قد لا ترتبط تقلصات الرّحم دائمًا بالدورة الشهرية؛ إذ يمكن أن ترتبط بمشاكِل نسائيّة أُخرى، وفي بعض الأحيان قد تكون التقلصات علامةً على الحمل، لذا من المُهم ملاحظة كيف ومتى تظهر هذه التقلصات، وذلك للحُصول على العِلاج الأفضل، وإذا كانت التقلصات شديدة، أو لا تتحسن بمرور الوقت، فيُنصح باستشارة الطبيب.[١][٢]

أسباب تقلصات الرحم

عادة ما يشيع حدوث تقلصات الرحم قبل أو أثناء الدورة الشهرية، والتي لا تكون أبداً مدعاة للقلق، حيث تعاني العديد من النساء من آلام نابضة أو مغص في منطقة أسفل البطن، نتيجة انسلاخ بطانة الرحم، والتي غالباً ما تزول خلال 48-72 ساعة من بدء نزول دم الطمث. كما أنّ هناك أسباب وعوامل أخرى يمكن أن تسبب تقلصات الرحم يمكن تفصيلها كما يأتي:[٢]

  • الإباضة: تحدث الإباضة قبل حوالي 10 - 14 يومًا من قُدوم الدّورة الشّهريّة، وتُعرّف هذه المرحلة بأنها انطلاق البويضة من الحويصلة داخل المبيض، ويمكن أن تشمل أعراضها تقلصات خفيفة قد تكون حادة أو خفيفة، وتستمر من بضع دقائق إلى ساعات، وعادةً ما تحدث في جانبٍ واحدٍ فقط من البطن.[٣]
  • حدوث الحمل: يمكن أن تكون تقلصات الرحم الخفيفة علامة مبكرة جدًا على الحمل، وعادةً ما ترتبط بزراعة البويضة والتي يُقصد بها التصاق البويضة المخصبة أو الجنين ببطانة الرحم، وقد تحدث أعراض أخرى للحمل خلال هذا الوقت بما في ذلك ثقل الثدي، وزيادة عدد مرات التبول، وتغيّرات الحالة المزاجية.[٢]
  • الإفراط في مُمارسة التّمارين الرّياضيّة: فعلى الرّغم من أنّ مُمارسة الرّياضة هي أمر جيّد إلّا أنّ الإفراط في مُمارستها قد يُسبّب آلامًا مُزعِجة وخاصّةً التّمارين التي تتعلّق في منطقة البطن والحوض.[٤]
  • استخدام وسائل تنظيم الحمل: يُمكن أن تُسبّب هذه الوسائل تقلّصات بالرّحم.[٤]
  • التهابات المسالك البوليّة: (UTIs)، غالبًا ما تسبب عدوى المسالك البولية ألمًا وحرقة عند التبول، بالإضافة للشّعور بالتّشنج والتقلصات في منطقة الحوض.[٤]
  • الإجهاض أو الوِلادة المُبكرة: على الرّغم من أنّ مُعظَم حالات الإجهاض غير مُؤلمة جسديًّا، إلّا أنّ بعض الحوامل قد يشعُرن بتقلصات تشبه تقلّصات الدورة الشهرية في أسفل البطن، والتي قد تكون متقطعة أو مستمرة، بالإضافة للشعور بآلام أسفل الظهر أو في الخاصرة، والتي تستوجب مراجعة الطبيب.[٥][٦]
  • متلازمة القولون العصبي: (IBS) يُسبّب القولون العصبي ألمًا وانقباضات في أسفل البطن كذلك تشبه تقلصات الرحم، ولكن هذا الألم قد يزداد سوءًا عند تناول أنواع معينة من الأطعمة.[٤][٧]
  • مُتلازمة تكيّس المبيض: (PCOS)، تُسبّب مُتلازمة تكيّس المبايض خللاً في الهرمونات، وبالتّالي سيُؤدي هذا الأمر لاضطّراب الدّورة الشهريّة وعدم انتظامها ممّا يُسبّب تقلّصات في الرّحم يُصاحبها انتفاخ.[٤]
  • الحمل خارج الرحم: يحدث الحمل خارج الرحم عندما تلتصق البويضة المخصبة في أي مكان خارج الرحم، ويبدأ الحمل خارج الرحم كحالات الحمل المنتظمة، ولكن قد تعاني الحامل في مراحل مبكرة من تقلصات شديدة، وألم في الرحم، بالإضافة لأعراض أخرى كحدوث نزيف حاد وغير طبيعي، وفي كثيرٍ من الأحيان الغثيان، وألم شديد في الحوض، وآلام في الكتف.[٢]
  • تكيّس المبيض: يُعرّف التكيّس بأنه حوصلة أو كيس نسيجي رقيق مغلق مملوء بالسوائل، ويُعد المبيض مكانًا شائعًا لتطوّره، وعادةً ما لا يُسبب تكيّس المبيض الصغير أي أعراض، ولكنه إذا تمزق فقد يُسبب آلامًا مفاجئة وحادة، أو تقلصات في جانبٍ واحدٍ من أسفل البطن.[٣]
  • الانتباذ البُطاني الرحمي: أو ما يعرف ببطانة الرحم المهاجرة هو حالة طبية تؤدي إلى نمو الأنسجة الرّحميّة خارج الرحم، ويمكن التحكم في الانتباذ البطاني الرحمي ولكن لا يوجد علاج له حتى الآن، وقد يحدث الألم المصاحب له قبل 1 - 2 أسبوع من الدورة الشهرية، ويمكن أن يكون الألم شديدًا بشكلٍ غير طبيعي قبل 1 - 2 يوم من بدء الدورة الشهرية.
  • الأورام الليفية الرحمية: هي أورام حميدة يمكن أن تتكون في الرحم، وقد تُسبب أعراضًا متعددة كالنزيف غير المنتظم، والطمث الغزير طويل الأمد، وضغط أو ألم في الحوض.
  • مرض التهاب الحوض: (PID)، هو عدوى بكتيرية تنتشر عادةً بالاتّصال الجنسي، وتؤثر في الأجزاء التناسلية للمرأة، ويشمل ذلك قناتي فالوب، والرحم، والمبيضين، والمهبل، وعنق الرحم، ويُسبب التهاب الحوض إفرازات مهبلية غير طبيعية، وأحيانًا بقع دم، بالإضافة للشعور بالألم أو حرقة أثناء الجَماع أو عند التبول، كما قد تكون الدورة الشهرية أكثر غزارة أو أطول من المعتاد.[١]


