ازدواجية النظر: لماذا وما العمل؟

تعرف ازدواجية النظر (بالإنجليزية: Diplopia)، بأنها رؤية مزدوجة للأشياء، تتمثل برؤية صورتين للشيء الواحد، ويمكن أن تحدث ازدواجية النظر في عين واحدة أو في كلتا العينين معاً، وتكون أكثر خطورة إذا كانت في كلتا العينين، وسنتحدث في هذا المقال حول أسباب الإصابة بازدواجية النظر وكيفية التعامل مع هذه الحالة.^[١]

ما هي أسباب ازدواجية النظر؟

يمكن بيان أسباب الإصابة بازدواجية النظر على النحو الآتي:

ازدواجية النظر في كلتا العينين

تشمل أسباب الإصابة بازدواجية النظر في كلتا العينين (بالإنجليزية: Binocular) ما يلي:^[٢]

• الحَوَل: على الرغم من أنّ الحول (بالإنجليزية: Squint) لا يسبب دائماً ازدواجية النظر، إلّا أنّ ازدواجية النظر في كلتا العينين قد تكون أحد أعراض إصابة الشخص بهذه الحالة، والذي يتمثّل بعدم قدرة المُصاب على التنسيق بين حركة العينين بنفس الاتجاه، وذلك نتيجة وجود مشاكل في عضلات أو أعصاب العين، وعادةً ما يكون الحول أكثر شيوعاً عند الأطفال، وفي حال لم تتم معالجته قبل عُمر 7 سنوات، فإنه قد يؤدي إلى حدوث كسل في العين، وفي بعض الأحيان قد يصيب الحول البالغين وقد يشير إلى حالة أكثر خطورة.^[٢]
• الإصابات السابقة: قد يصاب الشخص بازدواجية النظر نتيجة التعرض لإصابة سابقة، مثل: الضرر الجسدي (بالإنجليزية: Trauma)، أو السكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke)، أو الاضطرابات التي تصيب أجهزة الجسم، ومن الجدير بالذكر أنه يجب على المريض الذي ظهرت عليه أعراض ازدواجية النظر في كلتا العينين بشكلٍ مفاجئ زيارة الطبيب على الفور، إذ إنّها قد تكون دليل على وجود مشكلة خطيرة تتعلق بالأعصاب.^[٣]
• مرض السكري: يمكن أن يؤثر مرض السكري في الأوعية الدموية التي تغذي الشبكية الموجودة في الجزء الخلفي من العين، كما قد يؤثر في الأعصاب التي تتحكم بحركة عضلات العين.^[٤]
• تلف عضلات العين: يمكن أن تسبب بعض الأمراض تلف في عضلات العين من خلال التسبب بالتهاب العين الموضعي، أو الضغط على العضلات، أو ضعف تدفق الدم إليها، ومن الأمثلة على هذه الأمراض ما يلي: داء غريفز (بالإنجليزية: Graves' disease) الذي يرتبط بمرض الغدة الدرقية، أو التهاب محجر العين (بالإنجليزية: Orbital inflammations)، أو أمراض الأوعية الدموية التي قد تحدث في حالات الإصابة بمرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم.^[٥]
• الإصابة بالإرهاق أو المرض: يمكن أن تحدث ازدواجية النظر عند إصابة الشخص ببعض الحالات غير الخطيرة، مثل: التعرض للإرهاق، أو الإصابة بمرض ما، مما يؤدي إلى حدوث اختلال مؤقت في العينين، ويُطلق على هذه الحالة اسم النقل (بالإنجليزية: Phoria)؛ وهو نوع متغير وغير مستمر من الحول.^[٥]

ازدواجية النظر في عين واحدة

تعتبر ازدواجية النظر في عين واحدة (بالإنجليزية: Monocular) أقل شيوعاً، وعادةً ما يكون سبب الإصابة بها وجود مشاكل في العين، ومنها ما يأتي:^[٢]

• جفاف العيون: ويحدث عندما لا تنتج العيون ما يكفي من الدموع.
• اللابؤرية: (بالإنجليزية: Astigmatism)، وهي حالة شائعة تتصف بكون جزء من العين غير تامّ الشكل.
• إعتام عدسة العين: أو ما يُعرف أيضاً بالماء الأبيض (بالإنجليزية: Cataracts)، والذي يتمثل بوجود بقع قاتمة في الجزء الأمامي من العين.
• القرنية المخروطية: (بالإنجليزية: Keratoconus)، وفيه تصبح الطبقة الخارجية الشفافة من العين (القرنية) رقيقة ويتغير شكلها.
• تشوهات الشبكية: التي تشمل التنكس البقعي (بالإنجليزية: Macular degeneration)، وفيه يختفي مركز مجال الرؤية بشكلٍ بطيء، كما قد تُصاب الشبكية بانتفاخ يؤدي إلى ازدواجية النظر في عين واحدة.^[٤]

