الألم وسط البطن: الأسباب المحتملة والعلاج

ألم وسط البطن

يُعتبر ألم وسط البطن من المشاكل الصّحية الشّائعة بين الناس، ومن المُحتمَل نشوء هذا الألم عن الأنسجة المُحيطة بالبطن، مثل الجلد والعضلات إلّا أنه قد ينتج أيضًا عن مشاكل عدّة في أعضاء الجهاز الهضمي، كالمعدة، والكبد، والطحال، والزائدة، والبنكرياس.^[١] وفي بعض الحالات يعدّ ألم وسط البطن عرضًا لأمراض ومشاكل صحية مختلفة؛ مثل عسر الهضم، أو التوتّر، أو القرحة الهضمية، أو كعَرَضٍ جانبي لتناول أحد أنواع الأدوية.^[٢]

أسباب ألم وسط البطن

هنالك عددٌ من الأسباب الشّائعة والمُحتملَة لحدوث ألم وسط البطن، وهذه الأسباب هي:

• التهاب الزائدة الدودية: تتمثّل العلامات المبكّرة لالتهاب الزّائدة الدودية بألمٍ في وسط البطن يمتدّ إلى أسفله، بالإضافة إلى الحمّى، وقد يكون التهاب الزائدة الدودية من الحالات الطّارئة التي تستدعي مراجعة الطوارئ لمنع تمزّقها وانتشار العدوى في البطن.^[٣]
• انسداد الأمعاء: يتميّز بألم المعدة وحدوث تشنّجات وتورّم، أو إمساك، وتقيؤ، وانتفاخ البطن والشّعور بالغثيان، وفي حال لم يتمّ التدخّل العلاجي السّريع، سيكون المريض عرضةً لتمزّق الأمعاء وانتشار العدوى في البطن.^[٢]
• التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي: يُطلَق عليه أيضًا اسم إنفلونزا المعدة، والذي يسبب ألمًا في وسط البطن وأسفله، إلى جانب التقيؤ والغثيان، قد يختفي ألم التهاب المعدة من تلقاء نفسه اعتمادًا على سبب حدوثه خلال مدةٍ تتراوح بين 24-48 ساعة، ولا يوجد علاجٌ محدد لالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، إلا أن شرب السوائل منزوعة الكافيين، والشّوربات ضروري لمنع الجفاف، كما أن تجنّب تناول الطعام لمدة يومٍ كامل يساعد على تخفيف ألم المعدة وتهدئته.^[٢]
• التهاب البنكرياس: ينتج عنه ألمٌ شديد يشبه التشنّج في الجزء العلوي وفي وسط البطن، وقد يمتدّ إلى الجانب الأيمن أو الأيسر أو حتى إلى الظهر، ويشمل علاج التهاب البنكرياس المضادات الحيوية عن طريق الوريد وغيرها من الإجراءات لتقليل المضاعفات.^[٢]
• الغازات: تنتج الغازات بشكل طبيعي من هضم الطعام المُتناول، وعادةً ما تخرج هذه الغازات إمّا عن طريق الفم بالتجشؤ أو من فتحة الشرج، ويزيد عددٌ من الأطعمة تشكّل الغازات؛ مثل: الفاصوليا، أو الخضروات كالبروكلي والملفوف والبصل، أو منتجات الألبان، أو الحبوب الكاملة، والمشروبات الغازية.^[٤]
• عسر الهضم: يعتبر عسر الهضم من المشكلات الشّائعة بين الناس، والتي تسبّب الانزعاج وعدم الرّاحة والألم في البطن، وعادةً ما يحدث بعد تناول وجبة طعامٍ دسمة، ويمكن الحدّ من ذلك عن طريق تغيير النمط الغذائي، والتّركيز على الوجبات الخفيفة الأكثر تكرارًا، والابتعاد قدر الإمكان عن الطعام المقلي والشوكولاتة والبصل والثوم وغيرها.^[٥]
• مشاكل الكبد: يلعب الكبد دورًا أساسيًا في هضم الطعام والتخلّص من المواد السّامة، وقد تكون أمراض الكبد وراثيةً أو ناتجة عن عوامل أخرى كالفيروسات، أو السّمنة أو شرب الكحول، ويعدّ ألم وسط البطن أحد أعراض أمراض الكبد، وتُصاحِبها أعراضٌ أخرى كالتقيؤ والغثيان وحكّة الجلد، وفي حال ظهور هذه الأعراض أو اشتدادها عندئذٍ يجب مراجعة الطبيب وعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة المشكلة وعلاجها.^[٦]

علاج آلام وسط البطن

يتمثّل علاج آلام وسط البطن بإحدى الاستراتيجيات التالية، والتي سيتمّ تفصيلها على النحو التالي:

الرعاية المنزلية

تختفي معظم آلام البطن من تلقاء نفسها، وهنالك العديد من الوصفات المنزلية التي يمكن تطبيقها لتخفيف حدّة الألم والمعاناة بإشراف الطبيب:^[٧]

