قد يتسبب ظهور بعض البقع الزرقاء على الجلد بالانزعاج والتوتر للعديد من الأشخاص، وبالرغم من إمكانية اعتبارها في غالبية الحالات مشكلةً بسيطة ومؤقتة ناتجة عن التعرُّض لإصابة جسدية، إلا أنها قد تكون دليلًا على وجود مشكلة طبية تتطلب العلاج، ويساهم تحديد أسباب ظهور البقع الزرقاء على الجلد في اختيار العلاج المناسب لها، فما هي أسباب ظهور بقع زرقاء؟ وكيف يمكن علاجها؟

أسباب البقع الزرقاء على الجلد

تظهر البقع الزرقاء أو الكدمات على الجلد نتيجةً للعديد من الأسباب، حيث من الممكن أن يُعزى ظهورها إلى تجمع الدم تحت الجلد نتيجةً التعرُّض لإصابة جسدية وجرح بعض الأوعية الدموية الدقيقة، كما يمكن أن يشير ظهور هذه البقع في بعض الأحيان إلى وجود مشكلة في عملية تخثّر الدم،[١] وفيما يأتي تفصيلٌ لأبرز الأسباب الكامنة وراء ذلك:

أسباب شائعة

فيما يأتي توضيحٌ لأبرز الأسباب الشائعة التي قد تؤدي إلى ظهور البقع الزرقاء على الجلد:

  • التعرّض لإصابة: تتسبب الإصابات الناجمة عن الجروح، أو السقوط، أو الاصطدام بشيء صلب كالأثاث، بتضرر بعض الأوعية الدموية القريبة من الجلد، ما يتسبب بتسرب الدم منها وتجمعه أسفل الجلد، فيظهر على شكل كدمة زرقاء.[١]
  • التقدُّم في العمر: يعدّ كبار السن أكثر الناس عرضةً لظهور هذه الكدمات حتى عند التعرُّض لإصابات جسدية طفيفة لا تُسبِّب الكدمات عادةً، وذلك نتيجةً لانخفاض مرونة الجلد لديهم ورقته، إضافةً إلى وجود كمية قليلة فقط من الدهون تحت الجلد، والتي تساعد على حماية الجلد والأوعية الدموية هناك في الحالات الطبيعية، فضلًا عن تلف الجلد الناجم عن التعرض لأشعة الشمس.[٢]
  • تناول الأدوية المميعة للدم: يساهم تناول الأدوية المميعة للدم بظهور الكدمات بسهولة أكبر، فهي تزيد من سهولة نزيف الدم، وتُستخدَم للوقاية من الإصابة بالتجلطات، أو منع زيادة حجمها،[٣][٤] ومن هذه الأدوية ما يلي:[٤]
  • الأسبرين.
  • الوارفارين (Warfarin) من أسمائه التجارية: ®Coumadin.
  • دابيغاتران (Dabigatran) من أسمائه التجارية: ®Pradaxa.
  • ريفاروكسابان (Rivaroxaban) من أسمائه التجارية: ®Xarelto.
  • أبيكسابان (Apixaban) من أسمائه التجارية: ®Eliquis.
  • كلوبيدوجريل (Clopidogrel) من أسمائه التجارية: ®Plavix.
  • الهيبارين.[٥]
  • تناول بعض الأدوية الأخرى: قد تزداد فرصة الإصابة بالكدمات والبقع الزرقاء نتيجة تناول بعض الأدوية غير مميعات الدم، مثل:[٦]
  • بعض مضادات الاكتئاب.
  • إنترفيرون (Interferon).
  • بعض الأدوية المسكِّنة للألم التي تصرف دون وصفة طبية، مثل: الإيبوبروفين (Ibuprofen) من أسمائه التجارية: ®Advil،[٦] والنابروكيسن (Naproxen) من أسمائه التجارية: ®Aleve، وقد تؤثر هذه الأدوية في كمية الكدمات، نتيجة تداخلها مع عملية تخثر الدم.[٧]
  • بعض المضادات الحيوية كالبنيسيلين (Penicillin).[٦]
  • أدوية الكورتيزون، مثل: بريدنيزون (Prednisone)، إذ تزيد هذه الأدوية من هشاشة الأوعية الدموية الدقيقة في الجلد.[٧]
  • العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.[٦]
  • العلاج ببدائل التستوستيرون.[٦]
  • تناول بعض أنواع المكملات الغذائية: فبعض أنواع المكملات الغذائية تتداخل مع عملية تخثُّر الدم، وتزيد من خطر تكوّن الكدمات والبقع الزرقاء، ومن أكثرها شيوعًا:[٨]
  • زيت السمك.
  • نبتة الجنكة بيلوبا.
  • الميلاتونين.
  • سوء التغذية: يتسبب سوء التغذية بنقص بعض الفيتامينات المهمة لتخثر الدم، مثل: فيتامينات C وفيتامين K، ما يتسبب بظهور كدمات أو بقع زرقاء على الجلد بسهولة، ومن الأعراض الأخرى نزيف اللثة وتورمها، والشعور بالتعب، وخروج دم في البراز أو البول، وغيرها.[١]


