يُوصَف الدوار بأنه الإحساس بعدم التوازن، فيشعر المُصاب به وكأن العالم يدور من حوله، فما هي أسباب الدوار؟ وكيف يمكن علاجه؟[١]

أسباب الدوار الشائعة

لا يعتبر الدوار مرضًا بحدّ ذاته، وإنما هو عَرَضٌ لحالةٍ مرضية،[٢] ومن أكثر الأسباب شيوعًا لحدوث الدوار ما يلي:

  • دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV): تسبب بعض الحركات المعيّنة في الرأس الإحساس بالدوار، كالوقوف، أو الاستدارة، أو الانحناء، وهو شائعٌ عند كبار السن ممن تتجاوز أعمارهم 50 عامًا، فيحدث الدوار على شكل نوباتٍ متكررة، وقصيرة تستمرّ من بضع ثوانٍ وتصل حتى دقائق معدودة، ويُرافقها الغثيان والتقيؤ أحياناً.[٣][٤]
  • تلقّي ضربة على الرأس: يمكن أن يحدث الدّوار بعد تلقّي ضربةٍ على الرأس، وفي هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب على الفور.[٤]
  • التهاب في الأذن الداخلية: الذي يحدث بعد الإصابة بفيروسات نزلة البرد أو الإنفلونزا بشكلٍ أساسي.[٣]
  • التهاب العصب الدهليزي: هو التهاب فيروسي يصيب العصب الذي يربط الأذن الداخلية مع الدماغ، والذي يحدث بشكلٍ مفاجئ، مسببًا الدوار، والغثيان والتقيؤ.[٣][٤]
  • مرض منير: وهو حالة طبية غير معروفة السبب تحدث في الأذن الداخلية، وتتضمّن حدوث الدوار بشكلٍ مفاجئ، والذي يستمرّ لساعاتٍ أو أيام، بالإضافة إلى سماع طنينٍ في الأذن أو فقدان السمع.[٣][٤]


أسباب الدوار الأقلّ شيوعًا

يتم تقسيمها حسب تأثيرها المسبب إن كان عصبيًا، أم تأثيرًا غير عصبي على النحو التالي:

  • المشكلات والاضطرابات العصبية: وتشمل ما يلي:[٥][٤]
  • التصلب المتعدد: هو حالةٌ تؤثر في الحبل الشوكي والدماغ.
  • ورم العصب السمعي: هو ورمٌ حميد نادر يحدث في الدماغ، وبالتحديد في العصب السمعي، المسؤول عن التحكّم بنقل الأصوات، والسّيطرة على توازن الجسم.
  • الصّداع النصفي: يُشار إليه باسم الشّقيقة أيضًا، وهو شائعٌ للأشخاص صغار السن، إذ يتمثّل بألمٍ نابض في مقدمة الرأس، وعلى جانبٍ واحد منه فقط.
  • أسباب أخرى: مثل أورام الدماغ التي تحدث في الجزء السفلي منه، وبالتحديد في المخيخ، أو الإصابة بحالات نقص التروية الدموية، أو السّكتات الدّماغية.


  • المشكلات والاضطرابات غير العصبية: وتشمل ما يلي:[٥][٦]
  • السكري.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • فرط التنفس؛ وهو زيادة وتيرة التنفس بما يفوق حاجة الجسم.
  • انخفاض ضغط الدم الانتصابي، والمقصود به انخفاضٌ مفاجئ في ضغط الدم عند الوقوف.
  • مشاكل نفسية أو عاطفية؛ مثل نوبات الهلع والقلق.
  • استخدام العديد من الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة.
  • إجراء عملية جراحية في الأذن.
  • الإصابة بالهربس النطاقي في الأذن وما حولها.
  • مرض الزهري.
  • النوم أو الاستلقاء لفتراتٍ طويلة.


طرق فعالة لعلاج الدوار

في كثير من الحالات يتكيّف الجسم ويُصحّح مشاكل الدوار لوحده دون أيّ تدخّلٍ علاجي،[١] أما في حال استمرت المشكلة، فيجب استشارة الطبيب، حيث تتعدد الخيارات العلاجية من استخدام الأدوية أو اعتماد الإجراءات العلاجية بالاعتماد على المسبب، والتي يمكن تفصيلها على النحو التالي:[٥][٢]

