عسر التبول، أو الألم عند التبوّل، أو التبوّل المؤلم (dysuria)، هي حالة طبيّة تتمثّل بالشعور في الألم أو الحرقة الخفيفة أو المعتدلة أثناء التبوّل وغالباً ما يُرافقها حالة من التبوّل المتكرر، وترتبط في معظم الأحيان بالتهابات المسالك البوليّة، وتُعد أكثر شيوعًا عند النساء على الرّغم من معاناة كلًّا من الرّجال والنساء منها في أيّ عمر.[١][٢]


أسباب الألم عند التبوّل

تتعدد الأسباب الكامنة وراء الشعور بالألم أثناء التبول في ما يأتي تفصيل لبعض منها:


الأسباب الأكثر شيوعاً

فيما يلي ذكر للأسباب الأكثر شيوعاً المسببة بالشعور بالألم عند التبول:[٣][٤]

  • عدوى أو تهيّج المهبل: يمكن أن تحدث عدوى مهبليّة بسبب فرط نموّ الخميرة أو البكتيريا، وقد تظهر فيها الأعراض التالية إلى جانب الألم عند التبوّل:
  • المعاناة من تهيّج المهبل.
  • الشعور بالألم أثناء الجماع.
  • انبعاث رائحة كريهة، أو إفرازات مهبليّة غير طبيعيّة.
  • التهاب البروستات: هو التهاب أو عدوى تصيب البروستات، ويعد من أكثر مشاكل البروستات شيوعًا بين الرّجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، ويرافقه العديد من الأعراض، ومنها:
  • صعوبة التبوّل، بما في ذلك التنقيط، أو التبوّل المتكرّر.
  • الإصابة بالحمّى، أو قشعريرة تُشبه الأنفلونزا يُرافقها التهاب البروستات الجرثومي.
  • كثرة التبوّل وخاصّة في الليل.
  • ألم في غدّة البروستات، والبطن، والفخذ، والأعضاء التناسليّة، وأسفل الظهر.
  • الشعور بالألم عند القذف.
  • الحساسيّة الكيميائيّة: يمكن أن يسبب التعرض لبعض المواد الكيميائيّة حدوث تهيّج في أنسجة الجسم في بعض الأحيان، ومنها العطور، والصّابون، وورق التواليت المعطّر، وقد يكون هذا التهيّج أكثر وضوحًا عندما يتبوّل الشخص، وقد يرافق رد الفعل التحسسي الأعراض التالية:[٣]
  • حدوث تهيّج الجلد على الأعضاء التناسليّة أو حولها.
  • الشعور بالحكّة.
  • التعرض للتورّم.
  • ظهور الاحمرار.
  • التهاب المسالك البوليّة: يحدث هذا الالتهاب عادةً في أي جزء من أجزاء المسالك البولية، كالكلى، والحالب، والإحليل، والمثانة، نتيجةً لدخول البكتيريا إليها عن طريق الإحليل، وتتضمن الأعراض الأخرى لالتهاب المسالك البوليّة إلى جانب التبوّل المؤلم، ما يلي:[٥]
  • زيادة تكرار التبول، أو الرّغبة في التبوّل.
  • الإصابة بالحمى.
  • الشعور بألم في الخاصرة.
  • المعاناة من رائحة البول الكريهة، أو القوية.
  • ظهور دم في البول، أو تحوّله للون الغامق.


الأسباب الأقل شيوعًا

فيما يلي ذكر للأسباب الأقل شيوعاً لحالة عسر التبول:[٦][٥]

  • حصى الكِلى: يعود السبب في تشكّل الحصى في الكلى، وهي تمثّل صخور صلبة، إلى وجود الكثير من الفضلات في الكلى وعدم توفّر سوائل كافية فيها، وعادةً ما يقود الإصابة بها إلى الشعور بألم حاد يمتد على جوانب الجسم، وقد ينتشر حول البطن وفي منطقة الفخذ حيث تتحرّك الحصى عبر جهاز المسالك البوليّة، ومن الأعراض الشائعة الأخرى لحصوات الكلى:
  • ظهور الدم في البول.
  • الإحساس بالحرقان أثناء التبوّل.
  • تكيّس المبيض: وهي أكياس مملوءة بالسوائل تتشكّل في المبيض أثناء فترة الإباضة في غالبية الأحيان، وعادةً ما تكون معظمها صغيرة وغير ضارّة، وتختفي دون علاج، ولكن ينبغي طلب التدخّل الطبّي على الفور في بعض الحالات خاصّة إذا تمزّق الكيس أو زاد حجمه، وفيما يأتي أعراض تكيّس المبيض الأخرى إلى جانب الشعور بالألم عند التبوّل:
  • زيادة الوزن غير المبرّرة.
  • وجود ضغطًا، أو انتفاخًا، أو تورّمًا، أو ألمًا في الحوض، أو ألمًا في أسفل البطن على جانب الكيس.
  • الشعور بألم في الثدي.
  • العدوى المنقولة جنسيًّا: يمكن أن تؤثّر الأمراض المنقولة جنسيًّا في المسالك البوليّة، وقد تؤدّي إلى الشعور بالألم أثناء التبوّل، ومن هذه الأمراض كل من؛ الكلاميديا، ​​والسيلان، والهربس، وفيما يأتي بعض الأعراض الأخرى لتلك الأمراض:
  • ظهور إفرازات غير طبيعيّة.
  • الشعور بالحكة الشديدة.
  • الشعور بالحرق.
  • ظهور بثور، أو تقرُّحات عند الإصابة بالهربس التناسلي.
  • سرطان المثانة: يمثّل مرض السرطان بشكل عام نموّ للخلايا غير السليمة في أعضاء الجسم، وهو ما يحدث عند الإصابة بسرطان المثانة، التي قد تكون أعراضه مشابهة لأعراض التهاب المثانة، وفي العادة يكون أوّل أعراض الإصابة بهذا السرطان وجود دم في البول، أو الشعور بالحاجة إلى التبوّل على الفور.[٧]
  • التهاب المثانة الخلالي: يتمثّل هذا الالتهاب بالشعور بالألمٍ في المسالك البوليّة أثناء التبوّل واستمراره لأكثر من 6 أسابيع، خاصّةً عندما لا يكون هذا الألم مرتبطاً بحالات أخرى، مثل: العدوى أو حصوات الكلى، وغالبًا ما يُسمّى الالتهاب بمتلازمة المثانة المؤلمة، ويتسبّب في دخول الحمّام بشكلٍ متكرّر وملح في كثير من الأحيان، إذ يُمكن وصول عدد مرّات التبول خلال اليوم من 40-60 مرّة في الحالات الشديدة.
  • تناول بعض الأدوية: قد يؤدّي تناول بعض أنواع الأدوية، كالأدوية الموصوفة لعلاج سرطان المثانة إلى تهيّج والتهاب أنسجة المثانة، وهذا يمكن أن يسبّب الشعور بالألم عند التبوّل أحيانًا، ولا بدّ من مراجعة الطبيب إذا بدأ شخص ما في تناول دواء جديد سبب الشعور بالألم عند التبوّل أو عسر التبوّل، مع ضرورة التنويه إلى أهمية عدم ترك الدواء دون استشارة الطبيب.[٣]


