تعاني بعض النساء من ضعف في التبويض، وهذا يعني أنّ المرأة لا تُطلق بويضة كل شهر، ويترتب على هذا أن تكون الدورة الشهرية لديها غير منتظمة، أو غير متكررة كالمعتاد، كما يؤثر ذلك في خصوبة المرأة وقدرتها على الحمل، فمن الطبيعي أنّ يطلق أحد المبيضين بويضة واحدة كل شهر، وإطلاق البويضة يتبعه حدوث الحمل أو حدوث الدورة الشهرية، لكن بعض النساء يعانين من ضعف التبويض، فبعضهن يعانين من التبويض غير المنتظم دون غيابه تمامًا، ويُشار لهذا باسم قلة التبويض (بالإنجليزية: Oligovulation)، في حين يعاني بعضهم الآخر من انقطاع التبويض بالكامل، وهذا ما يُشار له بغياب الإباضة أو اللاإباضة (بالإنجليزية: Anovulation)،[١][٢] فما هي أسباب ضعف التبويض؟ وكيف يمكن علاجه؟


أسباب ضعف التبويض

تتعدّد الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف التبويض، فقد تنتج عن حدوث مشكلة في المبيض نفسها، أو اختلال عمل الدماغ أو الغدد التلذان يتحكمان في عملية التبويض،[٢] وأحيانًا قد ينتج ذلك عن بعض الممارسات الحياتية،[٣] ويمكن تفصيل الأسباب المؤدية لضعف التبويض وفق التالي:


الأمراض والمشاكل الصحيّة

تعد متلازمة تكيس المبايض السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بضعف التبويض،[٤] ويمكن تفصيل الأسباب كالآتي:

  • الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض: (بالإنجليزية: Polycystic ovarian syndrome) واختصارًا (PCOS)، وهي أحد المشاكل الهرمونية التي تصيب بعض النساء، وتشيع في سن الإنجاب، وفيه تعاني المرأة من عدم انتظام الدورة الشهرية، أو ظهور مجموعة من الأكياس والحويصلات الصغيرة الممتلئة بالسوائل على أحد المبيضين أو كلاهما، فلا يتمكن المبيضين من إطلاق بويضة في كل شهر، بالإضافة إلى زيادة مستوى هرمونات الذكورة، وما ينتج عن ذلك من زيادة نموّ الشعر في أماكن غير مرغوب بها، أو ظهور حب الشباب،[٥] فالإصابة بهذه المتلازمة يؤثر في صحة المرأة ومظهرها، وهي من المشاكل التي تؤثر في خصوبة المرأة وقدرتها على الحمل، ولكن يمكن علاجها.[٦]
  • اختلال عمل تحت المهاد في الدماغ: (بالإنجليزيّة: Hypothalamus) إذ تفرز تحت المهاد هرمونات GnRH تحفِّز الغدة النخامية على إفراز هرموناتها، وتعمل هذه الأخيرة على تحفيز المبيضين وحدوث عملية الإباضة، لذا فإن اختلال عمل تحت المهاد قد يؤدي إلى الإصابة بضعف التبويض.[٧]
  • اختلال عمل الغدد التي تتحكم في عملية التبويض: من ذلك:
  • اختلال الغدّة النخامية: مثل أورام الغدّة النخامية الحميدة، أو تعرّض الغدّة النخامية نفسها للإصابة المباشرة، وهذا قد يتسبب بمنع إنتاج الغدة النخامية ما يكفي من الهرمونات الضرورية لحدوث التبويض، وهي الهرمون الملوتن (LH) والهرمون المحفِّز للجريبات (FSH)، وأحيانًا قد يُؤثر زيادة إنتاج بعض هرموناتها كهرمون الحليب في عملية التبويض.[٧][٨]
  • اختلال عمل الغدة الدرقية: يؤثر كل من قصور الغدّة الدّرقيّة وفرط نشاطها في القدرة على التبويض والحمل، إذ تؤثر هرمونات الغدة الدرقية في توازن عمل الغدة النخامية والمبايض.[٩][٧]
  • اختلال عمل الغدّة الكظرية: في بعض الحالات تتعرض الغدة الكظرية لمشاكل معينة تدفعها إلى إفراز هرمونات الذكورة، مثل التستوستيرون، وهذا من شأنه إضعاف التبويض، إذ يؤثر في توازن عمل الغدة النخامية والمبايض.[٧]
  • انقطاع الطمث المبكر: ويعني توقف الدورة الشهرية لدى المرأة قبل وصولها سن 45 سنة.[٢][١٠]
  • الإصابة بقصور المبيض الأولي: (بالإنجليزية: Primary Ovarian Insufficiency) وهو ما يحدث عند عجز المبيضين عن إنتاج كميات طبيعية من هرمون الإستروجين الأنثوي، أو إنتاج البويضات بانتظام في وقت مبكِّر، أي قبل سن الأربعين، وتجدر الإشارة إلى أنّ الدورة الشهرية قد تحدث لدى النساء المُصابات بشكل غير منتظم لعدة سنوات قبل انقطاعها بالكامل، إلا أنّه يقلِّل من فرصتهم بالحمل خلال هذه الفترة.[١١]
  • تناول بعض الأدوية: مثل:[٢][١٢]
  • الأدوية التي تحتوي على الهرمونات الأنثوية (الإستروجين، والبروجستيرون) كالعلاجات الهرمونية وموانع الحمل.
  • بعض أدوية مضادات الاكتئاب.
  • بعض مسكنات الألم مثل: الإيبوبروفين (Ibuprofen) من أسمائه التجارية ®Advil، وذلك عند تناوله لفترات طويلة.
  • أدوية الكورتيزون.
  • بعض الأدوية المضادة للتشنجات.[١٢]


