ألم العصعص

يُعرف ألم العصعص (Coccydynia)، أو ألم عظمة عجب الذنب (Tailbone Pain) بأنه ألم يُصيب العصعص والمنطقة المحيطة به؛ ويُعرَف العُصعص (Tailbone - Coccyx) بأنّه عظم مثلثي صغير يقع في الجزء السفلي من العمود الفقري (Spinal Column)، ويُعيق هذا الألم قدرة المصاب به على أداء وظائفه اليومية بشكل سليم، وتتراوح شدة ألم العصعص بين ألم خفيف إلى ألمٍ شبيهٍ بطعنةٍ عنيفة، ويمكن أن يستمر لأسابيع أو شهور أو فتراتٍ أطول، ويحدث نتيجةً لتعرض العصعص لصدمة خارجية، أو بسبب مُشكلة داخلية، أو أسباب وحالات طبية أخرى، علمًا أن حوالي ثلث المصابين بألم العصعص لا يعرفون السبب الكامن وراءه، وتُعد النساء أكثر عرضة بـ 5 مرات من الرجال للإصابة به، كما أن البالغين والمراهقين يُصابون به أكثر من الأطفال، إضافةً إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة بـ 3 مرات من أولئك الذين يتمتعون بوزنٍ مثالي، وكذلك الأشخاص الذين يخسرون وزنهم بسرعة كبيرة هم أكثر عرضة للإصابة به.[١]


أسباب ألم العصعص

كما أُسلف الذكر فإن ألم العصعص أو ألم عظم الذنب يحدث نتيجةً لعدد من الأسباب، فيما يلي توضيحًا لأبرزها:

  • الولادة: تُعد الولادة أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لألم العصعص؛ إذ يصبح العصعص أكثر مرونة في نهاية الحمل، مما يسمح له ولجزء العمود الفقري الواقع فوقه من الانحناء عند الولادة، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتسبب الولادة في زيادة تمدد العضلات والأربطة التي تربط العظام حول العصعص، مما يتسبب في الألم.[٢]
  • إصابة العصعص: يمكن أن يُصاب العصعص بصدمة خارجية عند تعرّض قاعدة العمود الفقري لأيّ صدمة من مُؤثّر خارجيّ؛ كأن يتعرض لركلة عرضية أثناء ممارسة الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي، كما أن السّقوط باتّجاه الوراء يُعد سببًا شائعًا أيضًا لإصابة العصعص، وفي معظم الحالات التي يصاب فيها العصعص سيكون مصابًا بكدمات شديدة فقط، بينما في الإصابات الأكثر خطورة قد يكون مخلوعًا أو منحرفًا عن مكانه، أو مكسورًا.[٢]
  • التقدم في العمر: مع التقدم في العمر يمكن أن تتآكل الأقراص الصغيرة من الغضاريف التي تساعد على تثبيت العصعص في مكانه، ويمكن أيضًا أن تصبح العظام التي يتكون منها العصعص أكثر اندماجًا معًا، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على العصعص والشعور بالألم.[٢]
  • الإجهاد المتكرر: إذ تُسبب الأنشطة التي تضغط لفترة طويلة على العصعص مثل ركوب الخيل، والجلوس على الأسطح الصلبة لفترات طويلة من الزمن ألم العصعص، وعادةً ما يكون الألم الناجم عن هذه الأسباب غير دائم، إلا أن عدم السيطرة على الالتهاب والأعراض المرافقة له قد تجعل الألم مزمنًا، ويسبب تغيرًا طويل المدى في حركة المفصل العجزي العصعصي (Sacrococcygeal joint).[٣]
  • السرطان: نادرًا ما يحدث ألم العصعص بسبب وُجود ورم قريب منه.[٣]
  • العدوى: يمكن أن تُصاب المنطقة القريبة من العصعص بعدوى تُشكّل ضغطًا عليه، مما يؤدي إلى الشّعور بألمٍ في العصعص.[٣]
  • إصابة المناطق المجاورة للعصعص بالألم: في حالات نادرة يمكن أن يرجع السبب في ألم العصعص إلى وجود ألم في مكان آخر في العمود الفقري أو الحوض، مثل القرص الغضروفي القطني (Lumbar herniated disc)، أو القرص القطني التنكسي (Degenerative lumbar disc).[٣]


اقرأ عن ألم الظهر.


كيفيّة التّعامُل مع ألم العصعص

عادةً ما يختفي ألم العصعص من تلقاء نفسه في غضون بضعة أسابيع أو أشهر، إلا أنه يمكن الاستعانة ببعض العلاجات للمساعدة على التعافي بسرعةٍ أكبر، وفيما يلي توضيحًا لذلك:[٤]


العلاجات المنزلية

تتضمن العلاجات المنزلية لألم العصعص كلًا من:[٤]

  • الجلوس على وسادة دائرية ذات فجوة من الداخل، أو وسادة على شكل حرف "V".
  • الانحناء للأمام أثناء الجُلوس.
  • وضع كمادات ساخنة، أو كيس من الثلج على المنطقة المصابة.
  • تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الباراسيتامول (Paracetamol)، أو الآيبوبروفين (Ibuprofen).
  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف لتجنب الإصابة بالإمساك الذي قد يزيد الأمر سوءًا الإمساك.[٥]


