في الحقيقة، إنّ قلة النوم واضطّرابات النّوم الأُخرى مُزعجة للغاية، إذ قد تُسبب العديد من المشاكل الصحية والتعب، حتّى من المُمكن أن تُسبب قلّة النوم صداعًا في الرأس،[١] ولكن كيف يُمكن التّعامُل مع هذا الصُّداع؟


أسباب الصّداع بسبب قلة النوم

بالرغم من أن العلاقة بين كل من النوم والصّداع معقدة نوعًا ما، وما زالت تحتاج إلى المزيد من الدراسات لفهمها بشكلٍ كامل، إلّا أنه من المعروف أن قلة النوم يُسبب الشعور بالصّداع، كما يُحفز نوبات الصّداع النصفي لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في النوم؛ فالأشخاص الذين ينامون ما يُقارب 6 ساعات فقط خلال ساعات الليل يعانون من صداع متكرر وشديد الحدة مقارنةً بالأشخاص الذين ينامون لعدد ساعات أطول،[٢] ويُذكر من أهم أسباب الصّداع الناتج عن قلة النوم ما يأتي:[٣]

  • صداع الأرق: (بالإنجليزية: Insomnia Headache)، قد يُسبب الأرق وقلة النوم لبعض الأشخاص صداع التوتر، الأمر الذي يجعل النوم أكثر صعوبة، مما قد يُسبب المزيد من الصّداع خلال اليوم.
  • توقف التنفس أثناء النوم: (بالإنجليزية: Sleep Apnea)، وهو انقطاع النفس لفترة قصيرة أثناء الليل، والذي عادةً ما يُسبب الصّداع للشخص المصاب عند استيقاظه من النوم؛ إذ أن أكثر من نصف المصابين بانقطاع النفس النومي يعانون من الصّداع عند استيقاظهم من النوم، ويزول ذلك بعد 4 ساعات من الاستيقاظ، ويوصف الصّداع المرتبط بانقطاع النفس اليومي على أنه ألم ضاغط على جانبي الرأس مصحوبًا بالغثيان وأعراض أخرى، ومن الجدير بالذكر أنه يُمكن علاج هذا الصّداع من خلال علاج السبب الكامن وراءه وهو انقطاع النفس اليومي.
  • متلازمة الرأس المنفجر: (بالإنجليزية: Exploding Head Syndrome)، وهو نوع من اضطرابات النوم، يسمع الشخص خلاله أصوات تحطم وهمية، أو صوت انفجار في لحظات ضبابية بين فترة الاستيقاظ والنوم، وغالبًا لا يكون صداعًا مؤلمًا، إلا أن بعض الأشخاص يشعرون بألم مشابه لضربةٍ في الرأس.


كيف تسبب قلة النوم الصّداع النصفي؟

تُسبب قلة النوم الصّداع النصفي من خلال قدرته على زيادة التعبيرات الجينية لإنتاج المزيد من البروتينات المسؤولة عن تنظيم الاستجابة الحسية في أعصاب الوجه، والتي يُعتقد أنها تلعب دورًا مهمًا في حدوث الصّداع النصفي، بالإضافة لذلك فإن قلة النوم تُسبب قلة نوم حركة العين السريعة (بالإنجليزية: REM sleep) وهي مرحلة من مراحل النوم، الأمر الذي يُسبب أيضًا زيادة في التعبيرات الجينية لإنتاج المزيد من البروتينات المرتبطة ببدء الألم الشديد المرافق للصّداع النصفي.[٤]


أعراض الصّداع بسبب قلة النوم

يُطلق على الصّداع الناتج عن قلة النوم، أو اضطرابات النوم اسم صداع التوتر (بالإنجليزية: Tension Headaches)، والذي يوصف عادةً على أنه ألم خفيف نوعًا ما يشعر الشخص خلاله بوجود ثقل أو ضغط في منطقة جبهة أو قمة الرأس.[٥]


