في العادة لا يعاني مرضى ضغط الدم المرتفع من أي أعراضٍ تذكر، لذلك عرف المرض على مر التاريخ باسم "القاتل الصامت"، ولكن هل من المُمكن أن يُعاني أصحاب الضّغط المُرتفع من صُداع الرأس؟ ما مدى صحّة ذلك؟[١]
هل حقًا يسبب ارتفاع الضغط حدوث الصداع؟
تتضارب نتائج الدراسات التي أُجريت حول العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم وحدوث الصداع، فبعضها أيّد وُجود عِلاقة وطيدة بين ارتفاع ضغط الدّم والشّعور بصُداع الرأس، وبعضها نفى ذلك،[٢] ولكن قد وضّحت جمعيّة القلب الأمريكيّة (AHA) أنّ ارتفاع ضغط الدّم لا يسبب صداعًا إلا في حالة فرط ارتفاع ضغط الدّم، وهي حالة طبية طارئة يصِل فيها ضغط الدم لـِ 180/120 ملم زئبق أو أعلى.[٣]
ما سبب الصّداع الناتج عن ارتفاع الضغط؟
قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة الضغط داخل شرايين الجسم عموماً، ومنها شرايين الرأس، وقد ينتج عن ذلك تسرب الدم إلى المنطقة المحيطة بالشعيرات الدموية، وبالتالي حدوث التورم والانتفاخ، الذي يزيد من الضغط على الدماغ وحدوث الصداع، وعادة ما تختفي الأعراض في غضون ساعة من تلقي العلاج.[٤]
كيف يكون الصّداع الناتج عن ارتفاع الضغط؟
يوصَف صُداع ارتفاع ضغط الدّم بأنّه ألم في الرأس يأتي على هيئة نبض، ويزداد سوءًا عند ممارسة الأنشطة البدنية، ويُمكن أن يُصاحبه في بعض الأحيان بعض الأعراض مثل:[٥]
- الشعور بالدوار.
- الإحساس بالغثيان.
- ضعف عام بالجسم.
- تشويش بالرؤية.
هذه الأعراض قابلة للتحسن في غضون ساعة إذا تناول الشخص الأدوية الخافضة لضغط الدم.
ما علاج الصُّداع الناتج عن ارتفاع الضغط؟
يوصى عادةً باللجوء إلى العناية الطبية الفورية في حالات الصداع الناجم عن ارتفاع ضغط الدم، إذ إنّ البقاء دون علاج قد يزيد من احتمالية حدوث ضرر لأعضاء الجسم، أو الإصابة بأعراضٍ جانبيةٍ غير مرغوبة، لذا فإن الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم يُصنف ضمن الحالات الطارئة لارتفاع ضغط الدم، والتي تستوجب العناية الطبية الفورية عبر استخدام الأدوية الوريدية (IV)، ومن الأمثلة على هذه الأدوية ما يلي:[٥]
- نيكارديبين (Nicardipine).
- لابيتالول (labetalol).
- النتروجليسيرين (Nitroglycerin).
- نتروبروسيد الصوديوم (Sodium nitroprusside).
من المُهمّ تجنب محاولة خفض ضغط الدم المرتفع جدًّا باستخدام الأدوية داخل المنزل، تجنبًا لحدوث آثار جانبية غير مرغوب بها، مثل الانخفاض السريع لضغط الدم والذي بدوره يؤثر في تدفق الدم إلى الدماغ، لذا يُوصى بمراجعة قسم الطوارئ، للحصول على المساعدة الطبية في بيئة آمنة.
مخاطر عدم علاج ارتفاع الضغط المسبب للصُداع
يمكن أن يبدأ ارتفاع ضغط الدم المستمر في التأثير على الأعضاء، إذ من المُمكن أن يُلحِق بها الضّرر في نهاية المطاف، ولتلافي ذلك يجب خفض ضغط الدم على الفور، وفيما يأتي توضيح لأبرز المخاطر التي قد يتعرّض لها الشّخص في حال إهماله لعلاج ارتفاع ضغط الدّم:[٦]
- تغيُّرات في الحالة الذّهنيّة.
- الإصابة بنزيف في الدماغ، مما يؤدي إلى حُدوث السكتة الدماغية.
- الإصابة بفشل القلب.
- حدوث أزمة صدرية.
- تراكم السوائل في الرئتين.
- الإصابة بنوبة القلبية (Heart attack).
- الإصابة بتمدد الأوعية الدموية (Aneurysm)، أو تسلخ الأبهر (Aortic dissection).
- تسمم الحمل (Eclampsia)، والذي يرتبط بارتفاع ضغط الدّم أثناء فترة الحمل.
ما علاقة أدوية ارتفاع الضغط بألم الرأس؟
من الممكن أن تلعب الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم دورًا في التسبب في الصداع أو الوقاية منه، فقد يكون الصداع أحد الآثار الجانبية الشائعة لبعض الأدوية الخافضة للضغط مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)،[٧] وفي المقابل يُمكن استخدام الأدوية الأخرى الخافضة للضغط مثل حاصرات بيتا (Beta blockers) وحاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blockers) لمنع حدوث نوبات الصداع النصفي.[٨]
المراجع
- ↑ Divya Jacob, "What Is the Normal Blood Pressure Range?", medicinenet, Retrieved 13/9/2021. Edited.
- ↑ Kathryn Watson, "Does High Blood Pressure Cause Headaches?", healthline, Retrieved 13/9/2021. Edited.
- ↑ "What are the Symptoms of High Blood Pressure?", heart, Retrieved 13/9/2021. Edited.
- ↑ "Can high blood pressure lead to headaches?", medicalnewstoday, Retrieved 14/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Can high blood pressure lead to headaches?", medicalnewstoday, Retrieved 13/9/2021. Edited.
- ↑ Brandon Peters, "An Overview of Hypertensive Emergency", verywellhealth, Retrieved 14/9/2021. Edited.
- ↑ "Angiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors", mayoclinic, Retrieved 14/9/2021. Edited.
- ↑ "Calcium Channel Blockers", headaches, Retrieved 14/9/2021. Edited.