ظهور قطرات الدم أثناء الحمل: لماذا وما العمل؟

قد تلاحظ بعض السيدات ظهور قطرات من الدم أثناء الحمل، وقد يكون مصدر قلق لهن، ولكنّه في الحقيقة من الأمور التي تتعرض لها العديد من النساء الحوامل بشكل طبيعي غالبًا دون تأثير في الحمل أو حتّى صحّة الجنين، إذ إنّ ما يقارب 20% من الحوامل قد واجهن هذا خلال أول 12 أسبوع من الحمل، وهذا يسمّى التبقّع،^[١] فما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟

ظهور قطرات الدم أثناء الحمل

يعد ظهور قطرات الدم خصوصاً في الثلث الأول من الحمل أمراً شائعاً، حيث إن ظهور بضع قطرات من الدم على الملابس الداخلية والتي لا تستدعي استخدام فوط صحية لا يستدعي القلق عادة، ولكن ذلك لا يمنع مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة الحمل، ويمكن ذكر أسباب ظهور قطرات الدم أثناء مراحل الحمل كالتالي:

• انغراس البويضة الملقّحة ببطانة الرحم: أو ما يعرف بعلامة الحمل، حيث يحدث هذا بعد حوالي 10-14 يوماً من الحمل، ويعدّ تبقع الانغراس طبيعيًّا وشائعًا، ويتصف بأنّه خفيف ولا يلاحظ غالباً، ويتوقف من تلقاء نفسه، ولا يستدعي أي علاج، ويأتي عادة في الوقت الذي تتوقع فيه المرأة بدء الحيض.^[٢][١]
• حدوث تغيرات في عنق الرحم نتيجة ارتفاع هرمون الإستروجين: حيث يصاحب تغير الهرمونات أثناء الحمل زيادة في سماكة عنق الرحم، ولا يستدعي هذا النمو في الأنسجة أي قلق، ولكنه قد يسبب ظهور قطرات من الدم خاصة عند إجراء فحوصات مهبلية، أو أثناء الجماع.^[٣][١]
• إصابة المهبل بعدوى فطرية: وتعد العدوى الفطرية السبب الأكثر شيوعًا لالتهابات المهبلية التي تصاب بها الحامل، حيث يصاحب هذا حدوث نزيف مهبلي، وإفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة، بالإضافة إلى الشعور بألم في البطن، بالإضافة لألم أو حرقة أثناء التبول، وحكة في المهبل.^[٤][٣]
• ممارسة التمارين الشاقة أو رفع الأشياء الثقيلة: لذلك يجب استشارة الطبيب حول التمارين المسموحة خلال فترة الحمل.^[١]
• علامة الولادة أو العرض الدموي: وهو من العلامات التي تدل على اقتراب المخاض، وتنطوي على ترقق عنق الرحم وليونته، وتوسعه استعدادًا للمخاض، وتبدأ فيه كمية صغيرة من الدم والمخاط بالخروج من المهبل.^[٥]

أسباب حدوث نزيف أثناء الحمل

يختلف حدوث النزيف عن ظهور بضع قطرات من الدم أثناء الحمل، حيث إنه عند حدوث النزيف تكون كمية الدماء المفقودة أكبر بحيث يستدعي الأمر استخدام الفوط الصحية، وكما ذكرنا سالفاً فالأمر يستوجب دائماً مراجعة الطبيب، وتتعدد أسباب النزيف أثناء الحمل، وأهمها:^[٣][٦]