العلاجات الدوائية

يوضح الجدول التالي بعض العلاجات الدوائية التي يمكن أن تُساهم في التّخفيف من ألم العُصعص، ولكن قبل استخدام أي دواء يجب سُؤال الطّبيب واستشارته حول مأمونيّة كُل دواء وِفقًا للحالة:[٦]


المجموعة الدوائية
الاسم العلمي
الاسم التجاري
ملاحظات هامة












مسكنات الألم












ترامادول (Tramadol)
ريزوليت (Ryzolt)
يثبط هذا الدواء مسارات الألم، وبالتالي يؤثر في إدراك المصاب للألم واستجابته له؛ من خلال منع امتصاص النوربينفرين والسيروتونين.
بريجابالين (Pregabalin)
ليريكا (Lyrica)
يقلل من إطلاق العديد من النواقل العصبية المعتمدة على الكالسيوم؛ عن طريق تعديل وظيفة قناة الكالسيوم، ويُستخدم لعلاج الآلام الشديدة.




سترات الفنتانيل (Fentanyl Citrate)
(أدوية فموية، أو حُقن)



ابسترال (Abstral)





مواد أفيونية اصطناعية مسكنة للألم لها تأثيرات جانبية متعددة، كضعف القلب والأوعية الدموية، وانخفاض ضغط الدم، وتراكم الدواء في الدهون مع الاستعمال طويل الأمد.




دوروجيسيك (Duragesic)
أكتيك (Actiq)
فنتورا (Fentora)
أونسوليس (Onsolis)
أوكسيكودون (Oxycodone)

أوكسيكونتين (OxyContin)
تُستخدم لتسكين الآلام المتوسطة والشديدة.

روكسيكودون (Roxicodone)


العلاجات الطبية الأخرى

قد تشمل العلاجات الطبية الممكنة لألم العصعص المزمن ما يلي:[٤]

  • العلاج الطبيعي: خلال هذا العلاج يوضح الأخصائي كيفية القيام بتقنيات استرخاء قاع الحوض، مثل التنفس بعمق، والاسترخاء التام لقاع الحوض كما يُفعل أثناء التبول أو التبرز.
  • التدليك: يمكن أن يساعد تدليك العضلات المتصلة بالعصعص على تخفيف الألم.
  • الجراحة: يُعرف التدخل الجراحي لعلاج ألم العصعص باستئصال العصعص (Coccygectomy)؛ إذ يتم خلاله إزالة العصعص جراحيًا، وعادةً ما يُوصى بهذا الخيار فقط عندما تفشل جميع العلاجات الأخرى.
  • علاج الحالات الطبية الأساسية: يمكن أن يساعد علاج الحالة الطبية المُسببة لألم العصعص في علاجه؛ إذ يتحسن ألم العصعص الناجم عن الإجهاد بسبب البواسير مع حمامات المقعدة المتكررة (من أحد طُرق إدارة أعراض البواسير)، أو الجراحة لتصحيح البواسير.[٧]
  • الملينات: توصف عادةً لمنع حدوث الإمساك الذي قد يزيد ألم العُصعص سوءًا.[٥]


متى يتوجب على المصاب بألم العصعص مراجعة الطبيب؟

لا يُعد ألم العصعص حالة طبية طارئة على الإطلاق، ومع ذلك يتوجب على الأشخاص المصابين به مراجعة الطبيب على الفور إذا كان الألم ناتجًا عن صدمة مفاجئة، وظهرت عليهم عدد من الأعراض والعلامات التي يمكن أن تشير إلى الإصابة بحالة طبية أخرى، ومن هذه الأعراض والعلامات:[٧]

  • ظُهور كدمات واسعة النطاق.
  • تغييرات في طبيعة الحركة أو التناسق.
  • الشعور بالوخز أو التنميل في المناطق المحيطة بالعصعص، وهذا يُشير إلى أن العصعص أو الهيكل القريب منه مكسور.
  • إذا كان ألم العصعص لا يتحسن بعد أسبوع أو أسبوعين من تلقي العلاج.
  • إذا كان الألم المزمن في تحسن، ولكنه يعود بعد ذلك.
  • إذا كان العلاج المنزلي يجعل الألم أسوأ.
  • إذا رافق ألم العصعص أعراضًا أخرى غير مبررة.
  • عند ارتفاع درجة حرارة الجسم.

المراجع

  1. "Coccydynia (Tailbone Pain)", clevelandclinic, 6/7/2020, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Coccydynia (tailbone pain)", nhs, 11/7/2019, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Richard Staehler (13/1/2017), "Coccydynia (Tailbone Pain) Causes", spine-health, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Tailbone pain: How can I relieve it?", mayoclinic, 11/5/2021, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Carol DerSarkissian (12/5/2021), "Tailbone (Coccyx) Injury", webmd, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  6. Patrick M Foye (7/1/2021), "Coccyx Pain Medication", medscape, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب Zawn Villines (24/6/2017), "Why does my tailbone hurt?", Medical News Today, Retrieved 26/5/2021. Edited.