التعامل مع الصّداع بسبب قلة النوم

يُمكن التعامل مع الصّداع الناتج عن قلة النوم عن طريق اتّباع بعض الإرشادات وتناول بعض الأدوية، وفيما يأتي توضيحًا لها:[٦]

  • أخذ قسط من الراحة في غرفة هادئة ومظلمة.
  • وضع كمادات باردة أو ساخنة على الرأس أو الرقبة.
  • إجراء بعض تمارين التدليك.
  • تناول كميات قليلة من الكافيين.
  • تناول الأدوية المسكنة للألم والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية، كالأسبرين (Aspirin)، أو الإيبوبروفين (Ibuprofen).
  • تناول الأدوية المسكنة للألم والتي تحتاج إلى وصفة طبية، كالسوماتريبتان (Sumatriptan)، أو زولميتريبتان (Zolmitriptan).
  • تناول الأدوية الوقائية، كالميتوبرولول (Metoprolol)، أو بروبرانولول (Propranolol)، أو أميتريبتيلين (Amitriptyline)، أو ديفالبروكس (Divalproex)، أو توبيراميت (Topiramate)، أو إرينوماب (Erenumab).


نصائح للحصول على نوم صحي

يُمكن لاتّباع بعض العادات الصحية أن تُساعد على تحسين النوم، ويُذكر منها ما يأتي:[٧]

  • الذهاب إلى الفراش للنوم كل ليلة في نفس الوقت، والاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح، حتى في أيام عطلات نهاية الأسبوع.
  • التأكد من أن غرفة النوم هادئة ومظلمة ومريحة، وذات درجة حرارة مناسبة للنوم.
  • إزالة الأجهزة الإلكترونية، كأجهزة التلفاز، والحاسوب، والهواتف الذكية من غرفة النوم.
  • تجنّب تناول وجبات الطعام الدّسمة قبل موعد النوم.
  • تجنّب تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين، بالإضافة لتجنّب استهلاك المشروبات الكحولية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام؛ فالتمارين أثناء النهار تُساعد على النوم بسهولة أكبر في الليل.


ما هي التأثيرات والعواقب الأخرى لقلة النوم؟

يُذكر من المشاكل الجسدية والعقلية التي تنتج عن قلة النوم المزمن ما يأتي:[٨]

  • أمراض القلب والأوعية الدموية، كارتفاع الضغط، وأمراض القلب التاجية، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية.
  • مرض السكري.
  • السمنة وزيادة الوزن.
  • نقص المناعة، وضعف الاستجابة للقاحات المستخدمة.
  • مشاكل هرمونية؛ وذلك لأن النوم يُساعد الجسم على إنتاج وتنظيم هرمونات الجسم المختلفة، وبالتالي فإن قلة النوم تزيد من قابلية الإصابة بالمشاكل الهرمونية المختلفة.
  • الألم، أو الشعور بأن الآلام الفعلية تزداد سوءًا.
  • اضطرابات الصحة العقلية، كالاكتئاب، والقلق، والاضطراب ثنائي القطب.


المراجع

  1. deprivation is a general,don't get enough sleep. "Sleep deprivation", betterhealth.vic, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  2. "CAN LACK OF SLEEP CAUSE HEADACHES?", excedrin, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  3. "Waking Up With a Headache?", health.clevelandclinic, 13/12/2019, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  4. Salynn Boyles (4/6/2010), "Lack of Sleep Triggers 'Migraine' Proteins", webmd, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  5. "Sleep deprivation headache", Cephalalgia, 1990, Issue 10, Folder 4, Page 157-160. Edited.
  6. "Headaches: Treatment depends on your diagnosis and symptoms", mayoclinic, 10/5/2019, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  7. "Tips for Better Sleep", cdc, 15/7/2016, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  8. Eric Suni (4/11/2020), "Sleep Deprivation", sleepfoundation, Retrieved 24/6/2021. Edited.