• عمل حمام ماء ساخن أو وضع قربة ماءٍ ساخنة على منتصف البطن، مع الانتباه إلى درجة حرارة الماء المُستخدَمة.
• تناول كمياتٍ وفيرة من الماء والسوائل لتعويض نقص السّوائل ومنع حدوث الجفاف في حالاتٍ معيّنة، كالإسهال والتقيؤ والحالات الأخرى التي تسبّب فقدان السوائل.
• التخفيف من تناول المشروبات الغنيّة بالكافيين؛ كالقهوة والشاي والكحول لأنها تزيد حدّة الألم وتُعتبر غير مريحة للبطن.
• التدرج في تناول الطعام، مثل البدء بالسّوائل الصافية كالماء، وبعدها الانتقال إلى الأطعمة الخفيفة، كالأرز والبسكوت والخبز المحمّص والموز، وقد يوصي طبيبك بالابتعاد عن تناول أطعمةٍ معيّنة تكون قد تسبّبت في إحداث هذا الألم لذا احرص على الالتزام بإرشادات الطبيب.
• الحد من التوتّر والتزام الراحة قدر الإمكان.
• تجنب تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب أو الصيدلاني، فبعض الأدوية تسبّب تهيّج في المعدة.

العلاج الدوائي

يمكن لمجموعةٍ من الأدوية أن تخفف ألم البطن، وتمنح الراحة منه، وهي:

• الأدوية التي تحتوي على مضادّ الغازات سيمثيكون (Simethicone)، في حال كان الألم ناتجًا عن غازات البطن.^[٨]
• ضادات الحموضة مثل، مضادات مستقبلات الهستامين (بالإنجليزية: H2 receptor antagonist) كالفاموتيدين (Famotidine)، ومثبّطات مضخة البروتون (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors) كالأوميبرازول (Omeprazole) لعلاج حالات حموضة المعدة.^[٩]
• مليّنات الأمعاء؛ مثل لوبيراميد (Loperamide) وبسمث سبساليسالات (Bismuth subsalicylate) في حالات الإمساك.^[١٠]
• مسكّنات الألم مثل الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، مع الابتعاد عن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) كالإيبوبروفين (Ibuprofen)، أو نابروكسين (Naproxen) لتخفيف آلام البطن، ودون التسبب في مزيدٍ من الآلام.^[١١]

العمليّات والجراحة

في حالاتٍ نادرة قد تكون هناك حاجة إلى الجراحة والتدخّل الطبي لعلاج ألم البطن، وقد تشمل هذه الإجراءات ما يلي:^[١٢]

• استئصال الزائدة الدودية (بالإنجليزية: Appendectomy).
• جراحة معالجة الفتق (بالإنجليزية: Hernia repair surgery).
• حقن الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids).
• حقن المواد المخدّرة لتسكين الألم الشّديد.

العلاجات البديلة والتكميلية

يمكن أن تساعد هذه العلاجات في التّخفيف من آلام البطن:^[١٣]

• العلاج بالإبر (بالإنجليزية: Acupuncture).
• تمارين التأمل.
• التنويم المغناطيسي.

دواعي مراجعة الطبيب

يجب مراجعة الطبيب على الفور في إحدى الحالات التالية:^[١٤]

• تقيؤ الدم.
• صعوبة التنفّس.
• في حال كانت المريضة حامل.

كيف أمنع حدوث آلام منتصف البطن؟

في حالاتٍ عديدة من آلام البطن يكون سببها مشكلاتٌ صحية لا يمكن التحكّم بها كالتهاب الزائدة الدودية وغيرها، وبعضها تكون ناتجة عن عاداتٍ وأنماطٍ غذائية معينة يمكن السيطرة عليها والتقليل من حدوث الأعراض الهضميّة الناتجة عنها، وفيما يلي بعض النصائح التي قد تساهم في منع حدوث آلام وسط البطن:^[١٥]

• بطّئ من سرعتك في تناول الوجبات: خاصّةً إذا كنت تميل لأكل قضماتٍ كبيرة وبسرعة دون أن تمضغ جيدًا، فهذا يزيد من آلام المعدة عندك كما يزيد من كمية الهواء التي تبتلعها وما ينتج عنها من غازات، لذا خذ وقتك في بلع الطعام دون تسرّع فهذا يعطي عقلك وقتًا لإدراك الشبع.
• تناول وجبات خفيفة ومتعددّة خلال اليوم: حتّى تقلل من الفترات التي تكون فيها معدتك فارغة؛ إذ تزداد حموضة المعدة عندما تكون الوجبات قليلة والفترات بينها طويلة.
• لا تبالغ في كمية الأكل عند الوجبات: ممّا يعني أن قلّة تناول الطعام والإفراط فيه يزيد من حدوث أعراض المعدة وآلام البطن النّاتجة عنها.