تعتبر مشكلة ألم الظهر من المشاكل الشائعة جدًّا بين الناس، وعادةً ما تتحسّن في غضون بضعة أسابيع أو أشهر، وعلى الرّغم من اختلاف الأسباب، إلا أنّه غالبًا ما تشترك في نفس الأعراض، حيث يمكن الشّعور بالألم أو تصلب الظهر في أي مكان على طول العمود الفقري،[١][٢] ومن الأعراض الأخرى التي قد ترافق ألم الظهر:[٢]

  • ألم حاد وموضعي في الرّقبة، أو ألم أعلى الظهر، أو أسفله، خاصّة بعد رفع الأجسام ثقيلة.
  • عدم القدرة على الوقوف بشكلٍ مستقيم دون الشّعور بألمٍ أو تقلّصات عضليّة في أسفل الظهر.
  • المعاناة من آلام مزمنة في منتصف أو أسفل الظهر، خاصّة بعد الجلوس أو الوقوف لفتراتٍ طويلة.
  • انتشار ألم الظهر من أسفله إلى الأرداف، وأسفل مؤخّرة الفخذ، والسّاق، وأصابع القدم.



أسباب ألم الظهر

فيما يأتي بيان لبعض الأسباب الأكثر شيوعًا لألم الظهر:[٣]

  • تضيّق العمود الفقري: قد يحدث بسبب التعرض لإصابة مؤلمة، مثل: حادث سيّارة، أو بسبب الإصابة بالتهاب المفاصل، أو حتى التقدم في السن.
  • عرق النّسا: هو ألم ناجم عن تهيّج أو ضغط شديد على العصب الوركي، وذلك بسبب الجلوس لفتراتٍ طويلة، أو الإصابة بمرض السّكّري، أو حدوث إصابة في الحوض، أو الأرداف، أو الفخذ، انقر للمزيد عن عرق النسا لدى النساء.
  • شد العضلات أو الالتواء: تتراوح شدّة الألم في هذه الحالة من الخفيفة إلى الشديدة، وغالبًا ما ينتقل الألم إلى الأرداف، ويزداد بالحركة ويهدأ بالرّاحة، وقد تحدث تشنّجات عضليّة أيضًا.
  • انتفاخ أو انزلاق في أقراص العمود الفقري: تصبح الأقراص الموجودة بين فقرات العمود الفقري أكثر عرضة للانتفاخ أو الانزلاق للخارج مع تقدم العمر، ويحدث ذلك أيضاً بسبب التدخين، وزيادة الوزن، خصوصاً في أقراص الفقرات السفلية من الظهر.
  • هشاشة العمود الفقري: تحدث هشاشة العظام في العمود الفقري نتيجة تآكل الغضروف الموجود بين مفاصل العمود الفقري، وقد يزداد سوءًا مع الحركة.
  • مشاكل الكلى: من الممكن أن تسبّب حصى الكلى أو عدوى الكلى آلام في الظهر.[٤]
  • انحناء غير طبيعي في العمود الفقري: إذ ينحني العمود الفقري بطريقة غير عاديّة مثل الجنف (بالإنجليزية: Scoliosis) الذي يحدث أثناء فترة المراهقة، وينتج عن ذلك ألم في الظهر.[٤]


علاج ألم الظهر

نصائح عملية

نذكر فيما يأتي بعضاً من النصائح التي يمكن أن تخفّف ألم الظهر:[١][٥]

  • استرخي وابقى هادئاً: حيث يميل الأشخاص الذين يتمكّنون من البقاء إيجابيين على الرّغم من آلامهم إلى التعافي بشكلٍ أسرع، كما تعتبر محاولة الاسترخاء جزءًا مهمًّا من تخفيف الألم.
  • حافظ على نشاطك البدني: يساعد الاستمرار في الحركة وممارسة الأنشطة العاديّة على التعافي من الألم بشكلٍ أسرع.
  • احرص على ممارسة تمارين الظهر: قد تساعد ممارسة التمارين الرياضيّة، مثل: المشي، والسّباحة، واليوغا بانتظام على المحافظة على قوّة وصحّة الظهر، وبالتّالي تقليل الألم.
  • تناول مسكّنات الألم: يمكن للمسكنات مثل الإيبوبروفين المعروف بالاسم التجاري بروفين (Brufen) أن تساعد على تخفيف آلام الظهر، كما يمكن أن يصف الطبيب مرخيّات العضلات إذا وجدت تقلّصات عضليّة مؤلمة.
  • استخدم الكمادات السّاخنة والباردة: قد يساعد وضع الأكياس المجمّدة على المنطقة المؤلمة على تخفيف الألم، كما يجد بعض الأشخاص أنّ الحمّام السّاخن قد يقلّل من الألم أيضًا.
  • اجلس بوضعية مناسبة: وذلك من خلال جعل اليدين على نفس مستوى الطاولة أو المكتب، مع المحافظة على إبقاء الرأس في منصف الجسم، ورفع الأكتاف، إذ يساعد ذلك على التخفيف من الضغط على أسفل الظهر.
  • احرص على المحافظة على وزن مثالي: وذلك لأن الوزن الزائد يزيد من الضغط على الظهر.
  • أقلع عن التدخين: يمكن أن يضعف النيكوتين الموجود في السجائر العمود الفقري، إذ وجد بأن الأشخاص المدخنين يزداد خطر إصابتهم بمشاكل العامود الفقري أربع مرات أكثر من الأشخاص غير المدخنين.
  • تناول المكملات الغذائية: وخاصة مكملات فيتامين د، وذلك لأن الجسم لا يتمكن من امتصاص الكميات التي يحتاجها من فيتامين د من الطعام.
  • استخدم الكريمات الموضعية: إذ تحتوي هذه الكريمات على بعض المواد المهدئة مثل: المنثول، والكفور، والليدوكائين، التي يمكنها من تخفيف آلام الظهر.