الأسباب الأقل شيوعًا

فيما يأتي سنذكر الأسباب الأقل شيوعًا بالتسبب في البقع الزرقاء على الجلد:

  • الإصابة باضطرابات النزيف: تؤثر بعض المشكلات الوراثية في تجلط الدم، فتؤدي إلى حدوث تجلُّط الدم ببطء، أو حتى عدم تجلطه على الإطلاق، مثل:[٥]
  • مرض فون ويلبراند (بالإنجليزية: Von Willebrand Disease)، ويعد الأكثر شيوعًا من اضطرابات النزيف، وفيه يكون بروتين فون ويلبراند غائب أو فيه خلل، ويعد هذا البروتين من البروتينات المهمة لتخثر الدم.
  • الهيموفيليا (بالإنجليزية: Hemophilia) الناجمة عن فقد أو خلل في أحد العوامل المهمة لتخثر الدم، ما يؤدي إلى نزيف مفرط.
  • الإصابة بالتهاب الأوعية الدموية: وقد يحدث ذلك نتيجةً لعدة مشاكل صحية، ويرافق ذلك عادةً شعور الشخص بضيق في التنفس، وخدر في الأطراف، والتقرحات، والتكتلات الجلدية، بالإضافة إلى ظهور بقع أرجوانية أو زرقاء على الجلد، فضلًا عن زيادة النزيف.[٥]
  • الإصابة بأمراض الكبد: تؤثر بعض أمراض الكبد في عمل الكبد في إنتاج البروتينات المساعدة على تخثر الدم، وبالتالي فإن قلة إنتاج هذه البروتينات تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالنزيف وظهور البقع الزرقاء، بالإضافة إلى العديد من الأعراض الأخرى، مثل: ظهور بقع حمراء شبيهة بالعنكبوت على البشرة، والشعور بالتعب والإرهاق، واصفرار الجلد والعينين، وانتفاخ البطن، وغيرها العديد.[١]
  • التعرض للّدغ من بعض الحشرات.[٦]
  • الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية: وهي الأمراض التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم عن طريق الخطأ، مثل: الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.[٦]
  • الإصابة ببعض أنواع العدوى: مثل التهاب السحايا، والحصبة، وداء كثرة الوحيدات (بالإنجليزية: Mononucleosis)،[٦] وهذا الأخير هو أحد أنواع العدوى الفيروسية التي قد تنتقل غالبًا عن طريق اللعاب والتقبيل، وتسبب الإصابة بالتعب الشديد، والحمّى، وآلام الجسم.[٩]
  • الإصابة بداء كوشينغ: (بالإنجليزية: Cushing's disease)[٦] هو أحد المشاكل الصحية الناجمة ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول، وهذا قد يكون ناجمًا عن إنتاج الغدد الكظرية لكميات مفرطة من الكورتيزول، أو عن تناول أدوية الكورتيزون الفموية.[١٠]
  • الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا).[٦]
  • فشل أحد أعضاء الجسم.[٦]
  • الإصابة بمرض فرفرية نقص الصفيحات: (بالإنجليزية: Thrombocytopenic purpura diseases)، وهو اضطراب يصيب الصفيحات الدموية الضرورية لتخثُّر الدم.[٦]


علاج البقع الزرقاء على الجلد

يمكن علاج البقع الزرقاء على الجلد عن طريق منع أو وقف النزيف، أو حل المشكلة الأساسية المتسببة بظهور البقع، بما في ذلك استشارة الطبيب حول استبدال الأدوية أو تغيير جرعاتها في حال كانت هي المُسبِّب لظهور البقع الزرقاء،[١١] ويمكن تفصيل الأساليب العلاجية للبقع الزرقاء على الجلد وفقًا لما يأتي:


أساليب الرعاية المنزلية

يمكن علاج البقع الزرقاء على الجلد من خلال اتباع بعض أساليب الرعاية المنزلية، وفيما يأتي سنذكر أهمها:[١٢]

  • احرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة، وإراحة المنطقة المصابة قدر الإمكان.
  • ضع كيس ثلج ملفوف بمنشفة على الكدمة، واتركه لمدة 10-20 دقيقة، وكرر ذلك عدة مرات في اليوم، وذلك على مدار يوم أو يومين حسب الحاجة،[١٢] واحرص على تجنب وضع الثلج على الجسم مباشرة.[١٣]
  • قم بلفّ منطقة الكدمة باستخدام ضمادة مرنة مع القليل من الضغط، وتجنب ربطها بإحكام شديد.[١٢]
  • ارفع المنطقة المصابة بالكدمة فوق مستوى القلب،[١٢] وحاول إبقاءها مرفوعةً قدر الإمكان خاصةً خلال 24 ساعة بعد الإصابة.[١٣]


