ظهور حبة مؤلمة في شفرة المهبل: لماذا وما العمل؟

تُعد المنطقة التناسلية الأنثوية من مناطق الجسم الحساسة، المعرضة للإصابة بالعديد من المشاكل، كظهور البثور حول الأعضاء التناسلية وعلى شفرة المهبل، ولا تعد هذه البثور أمرًا خطيرًا في غالب الحالات، كما أنّها قد تختفي من تلقاء نفسها دون علاج، ولكنها قد تُسبب الإزعاج وعدم الراحة للمرأة، وقد تكون مصدرًا للقلق والخوف،^[١][٢] فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة، وما هو العلاج؟

أسباب ظهور حبة مؤلمة في شفرة المهبل

قد يكون ظهور حبوب على شفرة المهبل أو ما حولها أمرًا مُثيرًا للقلق، لكن أول خطوة يمكن القيام بها؛ للتعامل مع هذه الحبوب وعلاجها، هي تحديد نوع وسبب هذه الحبوب،^[٢] فمن هذه الأسباب ما يلي:

• نمو الشعر تحت الجلد: يميل شعر العانة بطبيعته إلى كونه مُجعدًا ومُلتفًا بدرجة أكبر من الشعر الذي ينمو في بقية الجسم كاليدين والساقين، فمن الشائع أن يتسبب حلق منطقة العانة بنمو الشعر تحت الجلد، مُسببًا في بعض الأحيان ظهور البُثور أو الحُبوب على المنطقة المجاورة لفتحة المهبل بعد الحلاقة، وهذا أمر لا يستدعي القلق أو الخوف، ويمكن تفاديه بسهولة باتباع طرق الحلاقة الصحيحة.^[٣]
• التحسُّس: أو ما يُشار له باسم التهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: Contact dermatitis)، هو رد فعل تحسسي ناتج عن بعض المواد أو المنتجات الموضوعة على الجلد هناك، وهو أمر شائع قد يتسبب بحرق، وتهيج، وخشونة الجلد، والحكة، والاحمرار، والتورم، وقد يتسبب بظهور بثور أو نتوءات مؤلمة على الشفرتين، والتي تزول بعد التخلص من السبب، سواء كان كريمات، أو فوط معطرة، أو غسولات، أو الواقي الذكري، أو غيرها.^[٤][٥]
• انسداد المسام: يحدث انسداد المسام نتيجةً لتراكم الأوساخ، والعرق، والبكتيريا، مما يؤدي إلى ظهور بثور ملتهبة حول المهبل، شبيهة بالبثور العادية وحب الشباب على باقي أنحاء الجسم.^[٦]
• الهربس التناسلي: (بالإنجليزية: Genital herpes) هي عدوى بفيروس الهربس (HSV)،^[٧] وهو من العدوى المنقولة جنسيًا في الغالب، فتسبِّب الإصابة بها ظهور حبوب أو قُرَح حمراء مؤلمة، ومُثيرة للحكة على منطقة العانة وشفرة المهبل، بالإضافة إلى ذلك قد تظهر هذه أيضًا داخل المهبل، والشرج، والمؤخرة، وما بين الفخذين، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشخص قد يبدأ بالشعور بالألم والوخز حتى قبل أن تصبح البثور ظاهرة، وعلى الرغم من أن البثور قد تختفي بعد 2-4 أسابيع، إلا أنّ الفيروس المُسبِّب لها يبقى في الجسم، وقد يُسبِّب ظهور البثور مرة أخرى، وتجدر الإشارة إلى أن المرة الأولى لظهور هذه البثور تكون الأكثر إيلامًا عادةً، وأنّ عدد مرات ظهور هذه البثور وتكرارها يقل مع الوقت.^[٨][٣]
• التهاب الجريبات: (بالإنجليزية: Folliculitis) هو التهاب بصيلات الشعر نتيجةً لعدوى بكتيرية، مُسببةً ظهور حبوب على الشفرتين وما حولهما تشبه حب الشباب، ولكنها تتميز بوجود شعرة في منتصف الحبة الملتهبة، وتكون عادةً غير مؤلمة، إلا أنّها أحيانًا قد تسبِّب الشعور بالألم والحكّة، وقد تختفي من تلقاء نفسها خلال عدة أيام.^[٢][٩]