علاج الألم عند التبوّل

يعتمد علاج الألم عند التبوّل على سبب الألم، ونعني بذلك إذا كان الألم ناجمًا عن المثانة أو حالة البروستات، فيُمكن علاج الحالة الأساسيّة من خلال علاج العدوى بالمضادّات الحيويّة، ويمكن تصنيف علاج الألم عند التبوّل إلى علاج طبّي ونصائح عامة، وفيما يأتي توضيح لكليهما:[٨]


النصائح العامة

توجد عدّة نصائح يُمكنك اتّباعها لتقليل الشعور بعدم الرّاحة الناتج عن التبوّل المؤلم، وفيما يأتي تعداد لها:[٨]

  • اشرب كميّات كافية من الماء خلال اليوم.
  • تجنب مسببات التهيّج.
  • احرص على تعديل النظام الغذائي الخاص بك، للتخلّص من الأطعمة والمشروبات التي يُمكن أن تسبب تهيّج المثانة مثل الكافيين والأطعمة عالية الحموضة.
  • تجنب استخدام منظّفات الغسيل والمنظّفات بشكل عام، وخاصّة المعطّرة.
  • استخدم الواقي الذكري، أو طرق الحماية الأخرى أثناء النشاط الجنسي.


العلاج الطبّي

تُعالج التهابات المسالك البوليّة بشكلٍ شائع بالمضادّات الحيويّة التي لا تحتاج إلى وصفةٍ طبيّة، مثل دواء فينازوبيريدين المتواجد بالصيدليات باسم يوريسبت (Urisept)، كما يُمكن إعطاء مسكّنات الألم أحيانًا على شكل مسكّن عام للجسم، أو نوع محدّد من شأنه تخدير الألم في المسالك البوليّة خاصّةً.[٩][١]


أمور تستدعي مراجعة الطبيب

من الضروري مراجعة الطبيب إذا استمرّ التبوّل المؤلم لأكثر من 24 ساعة، وفي حالة المعاناة من هذه الحالة أثناء فترة الحمل، كما يُنصح بمراجعة الطبيب في حالة معاناة أيّ شخصٍ من أعراضٍ أخرى إلى جانب التبوّل المؤلم، ومنها ما يأتي:[١٠]

  • الشعور بالحكّة في منطقة الأعضاء التناسليّة.
  • ظهور إفرازات من القضيب أو المهبل.
  • انبعاث رائحة كريهة للبول أو ظهوره باللون القاتم.
  • الرغبة الملحّة في التبوّل.
  • خروج حصوات الكلى أو المثانة.
  • الشعور بآلام الظهر أو بجوانب الجسم.
  • نزول دم في البول.
  • المعاناة من الغثيان أو التقيؤ.
  • الإصابة بالحُمّى.


المراجع

  1. ^ أ ب "Dysuria (Painful Urination)", clevelandclinic, 12/8/2020, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  2. Geetha Maddukuri (5/2021), "Pain or Burning With Urination", msdmanuals, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Rachel Nall (31/1/2020), "What can make urination painful?", medicalnewstoday, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  4. "Prostatitis", denverurology, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Jennifer Robinson (10/6/2020), "Dysuria (Painful Urination)", webmd, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  6. Heather Lindsey (26/11/2020), "What Are Kidney Stones? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  7. cancer "Bladder Cancer", msdmanuals, 10/2020, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب Brian Wu, PhD and Erica Roth (9/11/2020), "What Causes Painful Urination?", healthline, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  9. Jerry R. Balentine, "Dysuria (Painful Urination, Urination Discomfort)", emedicinehealth, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  10. Kathleen Smith (25/9/2018), "What Does Burning or Painful Urination (Dysuria) Mean?", everydayhealth, Retrieved 26/6/2021. Edited.