نقص الوزن عند الأطفال: لماذا وما العمل؟

تتعدد أسباب نقص الوزن عند الأطفال، فقد يحدث بسبب سرعة النمو، وزيادة معدلات الحرق، ولكن قد يحدث نتيجة أسباب وعوامل أخرى تتطلب استشارة الطبيب،^[١][٢] فما هي أبرز أسباب فقدان الوزن عند الأطفال؟ وكيف يمكن علاجه؟

أسباب نقصان الوزن عند الأطفال

تتعدد أسباب فقدان الوزن لدى الأطفال، فتنتج إمّا عن عدم حصول الطفل على كميات كافية من السعرات الحرارية، أو حرقها بمعدل أكبر من المعتاد،^[٢] ويمكن تفصيل ذلك كالآتي:

أسباب متعلقة بأنماط الحياة والعادات غير الصحية

نذكر من هذه الأسباب الآتي:

• تناول كميات غير كافية من الطعام: يعد السبب الأبرز لفقدان الوزن عند معظم الأطفال، بسبب عدم حصول الجسم على السعرات الحرارية المطلوبة يوميًا.^[٣]
• زيادة النشاط: يؤثر مستوى نشاط الطفل في تحديد وزنه، فقد يحرق الأطفال مقدارًا كبيرًا من الطاقة عبر ممارسة التمارين الشديدة والأنشطة البدنية المختلفة، لذلك من المهم أن يتناسب مستوى نشاط الطفل مع عدد السعرات الحرارية التي يحصل عليها خلال اليوم.^[٤]
• ممارسة العادات الغذائية الخاطئة: مثل عدم وجود وقت منتظم لتناول الطعام، أو تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز.^[٥]
• الظروف الاجتماعية للطفل: قد يمر الطفل بظروف في عائلته أو مدرسته، تسبب له التوتر والقلق، مثل: طلاق الوالدين، أو تعرّضه للتنمّر في المدرسة، وغير ذلك، فيؤثر ذلك سلبًا في شهيته للطعام، ممّا قد يُسبِّب فقدان الوزن.^[١]
• تعاطي المخدرات والكحول: يؤدي تعاطي بعض المراهقين للمواد المخدرة، والكحوليات لفترة طويلة إلى فقدان الوزن؛ بسبب تأثيره في وظائف الجهاز الهضمي، والشهية.^[١]

^[٤]

أسباب متعلقة بالإصابة بالأمراض

يمكن تفصيل ذلك كالآتي:

• مشاكل الفم والأسنان: يمكن أن ينتج عنها آلام تؤدي إلى انخفاض شهية الطفل نحو الطعام، أو حساسيته الشديدة وشعوره بالألم عند تناول الأطعمة الساخنة أو الباردة، وذلك يساهم في فقدان الوزن.^[٤]
• الإصابة بعدوى أو وعكة صحية مؤقتة: قد تؤثر إصابة الطفل ببعض الأمراضفي وزنه؛ مثل: الرشح والإنفلونزا، والتهاب المعدة الفيروسي، وذلك يختلف بحسب شدة المرض، لكن عمومًا فإنّ الطفل يعاود كسب الوزن الذي فقده بعد أن يتعافى، وتعود شهيته للطعام كما كانت سابقًا.^[١]
• تناول بعض الأدوية: قد ينتج فقدان الوزن كأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي يوصي الطبيب الطفل بتناولها، مثل: بعض الأدوية المضادة للقلق، وبعض المضادات الحيوية، بالإضافة إلى بعض مضادات التشنجات، والأدوية المميعة للدم، وأدوية علاج السرطان، وغيرها.^[٤]
• اضطرابات الأكل: وهي اضطرابات مرتبطة بسلوكيات الأكل، ومن أشهر الأمثلة عليها المُسبِّبة لفقدان الوزن هي: فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزيّة: Anorexia nervosa)، الذي يتمثل بخوف الطفل أو المراهق من اكتساب الوزن بصورة غير طبيعية، فيسعى للحدّ من تناول الأطعمة، أو يمارس التمارين الرياضية بإفراط، أو حتى يحاول التقيؤ بعد تناول الطعام، وقد يستخدم الأدوية المسهلّة وغيرها من حبوب التنحيف، ممّا يسبب فقدان الوزن بصورة كبيرة، مع التسبب بمشاكل صحية عديدة.^[٦]
• أمراض الجهاز الهضمي: إذ تؤثر هذه الأمراض بشكل مباشر في قدرة الجسم على امتصاص الطعام والاستفادة منه، مما قد يسبب فقدان الوزن، ومن الأمثلة عليها: حساسية القمح، وحساسية الحليب، والتهاب الأمعاء، أو إصابتها بالعدوى، بالإضافة إلى رتق القناة الصفراوية^[٧][١] وهو انسداد الأنابيب التي تنقل العصارة الصفراوية الضرورية لهضم الطعام من الكبد إلى المرارة.^[٨]
• الاضطرابات الجينية: قد تسبب بعض الاضطرابات الوراثية فقدانًا في الوزن، على الرغم من أنّ شهية الطفل قد لا تتأثر فيها، إلا أنّ بعضها قد يؤثر في مستويات الأنزيمات داخل الجسم، أو قد يُسبِّب فقدانًا لكتلة العضلات والدهون، ومن الأمثلة عليها: التليف الكيسي،^[١] وهو مرض وراثي يتسبب بتجمّع المخاط اللزج في العديد من أعضاء الجسم، ممّا يتسبَّب بانسدادها، ويحدث ذلك غالبًا في الرئتين، والبنكرياس المسؤول عن إنتاج الأنزيمات المساعدة على هضم الطعام داخل الأمعاء، فيُسبِّب الإصابة به سوء التغذية غالبًا.^[٩]
• الأمراض المزمنة: كالإصابة بأمراض القلب والرئة، والأمراض المؤثرة في مستويات الهرمونات كمرض فرط نشاط الغدة الدرقية، بالإضافة إلى الأمراض المؤثرة في عملية الأيض، ومرض السكري، والاكتئاب، والعدوى، وغيرها العديد من الأمراض، إذ يؤثر كل منها بطريقة مختلفة مؤديًا إلى فقدان الوزن.^[٤]
• الأمراض العصبية: والتي قد تُسبِّب صعوبة تناول الطعام عند الطفل.^[٥]
• وجود مشاكل في الحمل، أو ولادة الطفل بوزن قليل.^[٥]
• الإسهال والتقيؤ المستمر.^[٣]

