ألم الساق

يُوصَف ألم الساق بأنه الشّعور بالانزعاج والألم وعدم الرّاحة أو الوخز في المنطقة الواقعة بين الفخذ والكاحل سواءً بأكملها أو في جزءٍ منها، والمعروفة باسم الساق، إذ يختلف ألم الساق بالاعتماد على السبب، فإمّا أن يكون ألمًا حادًا يأتي بشكلٍ مفاجئ ثم يختفي أو قد يكون ألمًا مزمنًا يستمرّ لأسابيع أو شهور ويؤثر في طبيعة حياة المُصاب، وقد تكون الأعراض المُصاحِبة لألم الساق مستمرّة أو متقطّعة بين الحين والآخر ذات طبيعةٍ تتراوح بين المعتدلة والشديدة.[١][٢]


أسباب ألم الساق

تتكون الساق من المفاصل والعضلات والأوتار والأربطة والأعصاب والأوعية الدموية، وجميع هذه التراكيب عرضةٌ للتضرر مما ينجم عنها الشّعور بالألم،[٢] وقد يكون ألم الساق ناجمًا عن عدد من الأسباب نوضّحها بالتفصيل على النحو التالي:


الأسباب الأكثر شيوعًا


اختلال مستوى المعادن والأملاح في الجسم

تساعد المعادن مثل الصّوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم على حركة العضلات بسلامة، وقد يفقد الجسم بعضها بكمياتٍ كبيرة عند ممارسة التمارين الرياضية، أو سوء تناول مدرّات البول، عندئذٍ سيشعر الشخص بالضّعف والخدران في الساقين.[٣][٤]


الشدّ العضلي

يحدث الشدّ العضلي عندما تتمدد العضلة أكثر من اللازم، ويشيع عند الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، إذ يتمثّل ألم الشدّ العضلي بألمٍ شديدٍ يبدأ بشكلٍ مفاجئ، وتكون المنطقة المُصابة بالشدّ العضلي حساسة للمس.[٣]


تشنج العضلات

يحدث عندما تتقلّص عضلة أو ربلة الساق بشكلٍ مفاجئ، متسببةً بألمٍ حادّ والشّعور بكتلة صلبة في العضلات تحت الجلد، ويميل تشنج العضلات (Muscle cramp - Charley Horse) إلى الحدوث بشكلٍ أكثر تواترًا مع التقدّم في العمر، أو في حال عدم شرب كميةٍ كافية من الماء والتواجد في بيئةٍ حارّة، وعادةً ما يختفي من تلقاء نفسه دون أن يكون دلالةً على أيّ مشكلةٍ صحية.[٣]


كسور الإجهاد

قد تتعرّض عظمة الساق أحيانًا إلى الكسور والتشققات الصّغيرة نتيجة الإجهاد والإفراط في استخدام العضلات المحيطة بالعظام أو السقوط من مكانٍ مرتفع، وهو ما يُعرَف باسم كسور الإجهاد (Stress Fractures) ويستغرق التّعافي التامّ من هذه الحالة والعودة إلى ممارسة الأنشطة اليومية ما يُقارِب 6-8 أسابيع.[٣][٥]


التواء الكاحل

يمكن أن يتعرّض النسيج الذي يربط العظام مع بعضها بعضًا، والمعروف باسم الأربطة إلى الالتواء، الذي ينجم عنه التورّم والألم الشديد في مكان الإصابة وصعوبة الوقوف على الساق المُصابة.[٣]


عرق النسا

يُعرَف عرق النسا بأنه ألم الساق الذي ينشأ من انضغاط العصب الموجود في أسفل العمود الفقري، والذي يتمثّل بألمٍ شديد يمتدّ من الورك وحتى أسفل الساق وصولاً إلى القدم، فيؤثر في الوقوف أو الجلوس، إلى جانب التشنّج في عضلات المؤخرة.[٣][٥]


دوالي الأوردة

تعمل الأوردة في بعض الأحيان بجهدٍ أكبر من اللازم لإعادة الدم من الساقين إلى القلب، مما يؤدي إلى انتفاخها والتوائها وظهورها بلونٍ أزرق أو أرجواني داكن، والتي قد تسبب الشعور بالحرقان في الساقين أو الثّقل أو التشنّج أو النّبض فيهما، وتزداد احتمالية الإصابة بالدوالي مع التقدّم في العمر، أو امتلاك وزنٍ زائد، أو الحمل، أو الوقوف أو الجلوس لفتراتٍ طويلة.[٣]