• الحمل خارج الرحم: يحدث هذا عند انغراس البويضة الملقحة خارج الرحم وعادة يكون في إحدى قناتي فالوب، مما يسبب حدوث نزيف، وغالبًا يكون هذا بين الأسبوع 4-12 من الحمل، ويجدر العلم أنّ حدوث حمل خارج الرحم لا يرافقه أعراض دائمًا، إذ إنّه يتم اكتشافه غالبًا أثناء فحص الحمل الروتيني، ولكن قد يكون النزيف المهبلي الخفيف وآلام الحوض من العلامات التحذيرية الأولى التي تشير إلى حدوث حمل خارج الرحم.^[٧]
• الإجهاض: حيث يصاحب الإجهاض حدوث نزيف متفاوت الشدة، كما قد يرافقه الأعراض التالية:^[٨]
• الشّعور بتقلصات في الرحم، حيث تسبب هذه التقلصات ألم مشابه لألم الدورة، وقد يكون أكثر شدة.
• الشعور بألم شديد في الظهر وأسفل البطن.
• خروج تجلطات دموية أو أنسجة من المهبل.
• الحمل العنقودي: حيث تتحول فيه المشيمة إلى كتلة من التكيسات، يرافقها حدوث تشوهات للجنين أو موت الجنين، وتعد من الحالات النادرة التي تحدث خلال أسابيع الحمل الأولى، ويرافقها حدوث نزيف مهبلي بني اللون داكن، وقد يصبح أحمر فاتح، مع غثيان شديد، وتشنجات، وتقيؤ.^[٩]
• انفصال المشيمة الجزئي أو الكامل: مسببة حدوث نزيف بين بطانة الرحم والغشاء الخارجي للجنين، وقد يزيد هذا فرصة حدوث ولادة مبكرة أو إجهاض.^[١٠]

كيفية التعامل مع قطرات الدم أو النزيف أثناء الحمل

لا بدّ من تحديد السبب الكامن وراء ظهور قطرات دم أثناء الحمل أو النزيف، ومن ثمّ علاجه، حيث هناك بعض الحالات التي لا تستدعي علاجاً مثل نزيف الانغراس، وتغييرات عنق الرحم، ولكن يجب متابعتها مع الطبيب لمنع حدوث مضاعفات أخرى، أما الأسباب الأخرى لظهور قطرات الدم أو حدوث النزيف فيمكن علاجها كالتالي:^[١١][١٠]

• استخدام كريمات أو تحاميل مهبلية ضد العدوى المهبلية: لا تحتاج إلى وصفة طبية، لكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء أثناء الحمل، ومن أمثلتها ميكونازول من أسمائه التجارية: ®Cyprozol، أو كلوتريمازول من أسمائه التجارية: ®Canesten.^[١٢]
• إجراء جراحة أو استخدام أدوية مناسبة: لحل مشكلة الحمل خارج الرحم والتعامل مع المخاض المبكر.^[١٣]
• اللجوء إلى الولادة الطبيعية أو القيصرية: في حال انفصال المشيمة، حيث يتم وضع المرأة تحت المراقبة عن كثب في المستشفى إذا كانت لا تزال أقل من 36 أسبوعاً من حملها، ولم يكن نزيفها شديدًا، أو يتم في حالات أخرى إعطاء الحامل أدوية تسرع عملية الولادة.^[١٤]
• عملية توسيع وكحت الرحم (D&C): وينطوي على إزالة أنسجة المشيمة غير الطبيعية في حال الحمل العنقودي، فلا يمكن لهذا الحمل الاستمرار لخطورته على الأم.^[١٥]

دواعي مراجعة الطبيب

بالرغم من أن ظهور قطرات الدم في الثلث الأول يعد أمراً شائعاً فهذا لا يمنع مراجعة الطبيب للتأكد من سلامة الحمل، أما في حال ظهور قطرات الدم في الثلث الثاني والثالث من الحمل أو حدوث نزيف بأي مرحلة من مراحل الحمل فيجب مراجعة الطبيب فوراً، خاصة إذا صاحب ظهور قطرات الدم أو النزيف الأعراض التالية:^[١]

• الشعور بتشنّجات شديدة.
• الإصابة بحمّى.
• وجود إفرازات مهبلية غير عادية، أو إفرازات كريهة الرائحة.
• الشعور بألم أسفل البطن أو الظهر.