علاج نقص الوزن عند الأطفال

تعتمد الخطة العلاجية بشكل أساسي على المُسبِّب لفقدان الوزن، فيختلف العلاج باختلاف المُسبِّب، ففي حال كان مُسبِّب فقدان الوزن لدى الطفل هو الإصابة بأحد الأمراض السابق ذكرها، فيمكن أن يستعيد الطفل وزنه عن طريق علاجه،^[١٠] كما قد يوصي الطبيب بالآتي:^[١١]

• الحرص على تناول 5 حصص من الخضراوات والفواكه يوميًا.
• الحرص على تناول كميات كافية من البروتين؛ مثل: اللحوم، والبقوليات، بالإضافة إلى الأسماك التي ينصح بتناولها مرتين أسبوعيًا.
• الحرص على تناول كميات كافية من الكربوهيدرات؛ مثل البطاطا، والأرز، والخبز.
• الإكثار من السوائل؛ وينصح بشرب 6- 8 أكواب من الماء يوميًا.
• الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون غير المشبعة؛ مثل زيت الزيتون، والمكسرات، والأفوكادو بكميات قليلة.
• الحرص على إعطاء الطفل حاجته من فيتامينات (أ، ج، د).

• زيادة عدد السعرات الحرارية في وجبات الطعام؛ باتباع خطوات بسيطة مثل إضافة الحليب بدلاً من الماء لصنع الحساء.
• إضافة الأجبان على وجبات الطعام المختلفة، لزيادة محتواها من السعرات الحرارية.

دواعي مراجعة الطبيب

تتضمن الحالات التي تستدعي منك استشارة طبيب طفلك ما يلي:

• إذا لاحظت أن طفلك يفقد وزنه أو لا يكسب وزنًا بصورة طبيعية مقارنةً بأقرانه من نفس العمر.^[١٢]
• إذا كان طفلك يعاني من حساسية الطعام، أو عدم تحمل للطعام،^[١٣] وعدم تحمل الطعام يعني مواجهة صعوبة في هضم طعام معين، وقد يرافق ذلك أعراضًا مثل آلام البطن أو الانتفاخ بعد تناوله،^[١٤] وذلك يختلف عن حساسية الطعام التي يحدث فيها ردة فعل من جهاز المناعة تجاه تناول طعام معين، وقد تكون الحساسية بسيطة أو شديدة، ومن أعراضها: الطفح الجلدي، والشعور بالحكة في الفم، وتورم الوجه والشفتين، وغير ذلك.^[١٥]