يُعد صفار العين من الأمور الشائعة عند الأطفال حديثي الولادة، وفي كثير من الحالات فإنّه لا يكون مدعاة للقلق ولا يحتاج إلى علاج، وبالرغم من ذلك، فمن الضروري مُراجعة مقدم الرعاية الصحية على الفور في حال ظهور اصفرار العينين أو الجلد عند الرضيع، حتى يتمكن الطبيب من تقييم حالة الطفل وعلاجه إذا لزم الأمر، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول أسباب صفار العين عند الرضع، وكيفية علاجه.[١]
ما هي أسباب صفار العين عند الرضع؟
فيما يأتي ذكر لأبرز أسباب صفار العين شيوعاً عند الرضع:[٢]
- اليرقان الفسيولوجي: يُعد هذا النوع من اليرقان طبيعي، ويظهر عادةً بعد يومين إلى 4 أيام من ولادة الرضيع، ويختفي عندما يبلغ الرضيع أسبوعين من العمر؛ ويُعزى سبب حدوثه إلى وجود خلايا دم عند حديثي الولادة أكثر من البالغين،[٣] وقد يترتب على ذلك تراكم البليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin) بشكلٍ يتجاوز قدرة الكبد الطبيعية على تحطيمه؛ نظراً لأنَ الكبد لم ينضج تماماً لدى الأطفال حديثي الولادة، مما يتسبب بحدوث اليرقان لديهم بشكلٍ متكرر، ومن الأعراض التي تدل على حدوث اليرقان لدى حديثي الولادة ما يأتي:[٤]
- اصفرار العينين، وهو من أكثر العلامات وضوحاً على حدوث اليرقان عند الرضيع.
- الخمول.
- التهيج.
- اصفرار الجلد.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- حدوث مشاكل في التغذية وشرب الحليب.
- اليرقان الناجم عن فشل الرضاعة الطبيعية: يُمكن أن يُسبب الفشل في بدء الرضاعة الطبيعية انخفاض في عملية الإخراج عند الرضيع، مما يؤدي إلى تراكم البليروبين، وتتضمن أسباب عدم قدرة الرضيع على أخذ ما يكفيه من الحليب ما يلي:[٥]
- قلة الحليب في ثدي الأم.
- عدم قدرة الرضيع على إمساك حلمة ثدي الأم.
- اليرقان المرتبط بحليب الثدي: يحدث هذا النوع من اليرقان بعد الأسبوع الأول من ولادة الطفل، ويُعزى حدوثه إلى أن حليب الأم يُمكن أن يُقلل من سرعة تخلص الكبد من البليروبين، وعادةً ما تعود مستويات البليروبين إلى طبيعتها خلال 3-12 أسبوعاً.[٣]
- اليرقان المرضي: ويحدث ذلك بسبب وجود مشكلة صحية كامنة، ومنها:[٦]
- النزيف الداخلي.
- عدوى في دم الرضيع.
- عدوى فيروسية أو بكتيرية أخرى.
- عدم توافق دم الأم مع دم الرضيع.
- وجود خلل في وظائف الكبد.
- رتق القناة الصفراوية، وهي حالة صحية يحدث فيها انسداد للقنوات الصفراوية أو ظهور ندوب فيها.
- نقص في بعض الإنزيمات.
- خلل في خلايا الدم الحمراء عند الرضيع بما يؤدي إلى تحللها بسرعة.
عوامل تزيد احتمالية إصابة الرضيع بالصفار
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر إصابة الرضّع باليرقان، والتي نذكر منها ما يلي:[٥]
- ولادة الرضيع قبل مرور 37 أسبوعًا من عمر الحمل.
- العِرق، حيثُ يزداد خطر إصابة الأطفال من مناطق شرق آسيا أو من أصول البحر الأبيض المتوسط.
- مواجهة الرضيع لمشكلة في الرضاعة الطبيعية أو الحليب الصناعي.
- إصابة سابقة لشقيق الرضيع باليرقان.
- الحالات التي يكون فيها دم الأم من فصيلة O، أو كان العامل الرايزيسي (Rh) سالبًا.
