الألم بين الكتفين: الأسباب والحلول

يعتبر الألم بين الكتفين أو الألم في أعلى الظهر من الأعراض الشائعة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص، ولكنها تبقى أقل شيوعاً مقارنةً بالمعاناة من الألم أسفل الظهر، وسنتحدث في هذا المقال عن أبرز أسباب ألم بين الكتفين وكيفية العلاج.^[١]

أسباب الألم بين الكتفين

يحدث الألم بين الكتفين عادةً نتيجة تعرض الأنسجة المكونة لعضلات الظهر للإجهاد المستمر، مثل: الالتواء، والإجهاد المفرط للعضلات، خاصّةً عند القيام بنشاطات أو ممارسات معينة، وعادةً ما يصف معظم المصابين آلام الجزء العلوي من الظهر على أنها إحساس بالحرق، أو الشد في مكان واحد، وفيما يلي بيان توضيح أسباب ألم بين الكتفين بشيء من التفصيل:^[٢]

إجهاد للعضلات

يعد إجهاد أو الاستخدام المفرط للعضلات واحد من أكثر الأسباب شيوعاً والتي تؤدي إلى الشعور بألم بين الكتفين، ويحدث الاستخدام المفرط للعضلات بسبب التكرار المستمر لحركة ما أو ممارسات معينة تؤدي إلى إجهاد عضلات الظهر والكتفين، ومن الأمثلة على حالات يحدث فيها الاستخدام المفرط للعضلات: لاعبين رياضة كرة القاعدة، إذ إنّهم أكثر عرضة لهذا النوع من الإصابات نتيجةً للاستخدام المستمر لعضلات اليد والرقبة وأعلى الظهر؛ مما يؤدي إلى إجهاد العضلات وحدوث آلام متفرقة في المنطقة.^[٢]

الضربات أو الإصابات

يمكن أن تؤدي الإصابة المؤلمة أيضًا إلى الشعور بألم بين الكتفين، وعادةً ما يظهر الألم بعد التعرّض للإصابة مباشرة، وفي بعض الأحيان، قد لا يشعر الشخص المُصاب بألم حتى وقت لاحق أو في اليوم التالي،^[٢] وتتضمن المواقف التي يُمكن أن يتعرض لها الشخص للإصابة، مثل: حوادث السير، أو السقوط من مناطق مرتفعة، أو رفع الأوزان بطريقة خاطئة أو سريعة، فهذه المواقف جميعها من شأنها أن تسبب ألم في منطقة الظهر، والعضلات، والأربطة، والأغشية المحيطة بالمنطقة.^[٣]

الانزلاقات الغضروفية

تعتبر الانزلاقات الغضروفية أو كما يشاع بين الناس بمرض الديسك (بالإنجليزية: Herniated disc)، أكثر شيوعًا في أسفل الظهر ولكنها قد تحدث أحيانًا في الجزء العلوي من الظهر أيضًا،^[٢] كما يُمكن أن يُعاني المُصاب أيضاً من أعراضٍ أخرى، مثل: التنميل والوخز، أو الألم في أحد الذراعين أو كليهما.^[٤]

التهاب المفاصل

قد يكون الشعور بألم الظهر أو ألم بين الكتفين ناجمًا عن الإصابة بالتهاب في الغضاريف كما هو الحال في مرض خشونة المفاصل، أو الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية؛ كالتهاب المفاصل الروماتويدي، لذلك تجب مراجعة طبيب جراحة الأعصاب لعلاج المشكلة.^[٣]

داء الارتداد المعدي المريئي

يمكن لداء الارتداد المعدي المريئي أن يتسبب بحدوث ألم في منطقة بين الكتفين، ومن الأعراض الأخرى التي يسببها الارتداد المريئي: ألم في منطقة الصدر، وخشونة في الصوت، وصعوبة في البلع.^[٤]

تشوهات العمود الفقري

يعتبر من النادر أن تسبب تشوهات العمود الفقري ألمًا في الظهر؛ إلاّ أنّه يبقى أحد الأسباب التي يُمكن أن تؤدي للشعور بألم حاد وشديد في أعلى الظهر وبين الكتفين، وعادةً ما ينتج الألم عن التشوهات التي تصيب العمود الفقري: مثل: الحدب.^[٢]

هل يستمر الألم بين الكتفين طويلاً؟

عادةً ما يتم التعافي من الألم بين الكتفين والأعراض الناتجة عنه خلال مدة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة، ويمكن للمريض استئناف ممارسة أنشطته اليومية المعتادة تدريجياً عندما يشعر بالتحسن، حيثُ يجب التريث في استعادة النشاط المعتاد، لأن البدء باستعادة النشاط الطبيعي قبل زوال الأعراض مع استمرار الألم يعرض المريض للإصابة بالألم من جديد وتكرار ظهور الأعراض من جديد.^[٥]