طرق علاج تقلصات الرحم

تعتمد طرق علاج تقلصات الرحم التي تحدث بعد انتهاء الدورة الشهرية على السبب الكامن وراء حدوثها،[٨] وفيما يلي بيانًا لأكثر هذه الطرق شيوعًا:

  • الكمّادات الدّافئة: يمكن أن يُساعد وضع كمّادات دافئة أسفل البطن، أو وسائِد الحرارة (قِربة الماء السّاخن)، أو حتّى أخذ حمامٍ ساخنٍ، على التقليل من الآلام والتقلصات التي تحدث بعد الدورة الشهرية.[٨]
  • مسكنات الألم: يمكن أن تُساعد مسكنات الألم على تخفيف الشعور بعدم الراحة والانزعاج الذين ينتجان عن تقلصات الرحم، ويجدر الإشارة هنا إلى ضرورة التحدث إلى الطبيب أولًا قبل استخدامًا أيًا من مسكنات الألم إذا كانت المصابة حامل.[٩]
  • التمارين المنتظمة: يمكن أن تُساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تقليل شدة تقلصات الدورة الشهرية.[٩]
  • التقليل من التوتر: إذ قد يزيد التوتر والضغط النفسي من خطر حدوث تقلصات الدورة الشهرية ويزيد من شدتها.[٨]
  • بعض مكملات الفيتامينات والمعادن: قد تساعد مكملات المغنيسيوم، وفيتامين ب 1 على تخفيف تقلصات الدورة الشهرية، ولكن لم يتم إثبات مدى صحة هذه المكملات وفعاليتها في علاج تقلصات الرحم من خلال الأبحاث العلمية بعد.[٩]
  • علاجات دوائية أخرى: قد يصف الطبيب في بعض الأحيان حبوب منع الحمل، أو الأدوية الأخرى لعلاج الألم المُصاحب للانتباذ البُطاني الرحمي.[٩]
  • الجراحة: عادةً ما يلجأ الأطباء للجراحة كخيارًا علاجيًا إذا كانت تقلصات الدورة الشهرية ناتجة عن مشكلةٍ طبيةٍ ما بما في ذلك التهاب بطانة الرحم، أو الأورام الليفية؛ إذ تعمل الجراحة على إدارة الأعراض وعلاجها، وبالتالي علاج تقلصات الرحم.[٨]
  • إصمام الشريان الرحمي: (Uterine Artery Embolization)، هو إجراء طفيف التوغل يستخدم لعلاج الأورام الليفية الرحمية.[٩]


دواعي زيارة الطبيب

قد تستدعي بعض الحالات الاتصال بالطبيب على الفور، وفيما يلي بعضها:[١٠]

  • إذا كانت الأعراض التي تعاني منها المصابة لا تتحسن، أو تزداد سوءًا مع مرور الوقت.
  • إذا ظهرت أعراض جديدة لم تكن من قبل.
  • في حال كانت السيدة حاملاً، ولاحظت حدوث أكثر من 6 تقلصات في الساعة الواحدة، أو ترافقت التقلصات مع أي أعراض أخرى للولادة.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب Traci C. Johnson (30/8/2020), "Cramps Without a Period", webmd, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Jon Johnson (14/1/2020), "Ten reasons why cramps happen after your period", medicalnewstoday, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Melissa Conrad Stoppler, "Cramps but No Period", medicinenet, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Contractions But Not Pregnant? | 15 Causes Of Contractions", bellybelly, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Signs of Premature Labor&text=Menstrual-like cramps felt in,This pressure comes and goes. "Recognizing Premature Labor", ucsfhealth, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  6. all miscarriages are physically,the size of% "How do I know if I’m having a miscarriage?", plannedparenthood, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  7. chronic pain in IBS,and may change over time. "Understanding and Managing Pain in Irritable Bowel Syndrome (IBS)", aboutibs, Retrieved 30/9/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث "Menstrual cramps", mayoclinic, 8/4/2020, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج Colleen de Bellefonds (6/5/2020), "Are Cramps After My Period Normal?", whattoexpect, Retrieved 12/9/2021. Edited.
  10. "Menstrual Cramps (Dysmenorrhea) in Teens", University of Rochester Medical Center Rochester, Retrieved 12/9/2021. Edited.