عادةً ما يحدث الإرهاق الذّهني عندما يُبقي الشّخص عقله متيقّظًا، ومشغولًا، وفي حالة توتّرٍ دائمة، وذلك بسبب تركيزه الشّديد على إتمام واجباتٍ عقليّة، فالعقل كالجسم قد يصيبه الإرهاق أيضًا في حال عدم حصوله على قسط كافٍ من الراحة والاعتناء به.[١]
أسباب الإرهاق الذّهني
قد تتعدّد أسباب الإرهاق الذهني، كما أنّها تختلف من شخصٍ لآخر تبعًا للضغوطات التي يتعرّض لها، والّتي قد تستنزف مشاعره والمخزون العاطفي الموجود لديه، وتتراوح أسباب الإرهاق الذّهني لتكون بسبب ضغوطات سواء أكانت في العمل، أو تربية الأبناء، أو رعاية كبار السّن وأمورٌ أخرى، نذكرها فيما يأتي:[١][٢]
الإجهاد المزمن
على الرّغم من عدم تشابه التوتر والإرهاق الذهني لبعضهما البعض، إلّا أنّ التعرّض الشّديد للإجهاد والتوتر المتواصل قد يصل للحدّ الذي يُصاب به الشخص بالإرهاق الذّهني، فالأشخاص اللّذين غالبًا ما يشعرون بالتوتّر قد يبقون في مرحلة قتالٍ أو هروبٍ من أنفسهم لتصل إلى الإرهاق الذّهني.[٢]
الاحتراق الوظيفي
ويُطلق هذا المصطلح عند العمل لساعات طويلة من دون فترات استراحة وهدوء، أو عندما يتم استغلال الموظّف نفسيًّا وعاطفيًّا من خلال عمله، وبالإضافة إلى ذلك يقضي الأشخاص معظم أوقات حياتهم في العمل من غير وجود مصادر خارجيّة تقلّل من توتّرهم ممّا يسبّب في حقيقة الأمر ما يسمّى بالاحتراق النفسي، إذ غالبًا ما تتمحور أسباب الاحتراق النفسي حول العمل، وتبعًا لدراسة نُشرت عام 2021 من قِبل المركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية فإنّ أكثر من 50% من مقدّمي الرّعاية الصّحية وطلّاب الطب يصلون لهذا المستوى من الإرهاق الذّهني، وقد ذُكر أيضًا باحتماليّة تحولّها لجائحة قريبًا.[٣][٤]
الاضطرابات النفسيّة
قد يرافق بعض الاضطرابات العقليّة كالاكتئاب والقلق المعاناة من الإرهاقٍ الذهنيّ، حيث يمكن أن تستمر أعراضه أيضًا بعد تحسّن الأعراض الأخرى للمرض النّفسي، كما أنّه قد يُعتبر كأحد الآثار الجانبيّة للأدوية المضادة للاكتئاب.[٢]
الأمراض والإصابات الجسديّة
يوجد العديد من الأمراض والجروح الجسديّة الّتي قد يرافقها الإرهاقٌ الذهنيّ وخاصّة تلك الّتي يُصاب بها الرّياضيّ بعد فترات طويلة من التدريب، أو تلك التي تسبب إعاقات حركية.[٢]
الأشخاص الأكثر عرضة للإرهاق الذهني
كما ذكرنا سابقًا، فقد تتعدّد وتكثُر الأسباب الّتي قد تزيد من خطر الإصابة بالإجهاد الذّهني، ومن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالإرهاق الذهني نذكر الآتي:[٥]
- العاملون في المهن ذات الضغط العالٍ، مثل كوادر الطوارئ والمعلّمين.
- الأشخاص الذين يعانون من الضغوطات الماليّة.
- مقدمو الرّعاية الصحية لمريضٍ أو شخصٍ مسن.
- الأشخاص الذين لديهم حالة وفاة لأحد أفراد العائلة.
- الأشخاص الذين يفقدون الدّعم الاجتماعي.