التهاب الأوتار

تُعرَف الأوتار بأنها النسيج الذي يربط العضلات مع العظام، والتي قد تتعرّض إلى الالتهاب الناتج عن عدوى تؤثر في مفصل الورك أو الركبة أو الكاحل، أو نتيجة الركض على المنحدرات دون اتخّاذ تدابير السلامة اللازمة.[٣]


شدّ أوتار الركبة

يمكن أن تؤدي الصّدمات الحادة أو الالتواءات والإجهاد إلى شدّ أوتار الركبة أو تمزّقها، والذي غالبًا ما يكون نتيجة الجري بدون إجراء تمارين المرونة والإحماء، ويتمثّل ألمها بالحادّ في الجزء الخلفي لعضلة الفخذ.[٥]


التهاب المفاصل

تؤثر هذه الحالة في المفاصل وتسبب الألم والتورّم والتصلّب، وعندما يحدث التهاب المفاصل في الوركين أو الركبتين أو الكاحلين، فقد يجعل من المشي أو القيام بالأنشطة اليومية أمرًا صعبًا.[٣]


الأسباب الأقلّ شيوعًا


مرض الشريان المحيطي (PAD)

تتضيّق الشرايين الواصلة إلى الساقين في هذه الحالة، مما يقلل تدفق التروية الدموية فيها، بالتالي لن تحصل الساق على الكمية الكافية من الدم، ويشعر المُصاب عندئذٍ بالعرج والضّعف والخدر عند المشي أو صعود السلالم، بالإضافة إلى زيادة الإحساس بالبرد وتغيّر لون الساق.[٣][٥]


تجلّط الأوردة العميقة (DVT)

تتشكّل في هذه الحالة جلطة دموية في الوريد بعد الجلوس لفتراتٍ طويلة، وعادةً في الفخذ أو الساق، وقد لا تسبب هذه الحالة الأعراض دائمًا، لكن وإن حدثت فهي تتمثّل بالألم والتورّم واحمرار الساق والشّعور بدفئها، وفي حال انفصلت الجلطة الدموية وتحرّكت وصولاً إلى الرئة، فمن الممكن أن تسبب حالةً مهددة للحياة تُدعَى بالانسداد الرئوي.[٣][٥]


الاعتلال العصبي المحيطي

يمكن أن تتلف الأعصاب الواصلة إلى الساق في بعض الأحيان، نتيجة حالاتٍ صحية وأكثرها شيوعًا هو مرض السكري غير المُسيطر عليه، أو سوء تناول بعض أنواع الأدوية، أو نتيجة إصاباتٍ أو عدوى تؤثر في أعصاب الساق، ويتمثّل ألم هذه الحالة بالوخز أو الخدران أو الضّعف في الساق.[٣][٦]


تضيّق العمود الفقري

يمكن لبعض الحالات التي يحدث فيها تضيّق العمود الفقري (Spinal Stenosis) أن تؤثر في الأعصاب الواصلة إلى الساق وتضغط عليها، بحيث تسبب الألم أو الوخز أو التنميل أو الضعف في الساقين، إلى جانب مواجهة مشاكل في التوازن.[٣]


جبائر شين

تحدث جبائر شين (Shin Splints) عندما تلتهب العضلات والأنسجة المُحيطة بعظم الظنبوب، وهو أمرٌ شائعٌ بين الأشخاص الذين يُكثِرون من الجري، كما قد تؤدي تشوّهات الأقدام؛ كالأقدام المسطّحة أو الأقواس الصّلبة أو ارتداء الأحذية غير المناسبة إلى حدوثها أيضًا.[٣]


سرطان المبيض

يمكن أن يؤدي سرطان المبيض إلى الألم والتورّم في الساقين.[٥]


ماذا تفعل للتعامل مع ألم الساق؟

يختلف التعامل مع آلام الساق بحسب المسبب وبعد استبعاد الطبيب للحالات الخطيرة من ألم الساق، وهو ما يمكن توضيحه على النحو التالي:[٥]


آلام التشنّجات والتقلّصات

  • أمسك إصبع قدم الساق المُصابة، واسحبه نحو الجسم مع الحفاظ على استقامة الساق خلال ذلك.
  • مارس تمارين التمدد والإحماء قبل وبعد التمارين الرياضية.
  • حافظ على شرب كمياتٍ وفيرة من الماء، بما يُعادِل 8-12 كوبًا بشكلٍ يومي.
  • قم بتمديد وتدليك الساقين بانتظام.