• الثؤلول التناسلي: (بالإنجليزية: Genital warts) تنتج الثآليل التناسلية عن العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المنقول جنسيًا، مُسببًا ظهور بثور أو نتوءات بلون الجلد أو أغمق، وقد تكون الثآليل منفردة أو متجمّعة معًا، وقد تكون بارزة وخشنة، أو مسطحة وناعمة.^[٢]
• كيسات بارثولين: (بالإنجليزية: Bartholin’s cyst) هي كتل ناعمة، وصلبة، وغير مؤلمة عادةً، تظهر على جانبي فتحة المهبل وعلى الشفرتين، لكنّها قد تسبِّب الشعور بالألم أحيانًا أثناء الجماع، أو المشي، أو الجلوس، خاصةً في حال كانت الكيسات الكبيرة، ويعود السبب في ظهورها إلى حدوث انسداد في فتحة غدد بارثولين، المسؤولة عن إنتاج سائل يرطب المهبل ويقلل الاحتكاك، وقد تُصاب هذه الكيسات بالعدوى، مُسببةً ظهور الخراج.^[١٠][١١]
• المليساء المُعديَّة: (بالإنجليزية: Molluscum contagiosum) هي عدوى فيروسية، تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص مصاب، أو لمس جلده، أو أي شيء ملوث بالفيروس، مُسببةً ظهور نتوءات صغيرة، أو بثور صلبة، ومستديرة، تظهر على عدة مناطق كالمناطق التناسلية، والفخذين، والرقبة، والوجه، والذراعين، وعادة تكون بلون وردي كلون اللحم أو بيضاء اللون، وتتفاوت في حجمها، وقد تكون على شكل نتوءات منفردة، أو مجتمعة معًا، وتتميز بوجود فجوة صغيرة في المنتصف، وعلى الرغم من أنّها غالبًا لا تسبِّب الألم، إلا أنّها أحيانًا قد تكون مؤلمة، وتسبِّب الشعور بالحكّة.^[١١][٥]
• التهاب الغدد العرقية: (بالإنجليزية: Hidradenitis suppurativa) هو التهاب ناتج عن انسداد بصيلات الشعر والتهاب الغدد العرقية أو إصابتها بالعدوى، مُسببًا ظهور نتوءات ظاهرة على الجلد هناك.^[٥]
• دوالي المهبل: هي أحد المشاكل الشائعة خاصةً أثناء الحمل، وفترة ما بعد الولادة، نتيجةً لارتفاع ضغط الدم في أحد أوردة الفرج وتجمّع الدم هناك، مما قد يؤدي إلى التوائه وتضخمه، وتكوّن كتلة على شفرة المهبل، وقد يصاحب ذلك أحيانًا تورم في الشفرتين، وضغط في منطقة الفرج، والإحساس بالألم، والحرقة، والحكّة هناك، وغالبًا ما تختفي دوالي المهبل بعد 6 أسابيع من الولادة.^[٦]
• التكيسات البشرانية: تسمى أيضًا بالكيس الزهمي أو الدهني (بالإنجليزية: Epidermoid cyst)، وهي كيسات صلبة، بطيئة النمو، تظهر نتيجةً لانسداد الغدد الدهنية في المهبل، وعلى الرغم من أنها غير مؤلمة في الغالب، إلا أنّها أحيانًا قد تسبِّب الشعور بالألم، خاصةً عند التبول، أو الجماع، وأثناء المشي أو الجلوس. ^[١٢][٦]
• الورم الشحمي: (بالإنجليزية: Lipoma)، وهو عبارة عن ورم غير سرطاني أو كيسات طرية ناعمة الملمس، بطيئة النمو،^[١٣][٦] وعلى الرغم من أنها غير مؤلمة في غالبية الحالات، إلا أنّها أحيانًا قد تسبِّب الشعور بالألم، وذلك في حال كانت تضغط على الأعصاب، أو تحتوي الكثير من الأوعية الدموية.^[١٤]
• الأورام الحُبيبيَّة القيحيَّة: (بالإنجليزية: Pyogenic granuloma)، هي بثور أو حطاطات حمراء، تنمو بسرعة، وتنزف بسهولة، وقد تكون يابسة وقشرية، أو ملساء، وغالبًا تحدث بعد التعرُّض لإصابة جسدية.^[٦][١٥]