ازدواجية النظر المؤقتة

يمكن أن يصاب الإنسان بازدواجية النظر بشكلٍ مؤقت بسبب العديد من العوامل، ومن الجدير بالذكر أنه يجب على المُصاب مراجعة الطبيب في حال لم يتحسن نظره سريعاً، وتتضمن العوامل التي تسبب ازدواجية النظر المؤقتة ما يلي:^[٤]

• التسمم بالكحول، أو بأدوية البنزوديازيبين (بالإنجليزية: Benzodiazepines)، أو المواد الأفيونية (بالإنجليزية: Opioids) أو الأدوية التي تستخدم لعلاج النوبات التشنجية والصرع.
• إصابات الرأس، مثل: حدوث ارتجاج في الرأس.
• تعرض العينين للإجهاد أو الإرهاق.

ما العمل في حالة الإصابة بازدواجية النظر؟

تختلف طريقة علاج ازدواجية النظر باختلاف سبب الإصابة بها، ويجب على المُصاب مراجعة طبيب العيون لتحديد سبب الإصابة بازدواجية النظر، ومن ثم تحديد أفضل علاج، وتتضمن الخيارات العلاجية المتاحة على ما يلي:^[٢]

• الجراحة، حيثُ يمكن اللجوء للجراحة في حال وجود عيوب في عضلات العين أو في حال تعرضها للإصابة، وذلك لتصحيح وضعيتها، كما يمكن أن تساعد الجراحة في علاج داء غريفز.^[١][٤]
• الأدوية، إذ يُمكن أن تساعد في علاج مرض الوهن العضلي الوبيل (بالإنجليزية: Myasthenia gravis)، وداء غريفز، كما يمكن التحكم في نسبة سكر الدم بالنسبة لمرضى السكري، بواسطة حقن الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، وبعض الأدوية الأخرى.^[١]
• استخدام حقنة البوتوكس (بالإنجليزية: Botox)، والتي تساعد في إبقاء عضلات العين مسترخية.^[٤]
• وضع منشور لاصق (بالإنجليزية: Stick-on prism) على إطار النظارات في المكان بين العينين، إذ قد يساعد على تنظيم استقبال العين للصور.^[٤]
• ارتداء النظارات.^[٤]
• ارتداء عدسات العين غير المنفذة للأشعة (بالإنجليزية: Opaque contact lens).^[٤]
• وضع ضمادة على العين.^[٤]
• القيام بتمارين العين، إذ يُمكن أن تساعد في علاج قصور التقارب (بالإنجليزية: Convergence insufficiency)، وبالرغم من ذلك لا يمكن لتمارين العين علاج حالات ازدواجية النظر الأخرى.^[٤]

من الجدير بالذكر أن الطبيب يبدأ العلاج عادةً بوضع منشور على النظارة لدمج الصورتين في صورة واحدة، أو قد يقوم بتغطية عين واحدة باستخدام رقعة العين، وبعد استقرار حالة ازدواجية النظر لدى المريض يمكن توصيته بالخضوع للجراحة من أجل تصحيح اختلال الرؤية في العينين.^[٣]

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بازدواجية النظر؟

لا توجد طريقة تساعد في الوقاية من الإصابة بازدواجية النظر الناتجة عن إعتام عدسة العين وبعض الأمراض الأخرى، ولكن توجد بعض الطرق التي تساعد في الوقاية من بعض حالات ازدواجية النظر، والتي يُمكن ذكر منها ما يلي:^[١]

• تجنب التعرّض للإصابات عن طريق ارتداء حزام الأمان عند قيادة السيارة، واستخدام النظارات أو أغطية الرأس عند القيام بالتمارين الرياضية، أو الأنشطة التي قد تُعرض العينين لخطر الإصابة.
• الحرص على التحكّم بمستوى سكر الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، وذلك لتقليل احتمالية الإصابة بتلف الأعصاب.

دواعي مراجعة الطبيب

يجب على المريض المصاب بازدواجية النظر مراجعة الطبيب إذا كان يعاني من الأعراض التالية:^[٦]

• المعاناة من رؤية ضبابية، وصعوبة الرؤية في الأضواء الساطعة.
• انتفاخ وجحوظ العينين.
• المعاناة من ألم في العينين، وصداع، وغثيان، وتقيؤ.
• رؤية هالة من الضوء حول الأضواء.
• وجود بقعة عمياء في وسط مجال الرؤية.
• الإصابة بتنميل ووخز في ذراع واحدة، مع صعوبة النطق.
• الشعور بالعطش، والمعاناة من كثرة التبول.
• الإصابة بصداع شديد مترافق مع غثيان، وتقيؤ، واضطراب.
• الشعور بالإرهاق والضعف، والإصابة بالدوخة وعدم تناسق الحركة.