هل من الممكن أن يزول الألم بين الكتفين دون الحاجة إلى التدخل العلاجي؟

يتعافى المريض من الألم بين الكتفين عادةً بشكلٍ تدريجي من تلقاء نفسه دون الحاجة إلى التدخل الطبي، أو من خلال اتباع العلاج المنزلي المتمثل باستخدام بعض الوصفات المنزلية أو الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ولكن هذا لا ينفي أن بعض الحالات والأعراض قد تكون شديدة لدرجة غير محتملة وتشكل خطورة على حياة المريض وقد تتطلب تدخل طبي سريع.^[٥]

علاج الألم بين الكتفين

يعتبر ألم بين الكتفين وآلام الظهر من الآلام التي لا تستدعي الخوف في العديد من الحالات، ولكن هناك مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تُساعد على التخفيف من الأعراض الناتجة عن هذا الألم ومنها:^[٦]

نصائح وإرشادات

يلجأ المريض لاتباع مجموعة من النصائح والإرشادات التي تكون فعالة بشكلٍ كبير في السيطرة على الحالات البسيطة التي لا تستدعي تدخلاً طبياً، وتتضمن النصائح التي يُمكن أن تُساهم في التخفيف من الأعراض ما يلي:^[٦]

• أخذ قسط من الراحة، مع الحرص على التحرك من فترةٍ لأخرى.
• تطبيق الكمادات الباردة على موضع الألم، كما يُمكن استخدام الكمادات الساخنة أيضاً لتحسين تدفق الدم للعضلات، وتسريع التعافي، وتقليل التشنجات الناتجة عن آلام.
• أخذ بعض المسكنات الشائعة لتخفيف الألم؛ مثل الأسيتامينوفين (بالإنجليزيّة: Acetaminophen).
• ممارسة الرياضة.
• تعلم طرق السيطرة على التوتر، مثل التنفس العميق وتمارين الاسترخاء.

العلاجات الدوائية

قد يصف الطبيب بعض العلاجات الدوائية في الحالات الشديدة من الألم، والتي تتضمن: مسكنات الألم من نوع مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAIDs)، أو المسكنات الأفيونية (بالإنجليزيّة: Opioids)، أو مرخيات العضلات.^[٧]

العلاج الفيزيائي

يعتبر العلاج الطبيعي أو الفيزيائي، والوخز بالإبر، وتقويم العمود الفقري من العلاجات التي قد يُوصي بها الطبيب لتقليل الألم بين الكتفين، ولكن لا بد من استشارة الطبيب إن كان من المناسب استخدام أكثر من طريقة علاج فيزيائي معاً أو في حال وجود ما يمنع الاستخدام.^[٥]

الجراحة

قد يتم اللجوء للعمليات الجراحية للتغلب على الألم بين الكتفين الناتج عن تشوهات العمود الفقري أو الانزلاقات الغضروفية. ^[٢]

الوقاية من الألم بين الكتفين أو الألم أعلى الظهر 

تتضمن النصائح التي من الممكن أن تُساعد على الوقاية من الشعور بالألم أعلى الظهر أو بين الكتفين ما يأتي:^[٢]

• الجلوس في وضعيات صحية مناسبة، وإبقاء الجسم في زاوية قائمة، والتأكد من إسناد الظهر جيداً أثناء الجلوس.^[٢]
• استخدام العدسات المكبرة والإضاءة المناسبة للتقليل من ثني عضلات الرقبة والظهر عند العمل.^[٢]
• رفع الأوزان الثقيلة بطريقة صحيحة، منعاً لحدوث آلام في منطقة الرقبة وأعلى الظهر.^[١]
• تخصيص وقت عند الجلوس لفترات طويلة لتحريك وتنشيط عضلات الجسم كافة والرقبة والظهر خاصة.^[١]
• ممارسة التمارين الرياضية والبدنية باستمرار.^[١]
• تخفيف الوزن في حال المُعاناة من الوزن الزائد أو السمنة.^[١]
• التوقف عن التدخين.^[١]
• التوقف عن الأعمال والوضعيات التي تسبب الألم.^[١]

متى تجب مراجعة الطبيب؟

ينبغي مُراجعة الطبيب في أسرع وقت في الحالات التالية:^[٨]

• ارتفاع درجة حرارة الجسم لأعلى من 37.78 درجة مئوية.
• التعرض إلى حادث أو إصابة نتج عنها ألم شديد وحاد في منطقة أعلى الظهر والرقبة.
• الشعور بألم بين الكتفين أثناء النوم مما يؤثر في صحة النوم عند المريض.
• استخدام الأدوية المسكنة بشكلٍ مستمر ولمدة طويلة مع استمرار ظهور الأعراض وتفاقمها.
• المُعاناة من مرض هشاشة العظام.
• الشعور بالتشنج والخدران في العضلات.
• الشعور بصداع شديد ومستمر.
• الدوخة.