علاج صفار العين عند الرضّع
يُنصح بمراجعة الطبيب بشأن علاج الصفار لدى الرضيع في حال كانت نسبة البليروبين عالية جداً في الدم، نظراً لوجود احتمالية ضئيلة لانتقال البليروبين إلى الدماغ؛ مما يؤدي إلى تلف الدماغ،[٧] وعادةً ما يحتاج الرضيع الذي يصاب باليرقان بعد أيام من الولادة إلى عدة إجراءات لعلاج صفار العينين، ومنها:[٨]
- المراقبة الدقيقة وعمل فحوصات دم عن طريق الوخز بالكعب للتحقق من مستويات البيليروبين.[٩]
- الاستمرار بالرضاعة الطبيعية وبشكلٍ متكرر، حيثُ ينبغي على الأم إيقاظ الرضيع وإرضاعه كل ساعتين إلى 3 ساعات.[١٠]
- شفط الحليب من الثدي بعد الرضاعة الطبيعية، وذلك في حال استمرار الشعور بامتلاء الحليب في الثدي، وقد يوصي الطبيب بإعطاء الرضيع من الحليب المسحوب أو الصناعي بالتزامن مع الرضاعة الطبيعية.[١١]
- العلاج بالضوء، والذي يتمثل بوضع الرضيع المصاب باليرقان تحت أضواء خاصة أو بطانية خاصة تقوم بإنتاج الضوء، ويُمكن من خلال هذه الطريقة مُساعدة الجسم على التخلص من الكميات الإضافية من البليروبين، وعادةً ما يستمر هذا العلاج لمدة يوم أو يومين، وفي الحالات التي لا تكون فيها مستويات البيليروبين مرتفعة للغاية، يمكن الاستعانة بالعلاج بالضوء في المنزل.[١٢]
- تبديل الدم، حيثُ قد يحتاج الرضيع في الحالات الشديدة إلى استبدال دمه بدم آخر جديد.[١٣]
ما الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
ينبغي اصطحاب الرضيع إلى طبيب الأطفال في حال شكّ الوالدين بأنّ طفلهم مصاب باليرقان، وفي حال تأكيد تشخيص إصابته باليرقان، فمن الضروري على الوالدين أخذ اليرقان على محمل الجد وزيارة الطبيب بشكل دوري لمتابعة حالة الرضيع،[١٤] ومن الحالات الأخرى التي تستدعي مراجعة الطبيب على الفور ما يلي:[٦][١٥]
- زيادة اصفرار جلد الرضيع.
- اصفرار جلد الطفل بشكلٍ واضح في منطقة البطن، أو الذراعين، أو الساقين.
- اصفرار بياض العينين.
- خمول أو إعياء الطفل.
- مواجهة صعوبة في إيقاظ الرضيع من نومه.
- عدم اكتساب الرضيع وزناً كافياً أو مواجهة صعوبة في تغذيته.
- بكاء الرضيع بصوتٍ عال.
- ملاحظة تحول لون براز الرضيع إلى شاحب أو داكن.
المراجع
- ↑ "Yellow Eyes", healthgrades, Retrieved 27/7/2021. Edited.
- ↑ "Why are my eyes yellow?", MEDICAL NEWS TODAY, Retrieved 12/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Jaundice in Newborns", KidsHealth, Retrieved 12/7/2021. Edited.
- ↑
- ^ أ ب "Newborn Jaundice", Web MD, Retrieved 12/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "infant jaundice", mayoclinic, Retrieved 12/7/2021. Edited.
- ↑ "Newborn jaundice", NHS, Retrieved 12/7/2021. Edited.
- ↑
- ↑ "Jaundice in babies", pregnancybirthbaby, Retrieved 12/7/2021. Edited.
- ↑
- ↑
- ↑ "What is infant jaundice?", familydoctor.org, Retrieved 12/7/2021. Edited.
- ↑
- ↑ "What are Jaundice and Kernicterus?", cdc, Retrieved 13/7/2021. Edited.
- ↑ "Does your newborn need to see a doctor about jaundice?", raising children.net.au, Retrieved 13/7/2021. Edited.