  • إعادة تهيئة وضع قناة الأذن الداخلية: هو علاجٌ شائع يبلغ معدّل نجاحه 80% عند الأشخاص الذين يشتكون من الأسباب الشّائعة للدوار، والذي يتمثّل بإجراء الطبيب لحركات معيّنة في الرأس أو تعليم المريض على تمارين معيّنة، بهدف تحريك بلورات الكالسيوم المعروفة باسم أوتوكونيا المتسببة بالدوار، والموجودة في قناة الأذن الداخلية، وبالتالي استعادة توازن الجسم.
  • إعادة التأهيل الدهليزي (VRT): يتمثّل بممارسة تمارين معيّنة يقوم الطبيب بتعليمها للمريض، من أجل تدريب الدماغ على غياب وظيفة الجزء الدهليزي في الأذن المتمثّلة بالحفاظ على توازن الجسم والتكيّف مع ذلك، وهو العلاج الأساسي للعديد من الاضطرابات التي تسبب الدوار، ويتمّ اللجوء إليه بالتّزامن مع العلاجات الدوائية أو التدخّل الجراحي.
  • العلاج بالأدوية: تساعد بعض أنواع من الأدوية على تخفيف الأعراض المُصاحِبة للدوار كالغثيان،[١][٧] بالإضافة إلى الأدوية التي تساهم في علاج المسبب للدوار، مثل:
  • مضادات الحساسية، مثل ديفينهيدرامين، وديمينهيدرينات، والتي يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب، نظرًا لكونها تسبب النعاس.
  • المضادات الحيوية، إذا كان الدوار ناتجًا عن الإصابة بالعدوى.
  • مدرّات البول في حالة مرض منيير، لتقليل التورّم والضغط الناتج عن تراكم السوائل في الأذن.
  • التدخّل الجراحي: يتمّ اللجوء إلى الجراحة في الحالات الشّديدة، كأن يكون الدّوار ناتجًا عن ورمٍ في الدماغ، أو تلقّي ضربةٍ على الرأس أو الرقبة، فعلاج هذه المشاكل يحدّ من الدوار.[١]


نصائح للتخفيف من الدوار

تساعد بعض الأمور والتدابير المنزلية في تخفيف الدوار، ومن هذه النصائح ما يلي:[٣]

  • الاستلقاء في غرفةٍ هادئة ومظلمة.
  • تحريك الرأس بحذرٍ وببطء أثناء ممارسة الأنشطة اليومية.
  • الجلوس على الفور عند الإحساس بالدوار.
  • إنارة الأضواء عند الاستيقاظ في الليل.
  • استخدام عصا المشي، في حال تكرار حدوث الدوار والسقوط.
  • النوم بحيث يكون الرأس والكتفان مرتفعين قليلاً بمستوى أعلى من مستوى الجسم.
  • النهوض ببطء من السّرير عند الاستيقاظ، والجلوس لفترةٍ وجيزة على حافة السرير قبل الوقوف.
  • الاسترخاء والحدّ من القلق قدر الإمكان.
  • تجنّب الانحناء وخفض الرأس لالتقاط الأجسام من على الأرض، وبدلاً من ذلك يجب إنزال الجسم بأكمله نحو الأسفل.
  • اتخذ تدابير السلامة في العمل والمنزل، بما يحميك من السقوط على حافة حادة في حال حدوث الدوار، وأبلغ صاحب العمل بذلك، وبالأخصّ إن كانت وظيفتك تتضمن تشغيل الآلات الثقيلة أو صعود الدرج.
  • تجنّب القيادة قدر الإمكان، خاصّة في حال معاناتك من الدوار في الآونة الأخيرة.


دواعي مراجعة الطبيب

في حال تكرار الإصابة بالدوار، أو وجود أعراضٍ مُصاحبة لذلك، يجب مراجعة الطبيب العامّ على الفور، والذي سيحوّل المريض بدوره إلى أخصائي الأعصاب ،أو أخصائي الأنف والأذن والحنجرة.[٧][٤]


ما علاقة الدوار بالحمل؟

تتعرّض الحامل لتغيّر في مستوى هرمونات الجسم خلال الحمل، لذلك غالباً ما تُصاب بالغثيان والدوخة، بالإضافة إلى تغير في خصائص سوائل الجسم، بما في ذلك سائل الأذن الداخلية، مما سيزيد من احتمالية مواجهة الحامل لأعراضٍ عديدة، مثل:[٦]

  • الدوار.
  • فقدان التوازن، وعدم الثبات.
  • طنين في الأذن.
  • صعوبة في السمع نتيجة الشّعور بالامتلاء فيها.


هل الدوار مشكلة وراثية؟

لا. لا يعدّ الدوار بحدّ ذاته مشكلةً وراثية، وإنّما قد يكون علامةً على الإصابة بمشكلاتٍ وراثية، فإذا كان الشخص يعاني من الدوار بشكلٍ متكرر، عندئذٍ من المُحتمَل أن يكون مصاباً بمرض وراثي يسبب له الدوار.[٦]



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Vertigo", www.webmd.com, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What Is Vertigo? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", www.everydayhealth.com, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Vertigo", www.nhs.uk, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Vertigo", www.nhsinform.scot, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Vertigo", www.ucsfhealth.org, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Everything you need to know about vertigo", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 1/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "How to Treat Vertigo", www.emedicinehealth.com, Retrieved 1/7/2021. Edited.