على الرّغمٍ من اختلاف محفّزات الصُّداع النصفي من شخصٍ لآخر، إلّا أنّه يوجد عدد قليل من المسبّبات الشائعة للصُّداع تؤثّر في عدد كبيرٍ من الأشخاص، ويُجدر بالذّكر أنّه يُمكن تحديد تلك المحفّزات لإدارة الصُّداع النصفي بشكلٍ فعّال وتجنّبه في المستقبل.[١]


أسباب الصداع النصفي

يعتقد أن الصداع النصفي هو نتاج عن نشاط دماغي غير طبيعي يؤثّر مؤقّتًا في الأوعية الدمويّة، والإشارات العصبيّة، والمواد الكيميائيّة في الدماغ؛ على الرّغم من أن السّبب الدقيق له غير معروف إلى هذه اللّحظة، ومن المحتمل أنّ هذا التغيير يجعل الجينات أكثر عُرضة للإصابة بالصّداع النصفي نتيجةٍ لمحفّز معيّن،[٢] وتتضمّن بعض مسبّبات الصّداع النصفي الشائعة ما يلي:[٣][٤]

  • التغيّرات الهرمونيّة عند النساء: يُمكن حدوث التغيّرات الهرمونيّة بسبب تناول حبوب منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة، حيث يؤدّي الانخفاض المفاجئ في هرمون الأستروجين إلى حدوث الصّداع النصفي، وتُجدر الإشارة إلى أنّ الصّداع النصفي يُصبح أكثر شيوعًا عند النساء عندما تقترب فترات الدورة الشهرية.
  • تناول الكافيين: عند تناول الكثير من الكافيين تصبح الأوعية الدمويّة حسّاسة اتجاهه، وعند عدم الحصول عليه، ينخفض ​​مستوى الكافيين فجأة، وعندئذٍ يحدث الصُّداع.
  • تفويت وجبة: قد يؤدّي تأخير الوجبة الغذائيّة إلى الإصابة بالصُّداع.
  • الإجهاد: يقوم الدماغ بإفراز مواد كيميائيّة عندما يتعرّض الشخص للإجهاد والتعب، ويُمكن أن تسبّب هذه المواد تغيّرات في الأوعية الدمويّة تؤدّي إلى الإصابة بالصّداع النصفي.
  • تناول بعض أنواع الأطعمة: قد تكون بعض الأطعمة والمشروبات مسؤولة عن الصّداع النصفي لدى بعض الأشخاص، مثل: المشروبات الكحوليّة، والجبن القديم، والإضافات الغذائيّة.
  • التغيّرات في الطقس: يُمكن أن تؤدّي بعض التغيّرات في الطقس إلى حدوث الصّداع النصفي على سبيل المثال، جبهات العواصف، والتغيّرات في الضغط الجوّي، والرّياح القويّة، والتغيّرات في الارتفاع.
  • الحواس: يُمكن أن تؤدّي الرّوائح القويّة، والضوضاء العالية، والأضواء السّاطعة إلى الإصابة بالصُّداع النصفي.
  • النشاط البدني: يمكن لممارسة بعض التمارين الرّياضيّة أن تسبب الصُّداع بعض الأحيان.
  • التغييرات في النوم: قد يُصاب الشخص بالصّداع عندما لا ينام لساعاتٍ كافية خلال اليوم، أو أنّه ينام لفتراتٍ طويلة من الزمن.
  • الاستخدام اليومي لأدوية تسكين الآلام: قد يؤدّي استخدام دواءً يهدف إلى تخفيف آلام الصّداع بشكلٍ يومي إلى تحفيز الصُّداع وتفاقمه، ولكن عادةً ما يتحسّن هذا الصّداع في غضون أسبوعين إلى أربعةِ أسابيع من إيقاف الدواء الذي تمّ الإفراط في استخدامه.[٥][٣]


عوامل تزيد احتمالية الإصابة بالصُّداع النصفي

تضمن عوامل خطر الإصابة بالصّداع النصفي الشائعة ما يلي:[٦]

  • العُمْر: يمكن أن يبدأ الصُّداع النصفي في أيّ عُمرٍ، ولكن يُعاني معظم الأشخاص منه خلال فترة المراهقة، وعادةً قبل سِن الأربعين.
  • تاريخ العائلة: تزداد احتماليّة الإصابة بالصُّداع النصفي إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يُعاني من الصُّداع النصفي.
  • الجِنس: تعتبر النساء أكثر عُرضة للإصابة بالصُّداع النصفي من الرّجال.


علاج الصداع النصفي

على الرّغم من عدم وجود علاج محدّد للصُّداع النصفي، إلّا أنّه يُمكن اتّخاذ خطوات أو تناول أدوية تُعالج الأعراض عند ظهورها وتُقلّل تكرار نوبات الصُّداع وشدّتها، وفيما يأتي توضيح لذلك:[٧]


النصائح العامة

قد يساعد اتباع بعض النصائح على تخفيف أعراض الصُّداع النصفي[٧]، ويمكن ذِكر بعضها كما يأتي:

  • ضع قطعة قماش باردة أو كيس ثلج على الجبهة.
  • خذ قسط من الراحة وأغلق عينيك في غرفةٍ هادئة، ومظلمة.
  • تجنّب مشاهدة التلفاز، أو القراءة، أو قيادة السيارة.[٨]
  • اشرب كميّات كافية من الماء خلال اليوم.[٩]


الأدوية

قد يؤدّي تناول الأدوية بمجرّد بدء الأعراض من الوقاية من زيادة شدتها، وغالبًا ما يتم استخدام أدوية تسكين الآلام، وأنواع أدوية أخرى، كما يأتي:[٧]