علاج الحبوب المؤلمة في المهبل

ينقسم علاج الحبوب في المنطقة التناسلية إلى علاج دوائي بوصفة طبية، وإجراءات منزلية عليكِ القيام بها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحبوب قد تزول من تلقاء نفسها دون أي علاج في العديد من الحالات،^[٥] تفصيلها كما يلي:

الرعاية المنزلية

يمكنكِ القيام ببعض الأمور في المنزل، والتي ستساعدكِ في تخفيف الأعراض، ومنع تكرراها لاحقًا، ومنها ما يلي:^[١٦]

• حافظي على نظافة المنطقة التناسلية، وذلك من خلال غسل المنطقة يوميًا بالماء الدافئ، والصابون الخفيف غير المعطر.
• تجنبي استخدام منتجات التنظيف القاسية داخل المهبل، إذ إنّها قد تؤثر في درجة الحموضة داخل المهبل، ممّا قد يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
• اختاري الملابس الداخلية القطنية، وتجنبي الأقمشة التي تحبس الحرارة والرطوبة.
• تجنبي ارتداء الملابس الداخلية الضيقة.^[١٧]
• احرصي على الاستحمام وتغيير ملابسك على الفور بعد ممارسة أي مجهود بدني.^[١٧]
• غيري السدادات القطنية، أو الفوط الصحية بانتظام أثناء الحيض.^[١٦]
• تجنبي الحلاقة الجافة، أي استخدمي الجل أو الكريم قبل الحلاقة، واحلقي في اتجاه نمو شعرك وليس عكس اتجاهه؛ لمنع التهيج.^[٣]
• تجنبي عصر البثور المهبلية أو الضغط عليها.^[١٦]
• ضعي منشفة صغيرة في الماء الدافئ، واعصريها قبل وضعها على الجلد في المنطقة التناسلية، وكرري هذا عدة مرات يوميًا، وذلك إذا كنت تعانين من الحكة والألم.^[١٦]
• تخلصي من أي منتجات، وتوقفي عن أي عادات تقومين بها، قد تُسبب تحسس وتهيج الجلد، ويمكنك معرفة المادة أو العادة المسبّبة للتحسُّس لك عن طريق التوقف عن استخدام جميع المنتجات الملامسة للمنطقة، من غسولات، وكريمات، ومعطرات، وإعادة استخدامها تدريجيًا؛ لتحديد أي منتج منها أدى إلى التحسس والتهيج، وذلك بهدف التوقف عن استخدامه،^[١٦] وكذلك العادات، فإذا لاحظت ظهور الحبوب بعد الحلاقة، يمكنك اللجوء لطرق أخرى للتخلُّص من الشعر هناك.^[١٧]

العلاج الدوائي

يوجد العديد من الأسباب المؤدية لظهور حبوب على شفرة المهبل، ويختلف العلاج باختلاف السبب، فبعد زيارة الطبيب المختص؛ ليقوم بتحديد نوع وسبب هذه الحبوب، سيقوم بوصف الأدوية المناسبة لكِ، والتي تتراوح بين أدوية موضعية على المنطقة المصابة، وأدوية فموية، أو حُقن تحت الجلد، ومن هذه الأدوية:^[١٧]

• المضادات الحيوية الفموية.
• مضادات الفيروسات الفموية.
• كريمات موضعية مثل كريم إيميكويمود (Imiquimod cream)؛ للعلاج الخارجي للثآليل.
•  موانع الحمل الفموية.