العلاجات الدوائية

يمكن اللجوء لاستخدام بعض أنواع الأدوية للتخفيف من ألم الظهر، ومن هذه الأدوية نذكر ما يأتي:[٦][٧]

  • مرخيات العضلات: إذ تساعد هذه الأدوية على التقليل من تشنجات العضلات والتقليل من آلام الظهر، ومن أمثلتها دواء ريلاكسون (Relaxon).
  • المسكنات الأفيونية: إذ يمكن استخدام هذه الأدوية تحت إشراف الطبيب فقط، ومن أمثلتها دواء أوكسيكودون الذي يحمل نفس الاسم التجاري.
  • مضادات الاكتئاب: إذ تساعد هذه الأدوية على التخفيف من آلام الظهر، ومن أمثلتها دواء دولوكستين الذي يحمل الاسم التجاري سيمبالتا (Cymbalta).
  • استخدم حقن الستيرويد: قد يلجأ الطبيب إلى هذا الخيار في حال تفاقم الألم وانتشاره إلى أسفل الساق، وبعد اتباع أساليب العلاج السابقة وعدم نفعها، حيث تساعد حقن الكورتيزون على التقليل من الالتهاب حول جذر العصب، إذ يمكن لهذا الإجراء تخفيف الألم لمدة شهر أو شهرين فقط، ولكن لا يعتبر حلًّا طويل الأمد، إذ يستخدم لعلاج آلام الظهر عندما يكون مصدر الألم معروفًا وبالتزامن مع علاج آخر.[٨]


العلاج الطبيعي

يساعد العلاج الطبيعي على التخلص من ألم الظهر، حيث يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي التوجيه لممارسة بعض التمارين التي يمكن أن تساهم في تقوية عضلات البطن والظهر وتزيد من مرونتها، بالإضافة إلى بعض الإجراءات التي يجب اتباعها خلال نوبات ألم الظهر، لتجنب زيادة حدة الألم.[٩]


العمليات الجراحية وغيرها من الإجراءات الطبية

ومن هذه الإجراءات نذكر ما يأتي:[٩][٦]

  • بضع العصب بالترددات الراديوية: (بالإنجليزية: Radiofrequency neurotomy) خلال هذا الإجراء يدخل الطبيب إبرة دقيقة عبر الجلد يكون طرفها بالقرب من المنطقة المؤلمة، ثم يمرر موجات الراديو عبر هذه الإبرة لإتلاف الأعصاب في تلك المنطقة، ليتداخل مع توصيل إشارات الألم إلى الدماغ.
  • محفزات الأعصاب المزروعة تحت الجلد: يمكن للأجهزة التي تزرع تحت الجلد توصيل نبضات كهربائية إلى أعصاب في الجسم معينة لمنع إشارات الألم.
  • العمليات الجراحية: عادة ما يجري الطبيب العمليات الجراحية عندما يكون الألم بسبب بعض المشاكل الهيكلية التي لا تستجيب للعلاجات السابقة، مثل: تضييق العمود الفقري أو الانزلاق الغضروفي، وغالباً تسبب هذه الحالات ألمًا شديداً ممتدًا للساق، أو ضعف عضلي ناتج عن ضعف العصب.


دواعي مراجعة الطبيب

تختفي آلام الظهر من تلقاء نفسها في معظم الحالات، ولكن توجد بعض الحالات التي يجدر طلب المساعدة الطبيّة عند حدوثها، وهي:[١٠]

  • استمرار الألم في التفاقم مع مرور الوقت.
  • ظهور أعراض أخرى، مثل: مشاكل المثانة، والحمّى، وفقدان الوزن بشكلٍ كبير أو زيادة الوزن، وضعف في الأطراف.
  • استمرار الألم لمدّة أربعة أسابيع أو أكثر.


