ظهور كتلة على الثدي: الأسباب والتصرف المناسب

قد يسبِّب اكتشاف المرأة لوجود كتلة في الثدي شعورها بالقلق والخوف، لكن بدايةً يجب الإشارة إلى أنّ معظم هذه الكتل غير سرطانية، وقد لا تكتشف النساء وجود كتلة إلا بالصدفة عند إجراء اختبارات التصوير لسبب ما، أو عند إجراء فحص الثدي الذاتي، وأحيانًا قد يرافق بعض الكتل الشعور بالألم، وتتفاوت كتل الثدي في حجمها، فقد تكون صغيرة، أو كبيرة، أو صلبة، أو لينة، لذلك لا بدّ لكل امرأة من معرفة الشكل والملمس الطبيعي للثديين، لملاحظة أي تغيرات فيه، ومراجعة الطبيب عند ملاحظة ذلك، وقد يظن البعض أن هذا الأمر مرتبط بالنساء فقط، ولكنه في الحقيقة قد يصيب الرجال أحيانًا،^[١] فما هي أسباب ظهور كتل الثدي؟ وما الذي يجب فعله عند اكتشاف أي منها؟

أسباب ظهور كتلة على الثدي

من الممكن تفصيل أسباب ظهور كتلة على الثدي وفقًا لما يلي:

كتل غير سرطانية

في البداية نذكِّر بأن معظم الكتل على الثدي هي كتل غير سرطانية، ويمكن تفصيل هذه الأسباب على النحو الآتي:

• التغيرات الكيسية الّليفيّة: تعد التغيرات الكيسية الليفية من الأسباب الشائعة لظهور كتل أو أكياس على الثدي، وقد يصاحب ذلك الشعور بألم في الثديين، فتشعر المرأة بتكتل الثدي، وزيادة ثقله وكثافة الأنسجة داخله، بالإضافة إلى الشعور بعدم الراحة، والحرقة، والألم عند اللمس، ويحدث هذا في كلا الثديين معًا، ويرتبط بالتغيرات الهرمونية لدى المرأة، فيزداد من منتصف الدورة الشهرية إلى ما قبل بدء نزيف الطمث مباشرةً، ونادرًا ما يحدث في النساء اللواتي انقطع الطمث لديهن، ولحسن الحظ لا ترتبط التغيرات الكيسية الليفية بزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان.^[٢][٣]
• الأورام الغدية الليفية: وهي كتل ناعمة، ومتحركة، ومستديرة في الثدي، ولا يصاحبها الشعور بالألم عادةً، وقد يختلط الأمر على البعض ظنًّا أنّها كتل سرطانية، وتجدر الإشارة إلى أنّ حجم هذه الكتل قد يقل بمرور الوقت، وتكون النساء أكثر عرضة لها خلال سن الإنجاب، كما قد يصيب المراهقات في سن 10-18 عامًا أحد الأنواع النادرة من الأورام الغدية الليفية ويسمى بالورم الغدي الليفي اليفعي (بالإنجليزية: Juvenile fibroadenoma)، ويعني ظهور كتل متغيرة الحجم في ثدي واحد، يزداد حجمها ونموها بشكل سريع على عكس الأورام الغدية الليفية الأخرى.^[٤][٥]
• التعرُّض لإصابة جسدية مباشرة: فهذا قد يسبِّب تضرُّر الخلايا والأنسجة الدهني في الثدي، مُسبِّبًا تجمّع دهون على شكل كتل مستديرة، وثابتة، وصلبة، وغير مؤلمة، ويُشار لهذا باسم النخر الدهني رضحي (بالإنجليزية: Traumatic fat necrosis)، كما قد يسبِّب التعرُّض لإصابات جسدية مباشرة على الثدي إصابة الأوعية الدموية الدقيقة المتواجدة فيه وتمزقها، وحدوث نزيف موضعي هناك، وهذا قد يؤدي إلى تكوّن كتلة دموية بعد الإصابة.^[٦][٧]
• تكيسات بسيطة: وتعني تشكل كيس أو أكياس مملوءة بالسوائل في كلا الثديين عادةً، نتيجة تجمّع السوائل في غدد الثدي، وقد تتفاوت في حجمها، كما قد يتغير ملمسها وحجمها خلال الدورة الشهرية، وفي الحقيقة لا يُعرَف إلى الآن السبب الدقيق للإصابة بها، لكن قد يكون للتغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية دور في ذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض هذه الأكياس قد تختفي من تلقاء نفسها.^[٦][٨]
• الورم الحليمي القنوي: (بالإنجليزية: Intraductal papilloma) وهو عبارة عن ظهور زوائد صغيرة غير سرطانية شبيهة بالثؤلول خارجة من الأنسجة المبطِّنة للقنوات الثديية بالقرب من الحلمة، وقد تسبب نزيفًا في الحلمة، وعادة ما تكون النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 30-50 عامًا أكثر عرضة لها.^[٦][٩]
• الخراجات: (بالإنجليزية: Abscesses)، وهو تجمع للقيح في الثدي ناجم عن الإصابة بالعدوى البكتيرية، ويشيع حدوثه لدى النساء المرضعات، ويسبّب شعور المرأة بالألم، وقد يرافقه احمرار جلد الثدي المحيط به، كما قد تشعر المرأة مكانه بالحرارة والصلابة.^[١٠][١١]
• قيلة لبنية: (بالإنجليزية: Galactocele) وهو تشكّل كيس دائري مملوء بالحليب، يصيب النساء لمدة تصل إلى 6-10 أشهر بعد التوقف عن الرضاعة، ويتميز هذا الكيس بسهولة تحريكه، ومن النادر إصابته بالعدوى.^[٢]