الأدوية

قد تساهم بعض مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية في التخفيف من الألم الناتج عن البقع الزرقاء على الجسم، مثل: الباراسيتامول (Paracetamol)، ومن أسمائه التجارية: ®Tylenol، ويجدر بالذكر ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام مسكنات الألم الأخرى حتى وإن كانت لا تحتاج لوصفة طبية، فبعضها يزيد من خطر تكوّن الكدمات كما ذُكِرَ سابقًا،[١٤] ويجب عدم التوقف عن استخدام أي من الأدوية المذكورة أعلاه والمحتمل تسببها بالبقع الزرقاء بدون استشارة الطبيب بشأن ذلك.[١٥]


الجراحة

تستدعي بعض الحالات إجراء جراحة لعلاج الكدمات، وذلك عند الإصابة بما يعرف بمُتلازمة الحيِّز (بالإنجليزيّة: Compartment syndrome)، وهي مشكلة صحية نادرة الحدوث، وتنتج عن تسبُّب الكدمة والنزيف بزيادة الضغط على الأنسجة تحت الجلد، ممّا يؤثر في إمداد بعض أنسجة الجلد بالدم والأكسجين نتيجةً لزيادة الضغط الواقع عليها، فتهدف الجراحة إلى إزالة هذا الضغط.[١٦]


نصائح للوقاية من البقع الزرقاء على الجلد

للوقاية من ظهور البقع الزرقاء على الجلد ننصحك باتباع ما يأتي:[١٧]

  • احرص على ترتيب المكان المحيط بك، من أثاث وأسلاك كهربائية، وذلك للوقاية من السقوط، واحرص على عدم رمي الأشياء على الأرض وخاصةً السلالم.
  • تعرف على الآثار الجانبية للأدوية التي تتناولها، وأخبر طبيبك أو الصيدلي إذا كان الدواء يُشعرك بالدوار أو بالنعاس.
  • شغّل ضوءًا أو مصباحًا يدويًّا عند المشي في مناطق مظلمة أو ضعيفة الإضاءة.[١٤]
  • احرص على اتباع نظام غذائي صحي، ومتكامل، وغني بكميات كافية من الفيتامينات والمعادن.[١٤]
  • ارتد معدّات واقية، مثل خوذة الرأس عند ركوب الدراجة، والمعدات الواقية للساق أثناء ممارسة الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي مثل كرة القدم.[١٣]
  • تأكد من جفاف الأرضيات التي تسير عليها، وأن السجاد مقاوم للانزلاق.[١٣]
  • احرص على إجراء الفحوصات التي يوصيك بها الطبيب بانتظام في حال كنت تتناول الأدوية المميعة للدم.[١٣]


دواعي مراجعة الطبيب

تختفي البقع الزرقاء من تلقاء نفسها عادةً في غضون أسبوعين، حيث يمكن ملاحظة تغير لون الكدمة في هذه الأثناء،[١٨] إلا أن ثمة بعض الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب، ونذكر منها ما يلي:[١٤]

  • استمرار البقع الزرقاء أكثر من أسبوعين.
  • ظهور بقع زرقاء كبيرة وبشكل متكرر.
  • وجود كتلة دموية في منطقة البقع الزرقاء.
  • الشعور بألم مكان البقع الزرقاء، واستمراره لعدة أيام بعد الإصابة.
  • ظهور كدمات متكررة في نفس المكان.
  • ظهور كدمات دون وجود سبب واضح.
  • حدوث نزيف غير عادي، مثل نزيف في الأنف، أو خروج دم في البول أو البراز.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Top 9 Causes of Unexplained Bruising"، buoyhealth، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2021. Edited.
  2. "Bruises and Blood Spots Under the Skin", uofmhealth, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  3. "Blood Thinners", MedlinePlus Trusted Health Information for You, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Bruise", medlineplus, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "What to know about bruising easily"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س "Bruising", healthgrades, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Bumps & Bruises (Contusions & Ecchymoses)", medicinenet, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  8. "Supplements That Thin Blood: What You Need to Know", WebMD, Retrieved 1/8/2021. Edited.
  9. "Mononucleosis", clevelandclinic, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  10. "Cushing syndrome", mayoclinic, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  11. "Bruises and Blood Spots Under the Skin", healthlinkbc, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث "Bruise: First aid", mayoclinic, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث ج "Bruises"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 9/7/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث "Bruises", clevelandclinic, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  15. "Bumps & Bruises (Contusions & Ecchymoses)", medicinenet, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  16. "Bruise", medlineplus, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  17. "Easy bruising: Why does it happen", mayoclinic, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  18. "Bruises", kidshealth, Retrieved 9/7/2021. Edited.