السلوكيات والأنماط الحياتية

ينتج ضعف التبويض أحيانًا عن بعض السلوكيات والأنماط الحياتية، ومن ذلك:

  • ممارسة التمارين الرياضية المكثّفة: يتأثر التبويض لدى بعض النساء اللواتي يمارسن تمارين رياضية كثيفة وشديدة تُسبِّب صعوبة التنفُّس وسرعته، ويُعزى السبب في ذلك إلى أنّ الإجهاد الجسدي الشديد يؤثر في الهرمونات المتحكمة في الدورة الشهرية والتبويض، ويجب الإشارة إلى أنّ هذا يحدث فقط لدى قلة من النساء الرياضيَّات.[٣]
  • التعرّض لمستويات عالية من التوتر والضغوطات النفسية: إذ قد يؤثر ذلك في التواصل بين الدماغ والمبايض، الأمر الذي يؤدي إلى إعاقة عملية التبويض.[١٣]
  • [١٤]
  • زيادة الوزن أو نقصان الوزن عن الطبيعي: تؤثر زيادة الوزن أو نقصانه في الإباضة، وانتظام الدورة الشهرية، وهذا من شأنه التأثير في خصوبة المرأة وقدرتها على الحمل.[١٥][٣]

علاج ضعف التبويض

يعتمد علاج ضعف التبويض على سبب المشكلة، فمثلًا قد يصف الطبيب الأدوية في حال كان السبب هو اختلال مستوى الهرمونات، كما قد يصف أدوية الخصوبة التي تعزز التبويض للنساء في حال كان ضعف التبويض مجهول السبب،[١٦] كما يمكن تفصيل علاج ضعف التبويض وفقًا لما يلي:


نصائح عملية لزيادة فرص التبويض

عليك اتباع التالي لزيادة فرصك في التبويض:[١٧]

  • احرصي على الحفاظ على وزن صحي: بحيث يكون مناسبًا لطولك وبُنيتك، نظرًا لأن السمنة المفرطة أو نقص الوزن يعدّان من أسباب ضعف التبويض.
  • مارسي الرياضة بانتظام، لكن ضمن النطاق المعقول دون إجهاد.
  • اتبعي نظام غذائي صحي مناسب وتجنبي عادات النظام الغذائي غير الصحية: مثل، تخطي وجبات الطعام كوجبة الفطور، واتباع حميات غذائية قاسية، فهذا قد يضعف التبويض المنتظم، كما عليك الحديث مع أخصائي إذا كنت تعانين من فقدان الشهية، أو الشره المرَضي.
  • احرصي على تقليل التوتر في حياتك: وتعلّمي طرقًا مناسبة للاسترخاء، كتمرينات الاسترخاء، والتأمل، وممارسة الرياضة، وغيرها.

