الصداع اليومي المزمن هو صداع يحدث لمدة 15 يومًا أو أكثر في الشهر، وذلك على مدى 3 أشهر على الأقل، ويؤثر في حوالي 4% من الأشخاص، وقد يكون صداعًا أوليًا أو ثانويًا ناتجًا عن اضطرابٍ أو مشكلةٍ أساسيةٍ معينة.[١][٢]

أسباب ألم الرأس اليومي المزمن

في الحقيقة هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء حدوث الصداع اليومي المزمن والتي تعد غير مفهومة جيدًا، كما أن الصداع اليومي المزمن الأساسي ليس له سبب أساسي يمكن تحديده،[٣] وفيما يلي بيانًا للأسباب المحتملة لألم الرأس اليومي المزمن:


الإفراط في استخدام مُسكّنات الألم

في العادة يستخدِم الأشخاص الذين يُعانون من نوبات الصّداع الأوليّة العرضيّة مُسكّنات الألم، ولكن بعد فترةٍ من الوقت قد تزداد نوبات الصداع وتُصبِح أكثر تواتُرًا، وحينها لن تتمكّن مُسكّنات الألم من تخفيف الصُداع بجرعات الدواء المعتادة، وبالتالي سيبدأ الشّخص بزيادة استخدامه للأدوية، الأمر الذي يساهم في استمرار حُدوث الصداع، ويُعتقد أن الصداع اليومي المزمن يحدث غالبًا نتيجة الإفراط في استخدام الأدوية.[٤]


اضطرابات النوم

قد يتفاقم الصداع بسبب اضطرابات النوم المتكررة، وتعد مشكلة النوم الأكثر شيوعًا لمن يعانون من الصداع هي الأرق بما في ذلك صعوبة النوم المستمر، وانخفاض جودة النوم، والنوم غير المريح، بالإضافة لذلك يُصنّف الشخير على أنه عامل خطر مُحدد للصداع المزمن لدى بعض المصابين.[٥]


الكافيين

في الحقيقة إنّ اعتياد الجسم على تأثيرات الكافيين أمرًا سهلًا؛ بحيث قد يشعُر البعض بالصُّداع نتيجةً لعدم شُربِهم للقهوة على سبيل المِثال، ويمكن أن يحدث ذلك عند استهلاك الكافيين بانتظام حتى لو كان كمية قليلة من فنجان القهوة في اليوم، وبما أن الكافيين يعمل على تضييق الأوعية الدموية التي تحيط بالدماغ فإن التوقف عن استهلاكه يؤدي إلى توسّع هذه الأوعية الدموية مرةً أخرى، مما يمكن أن يسبب الألم.[٦]




يمكن أن يكون الكافيين أيضًا عامل خطر للإصابة بالصداع الارتدادي (Rebound Headache)، والذي يحدث عند الإفراط باستهلاك مسكنات الألم أو تناولها باستمرار.




القلق والتّوتر

اضطرابات القلق والاكتئاب من الأمور الشائعة لدى الأشخاص المصابين بالصداع اليومي المزمن؛ إذ يعاني نصف المصابين به والذين يراجعون طبيبًا أخصائيًا من اضطراب القلق، ونصفهم أو ثلثهم من اضطراب المزاج.[٧]


السمنة

ترتبط السمنة بزيادة وتيرة الصداع، وعلى الرغم من أن آلية وكيفية حدوث ذلك ليست مفهومة جيدًا، إلا أن هناك عدة عوامل تلعب دورًا على الأرجح، لذلك إنّ اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة جزء مهم للوقاية من الصداع، كما أن إنقاص الوزن الزائد قد يكون مفيدًا في تحسين المشكلة.[٨]


أسباب أكثر خُطورة

تشمل الأسباب الخطيرة التي تؤدي إلى الإصابة بالصداع اليومي المزمن ما يلي:[٣]

  • التهاب أو مشاكل أخرى في الأوعية الدموية داخل الدماغ وحوله، بما في ذلك السكتة الدماغية.
  • الالتهابات مثل التهاب السحايا (Meningitis).
  • تغيّر الضغط داخل الجمجمة بحيث يكون إما مرتفعًا جدًا أو منخفضًا جدًا.
  • وُجود ورم في الدماغ.
  • إصابات في الدماغ.


