تلعب الكليتين دورًا رئيسيًا في إنتاج كمياتٍ متفاوتةٍ من البول، إذ تعتمد في ذلك على حاجة الجسم لتوفير التوازن اللازم بين المواد، وقد يحدث في بعض الأوقات أن يتبول الشخص أكثر أو أقل من المُعتاد، مما يُشير إلى وجود مشكلةٍ مُعيّنة، ويمكن تعريف قلّة التّبوّل (بالإنجليزية: Oliguria)، بأنها عملية انخفاض معدل التبول عن الوضع الطبيعي.[١]

أسباب قلة التبول

من أبرز أسباب قلّة التّبوّل كُل مما يأتي:

  • الجفاف: إذ قد يحصُل الجفاف بسبب قلّة شُرب السّوائل، أو بسبب الإصابة بالقيء، أو الإسهال، أو الحمى، إذ يترافق مع هذه الحالات نقص في سوائل الجسم.[٢]


  • انسداد المسالك البولية: إذ قد يُعزى الانخفاض الحاصل في انتاج البول في بعض الأوقات إلى حدوث انسداد في المسالك البولية نتيجة لوجود عائق جسدي يحول دون مرور البول، والذي من الممكن أن يكون على سبيل المثال حصوات الكلى، أو تضخم في البروستاتا، ويجدر التنويه هنا إلى أن هذه الانسدادت لا تقع حصرًا في مكان معين، ولكنها قد تحدث في جزء من المسالك البولية، مثل الكلى والحالبين، وتُعدُّ هذه الحالات من الأسباب الأكثر شيوعًا لقلة البول عند الأشخاص البالغين.[٣]
  • بعض أنواع الأدوية: إذ إنّ تناول الأدوية التي قد تُلحِق الضّرر بالكلى، مثل أدوية العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، أو الأدوية المثبطة للمناعة (بالإنجليزية: Immunosuppressant drugs)، وبعض المضادات الحيوية،[٢] ومن الأمثلة على الأدوية التي قد تتسبب في ذلك ما يأتي:[٤]مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، واختصارًا (NSAIDs).
  • مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE antagonists)، مثل أدوية الضغط.
  • الجنتاميسين (بالإنجليزية: Gentamicin)، ويُعدُّ من فئة المضادات الحيوية.



عند الشّعور أن الدواء الذي يُستخدَم يؤدي إلى قلّة البول أو انخفاض عدد مرّات التّبوّل، فتجب استشارة الطبيب حول هذا الأمر، إذ قد يلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى تعديل جرعة الدواء، أو استبداله بنوع آخر.


  • الحروق: إذ يُمكن أن تتسبب الحروق الجفاف الذي ينتُج عنه قلّة التّبول.[١]
  • الالتهابات الحادّة والإصابات الخطيرة: يُمكن اعتبارها من الأسباب الأقل شيوعًا لقلة التبول، فقد تؤدي الإصابة بالعدوى الشديدة مثل تسمّم الدم (بالإنجليزية: Sepsis)، أو فقدان الدم، أو التعرض لأي إصابات أخرى لقلّة التّبوّل، وقد يُعزى ذلك للنقص الحاصل في وصول الدم لأعضاء الجسم المختلفة مثل الكلى، وبالتالي لن تتمكن الكلى بهذه الحالة من إنتاج البول في غياب تدفق الدم.[٥]
  • الفشل الكلوي: تُعتبر الإصابة بالفشل الكلوي (بالإنجليزية: Kidney failure) من الأسباب الأقل شيوعًا للإصابة بقلة إنتاج البول، وتشيع الإصابة بالفشل الكلوي مع مرور الوقت عند الأشخاص الذين لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بالفشل الكلوي، أو ممن لديهم تاريخ سابق من ضرر الكلى المزمن، أو في حال الإصابات الحادة التي تتعرض لها الكلى بشكل متكرر والتي قد تؤدي إلى فشل كلوي مزمن.[٥]


التّعامُل مع قلّة التّبول

يعتمد علاج قلة التبول على إيجاد السبب الكامن وراء حدوثه، ففي حال كان الشخص يُعاني من الجفاف، فيمكن أن يُوصي الطبيب بالعلاج عن طريق شرب الكثير من السوائل، وقد يتطلب العلاج في الحالات الحرجة، إلى تعويض السوائل عن طريق أنبوب وريدي (IV)،[١] وإضافة لذلك يُمكن أن تُساعد الإرشادات الآتية في التّعامُل مع قلّة التّبول:

  • شُرب الكثير من السوائل في حالات وجود حصوات الكلى الصغيرة، إذ يُمكن للسّوائل أن تُسهِّل تمرير هذه الحصوات مع البول، كما هو الحال أيضًا في استخدام الأدوية التي يكمن دورها في إرخاء عضلات الحالب وتسهيل تمرير الحصى، وفي حال كانت الحصوات كبيرة، فقد يتطلب علاجها إما استخدام الموجات الصوتية لتفتيتها، أو اللجوء إلى الجراحة لإزالتها، وذلك بحسب توصيات الطبيب المعالج.[١]
  • تُفيد الجراحة في بعض الحالات في علاج العديد من العوائق الأخرى.[١]


دواعي مراجعة الطبيب

من المُهم مراجعة الطبيب المختص بأمراض الكلى إذا كان السبب الكامن وراء حدوث قلة التبول يعود لحالةٍ مرضيةٍ في الكلى، إذ سيقوم الأخصائي بالتعاون مع الشخص المصاب، بالسيطرة على الحالة، أو العمل على إبطاء تطورها، وفي الحالات الشديدة، قد يتطلب ذلك عملية زرع أو غسيل للكلى،[٤]كما يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:[٢]

  • في حال لاحظ الشخص وجود انخفاض ملحوظ في إخراج البول.
  • عند الإصابة بالتقيؤ، أو المعاناة من نوبات الإسهال، أو حدوث ارتفاع في درجات الحرارة، وعدم القُدرة على شُرب ما يكفي من السّوائل.
  • عند الشعور بالدوخة أو الدوار، أو الإحساس بالنبض السريع إلى جانب قلّة التّبول.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Amanda Gardner, "What Is Oliguria?", webmd, Retrieved 16/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Oliguria (decreased urine production)", healthengine, Retrieved 16/7/2021. Edited.
  3. Robyn Correll, "An Overview of Oliguria", verywellhealth, Retrieved 17/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "LOW URINE OUTPUT(REDUCE URINE)", medicoverhospitals, Retrieved 16/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Jon Johnson (6/6/2019), "What to know about low urine output", medicalnewstoday, Retrieved 17/7/2021. Edited.