العلاجات الدوائية

تساعد بعض الأدوية على تحفيز التبويض أو تنظيمه، ومن هذه الأدوية ما يلي:

  • كلوميفين سترات: (Clomiphene Citrate) يحفز هذا الغدة النخامية على إفراز هرموناتها الضرورية لعملية التبويض، ومن أسمائه التجارية: ®Clomid،[١٤] فيوصي الطبيب بأخذه عادةً لمدة 5 أيام فقط بعد بدء نزيف الطمث بعدة أيام.[١٨]
  • ليتروزول: (بالإنجليزية: Letrozole) من أسمائه التجارية: ®Femara، وعادة يوصي الطبيب ببدء تناوله بعد أيام قليلة من بدء الدورة الشهرية، ولمدة 5 أيام فمويًّا، وقد يوصي الطبيب باستخدام جرعات أعلى في حال لم يحدث التبويض.[١٨]
  • أدوية هرمونات الغونادوتروبينات: وهي أدوية قابلة للحقن، تساعد على تحفيز المبيض لإنتاج عدة بويضات، وتحتوي على مواد شبيهة بالهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية، ومن هذه الأدوية:[١٤][١٩]
  • الأدوية التي تحتوي على الهرمون الملوتن (LH) والهرمون المحفِّز للجريبات (FSH) مثل: ®Menopur، و®Pergonal.
  • الأدوية المشابهة للهرمون المحفِّز للجريبات (FSH) مثل: ®Follistim، و®Gonal-F.[١٤]
  • موجهة الغدد التناسلية المشيمائية: اختصاراً hCG، من أسمائه التجارية: ®Profasi، و®Pregnyl، وتساعد هذه على نضوج البويضة وإطلاقها من المبيض.[١٤]
  • ميتفورمين: (بالإنجليزيّة: Metformin) أو المعروف عمومًا بمساعد السكري، يُستخدم عادةً للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وقد يوصي الطبيب باستخدامه مع الكلوميفين.[٢٠]
  • أسيتاتات الغونادوريلين: (بالإنجليزيّة: Gonadorelin Acetate) يعطى عن طريق الحقن بالوريد.[٢٠]
  • محفزات الدوبامين: تُستخدم هذه الأدوية في حال كان ضعف التبويض ناجمًا عن ارتفاع مستويات هرمون الحليب (البرولاكتين)، والدوبامين هو أحد النواقل العصبية الذي يمنع إنتاج هرمون الحليب، ومن أمثلة هذه الأدوية:[٢٠]
  • بروموكريبتين (Bromocriptine) من أسمائه التجارية: ®Parlodel.
  • كابرجولين (Cabergoline) من أسمائه التجارية: ®Dostinex.

المراجع

  1. "Ovulation Dysfunction and Infertility", infertilityihr, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Ovulatory Dysfunction", umiamihealth, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "The benefits of exercising/being active when trying to conceive"، tommys، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. Edited.
  4. "Anovulation and Ovulatory Dysfunction", verywellfamily, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  5. "Polycystic ovary syndrome", womenshealth, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  6. "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Problems With Ovulation"، msdmanuals، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2021. Edited.
  8. "Ovulation", betterhealth, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  9. "The Connection Between Thyroid Disorders and Fertility", endocrineweb, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  10. "Early menopause", NHS, Retrieved 13/7/2021. Edited.
  11. "Primary ovarian insufficiency", mayoclinic, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Ovulation Disorders", fertilitynj, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  13. "How Stress Can Hurt Your Chances of Having a Baby", webmd, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج "Everything you need to know about ovulation", medicalnewstoday, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  15. "Impact of obesity on infertility in women", ncbi.nlm.nih., Retrieved 23/6/2021. Edited.
  16. "Ovulation Problems", artfertilityclinics, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  17. "Ovulation", betterhealth, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  18. ^ أ ب "Problems With Ovulation", msdmanuals, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  19. "Human Menopausal Gonadotropin", sciencedirect, Retrieved 13/7/2021. Edited.
  20. ^ أ ب ت "Problems With Ovulation", merckmanuals, Retrieved 23/6/2021. Edited.