عوامل أخرى

بالإضافة لما سبق، يمكن أن يحدث الصداع اليومي المزمن نتيجةً لوجود أيًا من عوامل الخطر التالية:

  • التدخين.[١]
  • استخدام موانع الحمل، أو بدائل الإستروجين.[٩]


علاج ألم الرأس اليومي المزمن

غالبًا ما يوقف علاج الحالة الأساسية المسببة للصداع اليومي المزمن من نوبات الصداع المتكررة، وإذا لم يتم العثور على مثل هذه الحالة فإن العلاج يركز على منع الألم وتسكينه،[١٠] وفيما يلي توضيحًا للعلاجات الطبيعية والدوائية الشائعة لعلاج ألم الرأس اليومي المزمن:


العِلاجات الطّبيعيّة وبعض الإرشادات

قد يقترح الطبيب إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة للمساعدة على إدارة الصداع أو تجنّب مسبباته، ويمكن أن يشمل ذلك ما يلي:[١١]

  • التأكد من الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
  • تجنّب استهلاك الكافيين بكثرة.
  • تجنّب تدخين السجائر.
  • العلاج السلوكي (Behavioral therapy)، والذي يمكن من خِلاله مناقشة طرق التعامل مع الصُّداع.
  • الارتجاع البيولوجي (Biofeedback)، ويعني ذلك استخدام أجهزة المراقبة للمساعدة على فهم وظائف الجسم، وتعلم التحكم فيها مثل ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب، وتوتر العضلات.
  • الوخز بالإبر (Acupuncture)، والذي يتضمن إدخال إبر صغيرة رفيعة جدًا في أماكن معينة من الجسم، علمًا أنه لم يُثبت للآن أنه يُحسن الصداع المستمر.
  • التدليك والذي يمكن أن يساعد على الاسترخاء، وتقليل التوتر في العضلات.


العلاجات الدوائية

قد يوصي الطبيب ببعض العلاجات الدوائية لعلاج ألم الرأس اليومي المزمن، منها:[١٠]

  • مُسكّنات الألم (NSAIDs): قد تكون هذه الأدوية مفيدة للتّخفيف من الصُّداع.
  • الأدوية المضادة للتشنج: (Anti-seizure Medications)، يمكن استخدامها لتجنّب الصداع اليومي المزمن.




في بعض الحالات قد يلجأ الطّبيب لإعطاء أدوية أُخرى لتُعالِج وتتحكّم في حالات أُخرى قد ترتبط بالصّداع اليومي المُزمن، مثل حاصرات بيتا (Beta Blockers)، فهي من الأدوية الشائعة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة لكونها مفيدة جدًا في الوقاية من الصداع النصفي العَرضي، ومضادات الاكتئاب (Antidepressants)، إذ يمكن أن تساعد على علاج الاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم التي غالبًا ما تصاحب الصداع اليومي المزمن.





دواعي مراجعة الطبيب

الصداع العَرضي شائع ولا يتطلب عادةً عناية طبية، ومع ذلك يُفضل استشارة الطبيب في الحالات التالية:[١٢]

  • إذا عانى المصاب من صداعان أو أكثر في الأسبوع.
  • في حال تناول مسكنات الألم للصداع في معظم الأيام.
  • إذا كان المصاب بحاجة لأكثر من الجرعة الموصى بها من علاجات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف الصداع.
  • إذا تغيّر نمط الصداع أو ازداد سوءًا.
  • إذا تسبب الصداع في إعاقة المصاب عن أداء وظائفه اليومية.


من جهةٍ أخرى يجدر بالمصاب بالصداع اليومي المزمن طلب الرعاية الطبية الفورية في الحالات التالية:[١٢]

  • إذا كان الصداع مُفاجئ وشديد.
  • إذا عانى المصاب من الحمى، أو تصلب الرقبة، أو النوبة التّشنجيّة، أو الرؤية المزدوجة، أو الضعف، أو التنميل، أو صعوبة التحدث.
  • إذا حدث الصداع بعد تلقي إصابة في الرأس.
  • إذا ازداد الصداع سوءًا على الرغم من الراحة وتناول مسكنات الألم.


المراجع

  1. ^ أ ب Fayyaz Ahmed, Rajsrinivas Parthasarathy, and Modar Khalil (1/8/2012), "Chronic daily headaches", Annals of Indian Academy of Neurology, Issue 1, Folder 15, Page 40-50. Edited.
  2. David Dodick, Esma Dilli, "Chronic Daily Headache", americanheadachesociety, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Chronic daily headaches", drugs, 30/3/2021, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  4. "Chronic daily headache", sydneynorthneurology, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  5. Jeanetta Rains and Frederick R. Taylor (2/10/2015), "Chronic Daily Headache: An Overview", americanmigrainefoundation, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  6. Jennifer Robinson (28/10/2019), "The Link Between Caffeine and Headaches", webmd, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  7. "Chronic daily headache (CDH) – Diagnosis, medication overuse, and management", has-sante, 1/9/2004, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  8. "OBESITY LINKED TO RISK OF SEVERE HEADACHES", aan, 14/4/2005, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  9. "Chronic daily headache: stress and impact on the quality of life", Arquivos de Neuro-Psiquiatria , 1/12/2007, Issue 65, Folder 4, Page 1. Edited.
  10. ^ أ ب "Chronic daily headaches", mayoclinic, 9/4/2019, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  11. Jill Seladi-Schulman (29/11/2018), "Having Constant Headaches? What You Need to Know", healthline, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Chronic daily headaches", mayoclinic, 9/4/2019, Retrieved 16/9/2021. Edited.