نصائح لتجنّب الإرهاق الذّهني
يجدر التنبيه إلى ضرورة وجود أخذ أوقات استراحة ونقاهة بين الحين والآخر، وذلك في سبيل تخفيف الضّغط والتوتر الناتج عن مشاكل الحياة عمومًا ولتجنّب الإصابة بالإرهاق الذّهنيّ أيضًا، وفيما يلي بعض النّصائح والأمور لاستعادة النّشاط والطّاقة الطبيعيّة:[٦]
أخذ فترات استراحة
لا يُقصد بفترات الاستراحة تلك الّتي تُؤخذ لمدة أسبوعٍ أو شهرٍ بعد فترات طويلة من العمل فقط، بل حتّى للأوقات القليلة أيضًا، فمن الضّروري تقسيم الوقت ما بين عملٍ واستراحة، ويعود تقدير الوقت اللّازم ومدّة الاستراحة للشّخص نفسه، ولكن يوجد ما يسمّى بتقنية البومودورو التي يتّبعها العديد من الأشخاص، وتتلخّص كالتالي:[١]
- وضع المؤقت لمدّة 25 دقيقة.
- التركيز على القيام بمهمّةٍ واحدةٍ فقط.
- أخذُ استراحة لمدّة خمس دقائق كل 25 دقيقة.
- أخذُ استراحة طويلة تتراوح ما بين 15- 30 دقيقة بعد مُضي أربع دوراتٍ أي ما يعادل 100 دقيقة من العمل.
ممارسة التمارين الرياضيّة
تبعًا لبعض الدراسات فإنّه من الجيد ممارسة بعض التمارين الرياضيّة البسيطة أو تمارين التمدد أو المشي في أوقات استراحة العمل وذلك في محاولة لاستعادة الطّاقة والنّشاط وتخفيف التعرض للتوتّر والإجهاد.[١]
الكتابة وتدوين المشاعر
أظهرت بعض الدّراسات أهميّة تدوين وكتابة مشاعر الشّخص، وذلك لمحاولةٍ تخفيف وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق، لذا قد يساعد تجربة هذا الأمر على تجنّب حدوث الإرهاق الذّهني وللبدء به يُنصح بالكتابة يوميّاً لمدّة دقائق معدودةٍ فقط.[٧]
الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم
حيث يعتبر هذا من أسهل الأمور التي يُمكن فعلها ولكن قد يصعب تطبيقها فعلًا، فقد يفشل العديد من الأشخاص في تنظيم أوقات وساعات نومهم، وتبعًا للعديد من الدراسات فإنّ القلق والنوم غير المريح قد يزيد من احتماليّة حدوث الإرهاق لذلك من المهم تغيير روتين وعادات النوم أيضًا.[٧]
البحث عن طرق استرخاءٍ مفيدة
من الصّعب التخلّص من الإرهاق الذّهني بشكلٍ تام، ولكن من الجيّد تعلّم طرق استرخاء تناسب الشخص وضغوطاته، وقد يكون ذلك من خلال مسّاجٍ مريح، أو جلسات تأملٍ ويوغا، أو مشاهدة فيلمٍ مع العائلة والأصدقاء، أو زيارةً للمعالج النّفسي أيضًا.[١]
متى تجب زيارة الطبيب أو المعالج النّفسي؟
يجب زيارة الطّبيب أو المعالج النّفسي في حال استمرار أعراض الإرهاق الذّهني على الرّغم من تجربة العديد من الطرق والنّصائح للتخلّص منه، لذا قد يساعد الطبيب النفسي على محاولة علاج الإرهاق الذّهني.[٧]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Signs You’re Mentally Exhausted", Webmd, 21/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Symptoms of mental exhaustion and tips to alleviate it", medicalnewstoday, 21/7/2021. Edited.
- ↑ "Provider Burnout", NCBI, 21/7/2021. Edited.
- ↑ "Burnout Symptoms and Treatment", verywellmind, 21/7/2021. Edited.
- ↑ "How to Treat and Prevent Mental Exhaustion", healthline, 21/7/2021. Edited.
- ↑ "5 Ways to Overcome Mental Exhaustion", psychologytoday, 21/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Mental Exhaustion Is More Than Just Feeling Tired — Here’s How You Can Recalibrate", greatist, 21/7/2021. Edited.