ألم العظام (Bone Pain) هو ألم شديد، أو وجع، أو أي انزعاج آخر يشعر به الشخص في واحد أو أكثر من العظام، وهو يختلف عن آلام العضلات والمفاصل نظراً لأن ألم العظام يستمر سواء أثناء الجلوس والراحة أم أثناء الحركة، ويمكن أن يرتبط ألم العظام بالإصابة بالأمراض أو التعرض للحالات التي قد تؤثر في الوظيفة الطبيعية للعظام أو بُنيتها، بما يستدعي مراجعة الطبيب لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحالة الشخص.[١][٢]

أسباب ألم العظام

هناك العديد من أسباب آلام العظام، ويجدر بالذكر أنّ الأعراض المصاحبة للحالة وطبيعة الألم من شأنها المساعدة على معرفة السبب الكامن وراء الشعور بألم العظام، وفيما يأتي بيان لأسباب ألم العظام.[٣]


الأسباب الأكثر شيوعاً

نذكر من الأسباب الأكثر شيوعاً لألم العظام ما يأتي:

  • الكسور: (Fractures)، تحدث الكسور نتيجة التعرض لإصابة، أو بسبب ضعف العظام الناتج عن الضغط المتكرر عليها، أو نتيجة الإصابة بمرض أو اضطراب معين، وتظهر المنطقة المصابة بالكسر مشوهة، وقد يحدث كدمات أو انتفاخ حول منطقة الكسر.[٤]
  • نقص الفيتامينات والمعادن: يُعد فيتامين "د" من العناصر الغذائية التي تساعد على تنظيم الكالسيوم الضروري لصحة العظام وقوّتها، ويؤدي نقص فيتامين "د" إلى تليين العظام وضعفها مما قد يؤدي إلى هشاشة العظام، ومن أعراض نقص فيتامين "د":[٥]
  • ألم في العظام والمفاصل.
  • التعب العام والإعياء.
  • المشاكل التنفسيّة.
  • المشاكل العصبية، مثل تنميل الأطراف.
  • تقلّبات المزاج.
  • كدمة العظام: (Bone Bruise)، تحدث كدمة العظام عندما يصطدم العظم بسطح أو جسم صلب، مثل السقوط من ارتفاعٍ كبير، وينتج عن ذلك شقوق صغيرة في الطبقة الخارجية من العظم، ونزيف في طبقة الأنسجة الرقيقة التي تغطي العظام، بالإضافة إلى ألم في العظام وانتفاخ في المنطقة المصابة.[٣]


الأسباب الأقل شيوعاً

نذكر من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى الشعور بألم العظام ما يأتي:

  • التهاب العظام والنقي: (Osteomyelitis)، هو التهاب يصيب العظم أو نخاع العظم، وقد يحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو فطرية تصيب أنسجة العظام بحيث تصل إليها عن طريق مجرى الدم بعد التعرض لإصابة أو الخضوع لجراحة معينة، وتشمل الأعراض: ألم في العظام، وتشنجات عضلية في منطقة العدوى، بالإضافة إلى ارتفاع في درجة حرارة الجسم.[٦]
  • انقطاع تدفق الدم للعظام: كما يحدث في حالات الإصابة بفقر الدم المنجلي (Sickle cell anemia)، إذ إن عدم تدفق الدم كما ينبغي يتسبب بعدم وجود مصدر ثابت للدم، بحيث تبدأ أنسجة العظام بالتضرر، وهذا ما يسبب بالشعور بألم في العظام إلى جانب ضعفها.[٢]
  • سرطان العظام: (Bone cancer)، إذ تنشأ الخلايا السرطانية في العظم نفسه، ويُعد ألم العظام هو أكثر أعراض سرطان العظام شيوعًا، وعادةً ما يأتي الألم ويختفي ثم يصبح ثابتًا، ويزداد سوءًا في الليل وأثناء ممارسة الأنشطة، وقد يحدث انتفاخ حول العظام المصابة، وفقدان الوزن، والتعب العام.[٢][٣]
  • اللوكيميا: (Leukemia)، وهو نوع من السرطانات يبدأ في نخاع العظام (Bone marrow)، ويعاني الأشخاص المصابين باللوكيميا من ألم العظام وخاصةً في منطقة الساقين.[٢]
  • مشاكل الغدة الجار الدّرقيّة: (Parathyroid Disease)، إذ تتحكم الغدد الجار درقية في كمية الكالسيوم الموجودة في العظام والدم، وبسبب الإفراط في إنتاج هرمون الغدة الجار درقية في فقدان السيطرة على مستويات الكالسيوم في الدم، ونظرًا لأن الكالسيوم هو مفتاح صحة العظام الجيدة، فإنّ هذا يعرض العظام للإصابة بالهشاشة، مما قد يؤدي إلى الشعور بألم في العظام.[٧]
  • مرض باجيت: (Paget’s Disease)، وهو مرض مزمن يصيب العظام نتيجة اضطراب في عمليات استبدال العظام القديمة بالجديدة في الجسم، ويترتب على ذلك ظهور عظام جديدة ضعيفة وهشة بصورةٍ غير طبيعية، وغالبًا ما يُصيب هذا المرض كبار السن.[٣]
  • تلين العظام: (Osteomalacia)، ويعني انخفاض كمية المعادن في العظام نتيجة أسباب عديدة، ويعد نقص فيتامين "د" أكثر هذه الأسباب شيوعاً، ويترتب على الحالة الشعور بآلام العظام، وقد يزداد ذلك سوءًا مع ممارسة الأنشطة وبخاصة تمارين تحمّل الوزن، ونذكر من أبرز أعراض هذه الحالة:[٣]
  • ضعف العضلات.
  • التقلصات والتشنجات العضلية.
  • الكسور.
  • صعوبة في المشي.
  • النخر العظمي: (Osteonecrosis)، ويحدث عندما تتأثر إمدادات الدم إلى العظام، مما قد يؤدي إلى موت أنسجة العظام، وبالتالي تكون شقوق أو كسور دقيقة، وبذلك يشعر الشخص ألم في العظام، ومن الجدير ذكره أن هذه الحالة قد لا تسبب أعراضاً في المراحل المبكرة، ولكن مع تقدم الحالة فإنها تسبب ألم العظام والشعور بعدم الراحة، وتزداد الأعراض سوءاً مع تقدم الحالة.[٨]