علاج الإصابات الرياضية

  • الراحة: فذلك يحدّ من حدوث مزيدٍ من الإصابات، ويتيح الوقت للشفاء وتقليل التورّم في الساق.
  • كمّادات الثلج: تقلل التورّم والالتهاب والألم، والتي تُوضَع لمدةٍ تصل إلى 20 دقيقة، بحيث تكون ملفوفة بقطعة قماش قبل وضعها على مكان الإصابة.
  • الضغط: تساعد الضمادات المرنة الملفوفة بإحكام على تقليل الألم والتورّم الحاصل في الساق.
  • رفع الساق: يساعد رفع الساق بمستوى أعلى من القلب على تصريف السوائل المتراكمة في مكان الإصابة، وتقليل التورّم والإحساس بالألم.
  • تناول مسكّنات الألم المصروفة بدون وصفةٍ طبية: وذلك بعد استشارة الطبيب، مثل البانادول (Panadol).


التدخل العلاجي لمشكلات الأعصاب والدورة الدموية

تحتاج مثل هذه الحالات إلى مراجعة الطبيب لتقييم الحالة وإجراء العلاج اللازم، وإلى جانب التدخّل العلاجي يمكنك اتباع ما يلي:

  • تجنّب أو أقلع عن التدخين.
  • مارس التمارين الرياضية المعتدلة حسب توجيهات الطبيب.
  • حافظ على المستوى الطبيعي للسكر والضغط والكوليسترول والدهون في الدم.
  • التزم بتناول الأدوية على النحو الموصوف من الطبيب، مثل مميّعات الدم لتقليل فرص الجلطات الدموية.
  • اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا.


الوقاية من ألم الساق

يمكن الوقاية من بعض حالات ألم الساق باتباع النصائح والتدابير تالية الذكر:[٧]

  • زيادة مستوى النشاط البدني بشكلٍ تدريجي.
  • الخلط بين أنواع التمارين الرياضية التي يتمّ ممارستها، وتجنّب الالتزام بنفس التمرين لفتراتٍ طويلة.
  • ارتداء الأحذية الدّاعمة خلال ممارسة الرياضة.
  • ممارسة تمارين التمدد وإطالة الساق لتجنّب التشنّجات وتقوية عضلة ربلة الساق، والوقاية من حالات التهاب الأوتار.
  • تناول طعام صحي، وذلك لبناء عظامٍ قوية والحدّ من كسورها، إذ يمكن تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، والأطعمة الغنية بالبروتين للحفاظ على صحّة القلب والأوعية الدموية والأعصاب.
  • الحفاظ على وزن صحي والامتناع عن التدخين.
  • تجنّب الجلوس أو الوقوف لفتراتٍ طويلة، والتبديل بينهما.


دواعي مراجعة الطبيب

تستدعي بعض الحالات مراجعة الطبيب على الفور فور ملاحظتها، وهذه الحالات هي:[٤][١]

  • احمرار الساق أو تورّمها.
  • الحمّى.
  • ازدياد الألم سوءًا عند المشي أو ممارسة التمارين الرياضية.
  • تغيّر لون الساق إلى الأسود أو الأزرق.
  • برودة الساق وشحوب لونها.
  • تورّم كلتا الساقين.


المراجع

  1. ^ أ ب "Leg pain", www.healthdirect.gov.au, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Leg Pain", www.healthgrades.com, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص "What’s Causing Your Leg Pain?", www.webmd.com, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Leg pain", medlineplus.gov, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Types and causes of leg pain", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  6. "When walking makes your legs hurt", www.health.harvard.edu, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  7. "What Is Leg Pain? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", www.everydayhealth.com, Retrieved 25/5/2021. Edited.