨]
  • الأدوية: قد يتسبب تناول بعض أنواع الأدوية بحدوث صديد البول، ومن أبرز هذه الأدوية التي تسبب ذلك ما يلي:[٢][٥]
  • المضادات الحيوية (بالإنجليزيّة: Antibiotics).
  • الأسبرين (بالإنجليزيّة: Aspirin).
  • الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزيّة: Corticosteroids).
  • مدرات البول (بالإنجليزيّة: Diuretics).
  • مسكنات الألم غير الستيرويدية، كالآيبوبروفين (بالإنجليزيّة: Ibuprofen).


الأسباب الأقل شيوعاً

كما ذكر سابقًا بأنَّ الإصابة بالعدوى هي السبب الأكثر شيوعًا لصديد البول، ومع ذلك في حال لم تكن المضادات الحيوية فعَالة في علاج صديد البول، أو المرضى الذين يعانون من صديد البول مستمر، فيجدر على الطبيب الكشف حول الأسباب الأخرى والأقل شيوعًا، ومنها:[٩]

  • أمراض الكلى: يُعد حصى الكلى أحد أنواع أمراض الكلى التي تسبب حدوث صديد البول، إذ عادةً ما يتراوح حجمها ما بين حبة بازيلاء أو كرة الجولف، حيث يُمكن أن تؤدي حصى الكلى ذات الحجم الكبير إلى انسداد مجرى البول ومنع تدفق البول، وقد يشعر المريض بألم في البطن، أو الظهر، أو الفخذ، أو على الجوانب، إضافةً لذلك قد يصبح لون البول ورديًّا، أو أحمر، أو بني، وذلك نتيجةً لوجود الدم،[١٠] ومن أمراض الكلى الأخرى التي تتسبب بصديد البول ما يأتي:[٩]
  • مرض الكلى المتعدد الكيسات (بالإنجليزيّة: Polycystic kidney disease).
  • اعتلال الكلية بحمض اليوريك الناتج عن فرط كالسيوم الدم.
  • فشل عملية زراعة الكلى.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا: إذ تتسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيًا (بالإنجليزيّة: Sexually transmitted infections)، كالسيلان (بالإنجليزيّة: Gonorrhea) أو العدوى التي تنتج بسبب الفيروسات، بالإصابة بصديد البول.[٥]
  • أسباب أخرى: وفيما يلي بيان لبعض الأسباب الأخرى لصديد البول:
  • تجرثم الدم مع تعفنه (بالإنجليزية: Bacteremia with sepsis).[٥]
  • التهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).[٥]
  • التهاب البروستات المزمن (بالإنجليزية: Chronic prostatitis).[٩]
  • السل الكلوي (بالإنجليزية: Renal tuberculosis).[٩]
  • التسمم بالليثيوم والمعادن الثقيلة.[٩]
  • داء الغرناوية أو الساركويد (بالإنجليزية: Sarcoidosis).[٩]
  • التهاب المثانة الخلالي (بالإنجليزية: Interstitial Cystitis).[٩]
  • الورم البولي التناسلي (بالإنجليزية: Genitourinary malignancy).[٩]


علاج صديد البول

يتم علاج صديد البول عادةً بناءً على سبب حدوثه، بالإضافة إلى الأدوية تتوفر العديد من الوصفات المنزلية التي قد تساعد في علاج صديد البول، وفيما يأتي بيان ذلك:[١]


الوصفات المنزلية

قد يساعد اتباع الآتي على علاج أو تخفيف أعراض صديد البول:

  • الإكثار من شرب المياه، إذ يساعد ذلك على التخلص من البكتيريا المسببة للعدوى.[١١]
  • وضع وسادة دافئة على البطن، بما يساهم في تخفيف شعور عدم الراحة.[١٠]
  • تناول التوت البري؛ حيث تم استخدامه منذ القدم في علاج عدوى المسالك البولية، فهو يحتوي على مواد كيميائية تمنع البكتيريا من الالتصاق بجدران الجهاز البولي، بالإضافة لذلك تحتوي على حمض قد يساعد في قتل البكتيريا المسببة للعدوى.[١٠]
  • تناول البروبيوتيك، إذ قد تساعد بعض أنواع البكتيريا الموجودة في أطعمة معينة والمكملات الغذائية في الحفاظ على التوازن الطبيعي في منطقة المهبل، والإحليل، والمثانة، وتساعد أيضًا على تثبيط نمو بكتيريا الإشريكية القولونية، والتي عادةً ما تكون سبب حدوث التهابات المسالك البولية.[١٠]
  • تجنب المنتجات التي تسبّب تهيج المثانة، مثل: الكافيين، والكحول، والأطعمة الحارة، والنيكوتين، والمشروبات الغازية، والمحليات الصناعية، والتي قد تتسبب بتأخر التعافي.[١١]
  • الإكثار من تناول الفواكه والخضروات الجيدة لصحة المثانة، كالموز، والكمثرى، والفاصوليا الخضراء، والقرع الشتوي، والبطاطا.[١١]


الأدوية

عادة يتمّ استخدام المضادات الحيوية لعلاج صديد البول الناتج عن وجود عدوى في المسالك البولية،[١] كما قد يساعد تناول دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) أو ما يُعرف بالباراستامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، على تخفيف الآلام التي تحدث بسبب صديد البول.[٥]


الوقاية من صديد البول

يستطيع الشخص الوقاية من الإصابة بصديد البول، من خلال اتباعه لبعض النصائح، ومنها:

  • الحفاظ النظافة الشخصية الجيدة، إذ تساعد على منع حدوث التهابات المسالك البولية، ويمكن ذلك من خلال الآتي:[١]
  • غسل أو مسح المنطقة من الأمام إلى الخلف عند التبول أو التبرز.
  • غسل المنطقة المحيطة بالمهبل والمستقيم.
  • الاستحمام قبل وبعد ممارسة العلاقة الزوجية.
  • الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي.[١١]
  • تجنب استخدام المنتجات النسائية التي تتسبب بتهيج منطقة المهبل والمستقيم.[١٠]


متى تجدر مراجعة الطبيب؟

يتوجب على المصاب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[١٢]

  • أعراض شديدة.
  • استمرار ظهور الأعراض لأكثر من أسبوع دون وجود أي تحسن.
  • تكرار العدوى.
  • ضعف في المناعة أو أي حالات أخرى قد تتسبب بتفاقم الإصابة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Pyuria Diagnosis and Treatment", verywellhealth, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Leukocytes in Urine: 6 Possible Causes and What to Do", tuasaude, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  3. "Sterile Pyuria", nejm, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  4. "Pyuria Diagnosis and Treatment", advuro, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "What is pyuria?", medicalnewstoday, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  6. "Pyuria Diagnosis and Treatment", verywellhealth, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  7. "Urinary tract infection (UTI)", mayoclinic, Retrieved 22/6/2021. Edited.
  8. "Everything You Should Know About Pyuria", healthline, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Urinary Tract Infection (UTI) in Males Differential Diagnoses"، medscape، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "What Causes Leukocytes in Urine?", webmd, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث "8 Home Remedies for Urinary Tract Infection (UTI) Symptoms", everydayhealth, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  12. "10 home remedies for UTIs", medicalnewstoday, Retrieved 2/7/2021. Edited.