كتل سرطانية

سرطان الثدي هو ظهور كتلة صلبة وثابتة، في الثدي غير منتظمة الشكل غالبًا، قد تستهدف أي جزء من الثدي أو الحلمة، ولكنها في غالب الحالات تكون في الربع العلوي الخارجي، وتنتج عن نمو الخلايا داخل الثدي بشكل غير مُسيطر عليه، وفي الحقيقة فإن لسرطان الثدي العديد من الأنواع، التي تختلف باختلاف الخلايا المتأثرة، ويُذكر أنّ المرأة لا تشعر بألم يرافق هذه الكتلة في الغالب خاصةً في بادئ الأمر، ولكنّها ستشعر وكأن هناك شيئاً عالقاً في الأنسجة العميقة من الثدي أو في الجلد.^[١٢][١٣]

^[١٤]

الكشف عن وجود كتلة في الثدي

عليكِ بالتالي لإجراء فحص الثدي الذاتي:^[١٥]

• قفي أمام المرآة وذراعيك على جانبيك: ثم افعلي التالي:
• ابحثي عن أي تغيرات في حجم، أو شكل، أو تماثل الثديين.
• تحققي إذا كانت حلماتك مقلوبة، أو من وجود ثقوب صغيرة على الثدي.
• افحصي ثدييك أمام المرآة ويديك على وركيك.
• افحص ثدييك وذراعيك مرفوعتان فوق رأسك، وراحتا يديك مشبوكتام معًا.
• ارفعي ثدييك للكشف ما إذا كانت الحواف على طول الجزء السفلي متماثلة.
• اطلبي المساعدة من أحد أفراد أسرتك إذا كنت تشعرين بضعف البصر أو صعوبة في الرؤية.
• استلقي على سطح مستوٍ، وقومي بفحص ثدييك بأطراف أصابعك: فهذا يساعد على انتشار أنسجة الثدي، وبالتالي يجعل الكتل أكثر وضوحًا.
• افحصي ثدييك بأطراف أصابعك أثناء الاستحمام: فهذا يزيد من سهولة انزلاق الأصابع فوق الجلد.

دواعي مراجعة الطبيب

لا بد من مراجعة الطبيب في الحالات التالية:^[١٦]

• وجود كتلة أو زيادة سمك الجلد عن الأنسجة المحيطة.
• تغير في حجم أو شكل الثديين.
• الشعور بألم في الثدي لا يختفي بعد الدورة الشهرية التالية.
• تغيرات في جلد الثدي، مثل: الاحمرار، أو الحكة، أو التقشير، أو التجعيد.
• إفرازات من الحلمة.
• انقلاب الحلمة.

علاج كتل الثدي

ليس هناك حاجة إلى علاج أكياس الثدي البسيطة أو الأورام الليفية، خاصةً في حال كان لا يرافقها أية أعراض، فكل ما يتطلبه الأمر في مثل هذه الحالات هو المراقبة، إذ إنّها قد تختفي من تلقاء نفسها،^[١٧][١٨] لكن يختلف العلاج باختلاف المُسبِّب، فقد يتضمن تناول المضادات الحيوية، إذا كان هناك خراج، وقد يفرغ الطبيبُ الخراجَ باستخدام إبرة دقيقة، كما قد يوصي الطبيب أحيانًا بالعلاج الجراحي لاستئصال الكتلة، وأحيانًا بالعلاج الكيمائي والإشعاعي في حال الإصابة بالسرطان.^[١٨]