  • مسكّنات الألم: تميل مسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبيّة إلى أن تكون أكثر فاعليّة عند تناولها في أوّل ظهور لعلامات وأعراض نوبة الصّداع النصفي، ومن الأدوية التي يمكن أن تساعد على تقليل الأعراض من هذه المجموعة، الباراسيتامول المتواجد بالصيدليات باسم بنادول (Panadol)، ودواء الإيبوبروفين المتواجد بالصيدليات باسم بروفين (brofen).[٥]
  • أدوية التريبتان: هي أدوية موصوفة طبيًّا تمّ تطويرها خصيصًا للصّداع النصفي، وتتضمن الأمثلة على هذه الأدوية دواء سوماتريتبان (sumatriptan) المتواجد بالصيدليات بنفس الاسم العلمي.[٨][٥]
  • مضادّات التقيؤ والغثيان: غالبًا ما تكون مضادّات التقيؤ أدوية موصوفة يتم تناولها مع مسكّنات الألم وأدوية التريبتان، ويمكن أن تقلّل من التقيؤ والغثيان المرتبطين بالصُّداع النصفي، وتتضمن الأمثلة عليها دواء ميتاكلوبروميد (metoclopramide) المتواجد بالصيدليات بنفس الاسم العلمي.[٨][٥]
  • الأدوية الوقائيّة: يُمكن تناول هذه الأدوية عندما يكون الصّداع النصفي شديدًا، وطويل الأمد، أو متكرّرًا أيضًا، وتوصف الأدوية الوقائيّة عندما لا يساعد تجنّب المحفّزات المحتملة على منع نوبات الصّداع النصفي، وعندما لا تعمل الأدوية الأخرى على تخفيف الصُّداع.[٥]


نصائح لمنع حدوث نوبات الصّداع النصفي

توجد بعض النصائح التي قد تساعد على منع نوبات الصّداع النصفي على الرّغم من عدم وجود طرق مؤكّدة للوقاية منه، وفيما يأتي بعض الأمثلة:[٦]

  • احرص على ممارسة التمارين الرّياضة بانتظام؛ إذ يمكن أن تساعد التمارين الهوائيّة عللا تقليل من التوتر والمحافظة على الوزن الطبيعي.
  • حاول عدم تفويت الوجبات، وتناول الطعام بانتظام.
  • حافظ على فترات نوم منتظمة.
  • احتفظ بدفتر يوميّات خاص بالصّداع النصفي للمساعدة على معرفة سبب نوبات الصُّداع النصفي، وبالتالي تحديد العلاجات الأكثر فائدة.
  • احرص على فقدان الوزن إذا كنت تعاني من السُّمنة.
  • احرص على تلقي العلاج الهرموني؛ إذا كنت من النساء اللّواتي يبدو أنّ الصّداع النصفي لديهنَّ مرتبط بدورتهنّ الشهريّة.


تشخيص الصّداع النصفي

من المرجّح أن يقوم طبيب الأعصاب بتشخيص الصّداع النصفي بناءً على التاريخ الطبّي، والأعراض، والفحص البدني والعصبي، ولا بدّ من إجراء بعض الفحوصات الأخرى لاستبعاد الأسباب الأخرى للألم، كما يلي:[٩]

  • الأشعة المقطعيّة: تُساعد الأشعّة المقطعيّة على تشخيص الأورام، والالتهابات، وتلف الدماغ، والنزيف في المخ، والمشكلات الطبيّة المحتملة الأخرى التي قد تسبّب الصّداع، ويتم ذلك من خلال استخدم التصوير المقطعي المحوسب وهو سلسلة من الأشعة السينيّة لإنشاء صور مقطعيّة مفصّلة للدماغ.
  • التصوير بالرّنين المغناطيسي: تُساعد فحوصات التصوير بالرّنين المغناطيسي الأطبّاء على تشخيص الأورام، والسّكتات الدماغيّة، ونزيف الدماغ، والالتهابات، وغيرها من حالات الدماغ والجهاز العصبي، ويتم ذلك من خلال استخدم فحص التصوير بالرّنين المغناطيسي مجالًا مغناطيسيًّا قويًّا وموجات الراديو لإنتاج صور مفصّلة للدماغ والأوعية الدمويّة.


دواعي مراجعة الطبيب

ينبغي مراجعة الطبيب إذا واجه الشخص بعض الحالات المُقلقة، ومنها:[٧]

  • ظهور أعراض شديدة يُرافق الصُّداع.
  • التعرّض لنوبة صداع نصفي لأوّل مرّة.
  • تفاقم أو ظهور أعراض صداع النصفي غير طبيعيّة.
  • الإصابة بصداع شديد بشكلٍ غير عادي.
  • صعوبة في الكلام.
  • اضطرابات بصريّة.
  • فقدان الإحساس.


المراجع

  1. "Top 10 Migraine Triggers and How to Deal with Them", americanmigrainefoundation, 27/7/2017, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  2. "Migraine", nhsinform, 1/4/2021, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Migraine Headaches", clevelandclinic, 3/3/2021, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  4. Hansa D. Bhargava (18/8/2020), "Migraine Causes", webmd, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Migraine - causes, symptoms, treatment", southerncross, 4/2019, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "What is a migraine headache?", familydoctor, 3/9/2019, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث Dr. Helen Webberley (21/12/2020), "Everything you need to know about migraine", medicalnewstoday, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت Angela Lambie (23/6/2021), "Migraine disease | Māhunga ānini", healthnavigator, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Migraine", mayoclinic, 16/1/2020, Retrieved 29/6/2021. Edited.