تشخيص ألم الظهر

قد يطلب الطبيب اختبارًا واحدًا أو أكثر لتحديد مصدر الألم، كما يفحص الطبيب الظهر ويقيّم القدرة على الجلوس، والوقوف، والمشي، ورفع السّاقين، وقد يطلب تقييم الألم على مقياس من صفر إلى 10 أيضًا، وفيما يأتي بعض الاختبارات التي يمكن إجراؤها لتشخيص ألم الظهر:[٦]

  • التصوير بالأشعّة السينيّة: تُظهر هذه الصورة ما إذا كانت عظام الشخص مكسورة أو كان مصابًا بالتهاب في المفاصل.
  • التصوير بالرّنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب: تكشف هذه الفحوصات عن وجود مشاكل في الأعصاب، والعظام، والعضلات، والأوتار، والأقراص المنفتقة، وغيرها.
  • دراسات الأعصاب: يقيس تخطيط كهربيّة العضل (بالإنجليزية: Electromyography) واختصاراً EMG النبضات الكهربائيّة التي تنتجها الأعصاب واستجابة العضلات.
  • تحاليل الدم: قد تحدّد تحاليل الدم ما إذا كان الشخص مصابًا بعدوى أو حالة أخرى قد تسبّب له الألم.
  • فحص العظام: يفحص الطبيب العظام في حالاتٍ نادرة؛ للبحث عن أمور قد تسبّبها هشاشة العظام، كالأورام أو الكسور.


الوقاية من ألم الظهر

يمكن تقليل خطر الإصابة بآلام الظهر من خلال اتباع بعض النصائح التي تتضمن تغيراً بسيطاً في نمط الحياة، ومنها:[١١]

  • مارس التمارين الرّياضة: إنّ الهدف من ممارسة التمارين الرّياضيّة تحريك العضلات، والحفاظ على سلاسة المفاصل، والوقاية من ألم الظهر.
  • اتّبع نظاماً غذائياً صحياً: يحافظ النظام الغذائي الصحّي على سلامة الجهاز الهضمي والعمود الفقري.
  • نم على أحد جانبيك: إنّ أفضل وضع للنوم هو على الجانب، فلا ينصح بالنوم على الظهر مطلقًا.
  • اجلس بوضعيّة صحيحة: يُنصح بالجلوس في وضعيّةٍ صحيحة في المكتب أو المنزل، كما يُنصح بممارسة بعض تمارين الإطالة بين فترةٍ وأخرى؛ للمحافظة على قوّة الظهر.
  • قلل من التوتّر: يتسبّب الإجهاد والتوتر المستمرّ في شد العضلات والإصابة بآلامٍ في الظهر، ويمكن الحد من الإجهاد من خلال ممارسة تمارين اليوغا، أو التأمّل، أو التنفّس العميق، وغيرها من الأنشطة.
  • احرص على الإقلاع عن التدخين: يمكن للتدخين أن يكون سببًا لألم الظهر المستمرّ، فقد يضيّق الأوعية الدمويّة، إذ يتسبب ذلك في عدم وصول كميّة كافية من الأكسجين والمواد المغذيّة إلى العمود الفقري، وبالتالي يصبح أكثر عرضة للإصابة وأبطأ في الشفاء.
  • تجنّب رفع الأجسام الثقيلة: وفي حال الاضطرار إلى ذلك يُنصح بثني الرّكبتين والمحافظة على استقامة الظهر عند رفع الأجسام الثقيلة.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب "Back pain", nhs, 14/1/2020, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Carol DerSarkissian (20/7/2019), "Understanding Back Pain -- Symptoms", webmd, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  3. Jonathan Cluett (23/10/2020), "Causes of Back Pain and Treatment Options", verywellhealth, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب James McIntosh (23/2/2017), "What is causing this pain in my back?", medicalnewstoday, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  5. "10 Ways to Manage Low Back Pain at Home", webmd, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Back pain"، mayoclinic، 21/8/2021، اطّلع عليه بتاريخ 28/5/2021. Edited.
  7. "Back Pain", drugs, 15/6/2021.
  8. Andrew Manuel Nava, "7 Ways to Treat Chronic Back Pain Without Surgery", hopkinsmedicine, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Back pain", middlesexhealth, 15/6/2021. Edited.
  10. Akhil Chhatre, "Lower Back Pain: What Could It Be?", hopkinsmedicine, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  11. Beth W. Orenstein (19/4/2013), "6 Tips to Prevent Back Pain", everydayhealth, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  12. "Prevent Back Pain", myhealthfinder, 18/5/2021, Retrieved 28/5/2021. Edited.