اقرأ عن ألم الساق.


علاج ألم العظام

يتم علاج ألم العظام بناءً على المسبب الذي أدى إلى الشعور بهذا الألم، وفيما يأتي بيان للخطة العلاجية التي قد يتم اتباعها في هذه الحالة:[٢]


نصائح وإرشادات

بالرغم من أن معظم الأسباب التي تكمن وراء ألم العظام تتطلب علاجات طبية، إلا أن اتباع بعض النصائح والإرشادات قد يساهم في التخفيف من الشعور بهذا الألم، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٢][٣]

  • الحصول على قسط كافي من الراحة.
  • وضع كيس من الثلج على العظام المصابة.
  • استخدام الأقواس والجبائر الداعمة بهدف حماية العظام وتخفيف الألم.


العلاجات الدوائية

والتي قد تتضمن:

  • مسكنات الألم: تُعد مسكنات الألم من الأدوية التي تُوصف بشكلٍ شائع للسيطرة على آلام العظام والتخفيف منها، ولكنها لا تعالج الحالة الأساسية.[٢]
  • البايوفسفونيت: (Bisphosphonate)، والتي قد يصفها الطبيب لعلاج أمراض عدة؛ من أبرزها: هشاشة العظام، ومرض باجيت، وتلف العظام الناجم عن السرطان.[٣]
  • المضادات الحيوية: والتي قد يصفها الطبيب في حال أُصيب الشخص بعدوى بكتيرية في العظام بهدف القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى.[٢]
  • مكملات فيتامين "د": والتي تُوصف إذا كان السبب الكامن وراء ألم العظام هو نقص فيتامين "د"، إذ يُفيد ذلك في تحسين صحة وقوّة العظام.[٣]
  • علاجات السرطان: ففي الحالات التي يعاني فيها الشخص من ألم العظام الناجم عن الإصابة بالسرطان فإن الطبيب يُوصي بعلاجات السرطانات للسيطرة على المسبب الرئيسي وبالتالي التخفيف من الأعراض، وقد يتضمن ذلك التوصية بالعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.[٣]


الجراحة

يُلجأ للجراحة في حالاتٍ معينة وذلك بهدف:[٣]

  • إصلاح الكسور في العظام.
  • تثبيت العظام التي تعرضت للتلف أو الكسر عند الإصابة بالسرطان.
  • إزالة العظام والأنسجة التالفة من العدوى.
  • إزالة جزء من العظم لتحسين تدفق الدم في حالة تنخر العظم.


العلاج الطبيعي

يكون العلاج الطبيعي جزءًا أساسيًا من العلاج بمجرد التئام الكسر، والغرض من العلاج الطبيعي هو تقوية وتحسين مرونة وحركة العضلات المحيطة، وهو مفيد أيضًا في تحسين قوة العظام وصحتها لدى الأشخاص المصابين بهشاشة العظام أو تلين العظام، وقد يتضمن العلاج الطبيعي استخدام الحرارة، أو الثلج، أو الموجات فوق الصوتية، أو بالاستعانة بالتدليك.[٣]


دواعي مراجعة الطبيب

من المهم التماس العناية الطبية، واللجوء إلى الطبيب عند الشعور بأيّ نوع من آلام العظام، خاصة في الحالات التالية:[٣]

  • ألم العظام الشديد أو المستمر، أو في حال ازداد سوءاً مع مرور الوقت.
  • ألم العظام المرتبط بالانتفاخ، أو الاحمرار، أو الدفء في المنطقة المصابة.
  • ألم العظام المصحوب بارتفاع في درجة حرارة الجسم أو فقدان الوزن.


اقرأ عن ألم القدم.


المراجع

  1. Joana Cavaco Silva (17/5/2018), " Bone pain: Causes, cancer symptoms, and treatment", medicalnewstoday, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د Joseph Pritchard (7/3/2019), "bone Pain: Causes, Symptoms, Treatments, and More", healthline, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Carol Eustice (1/1/2021), "Causes of Bone Pain and Treatment Options", verywell health , Retrieved 25/5/2021. Edited.
  4. "Bone Fractures", clevelandclinic, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  5. Jo Lewin R.N (26/5/2018), "Can vitamin D deficiency cause bone and joint pain?", medicalnewstoday, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  6. Yvette Brazier (4/1/2018), " Osteomyelitis: Symptoms, causes, and treatment", medical news today, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  7. Sabrina Felson (27/6/2020), "Parathyroid and Osteoporosis: What's the Connection?", webmed, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  8. "osteonecrosis", clevelandclinic, Retrieved 6/6/2021. Edited.