يُعدّ التسنين مرحلةً صعبةً بالنسبة للطفل والذي يرافقه عادةً العديد من الأعراض المرتبطة به بشكل مباشر أو غير مباشر، مثل: الإسهال، ومن هنا ظهر اسم إسهال التسنين (بالإنجليزية: Teething Diarrhoea)، والذي لا بدّ من التعرّف على أسبابه المحتملة وكيفية التعامل معه من قبل الوالدين حمايةً للطفل من أيّ مضاعفات.[١]

هل يحدث إسهال عند التسنين؟ ولماذا؟

يظنّ الكثير من الآباء والأمهات أنّ التسنين قد يسبّب أعراضًا مختلفةً، مثل: الإسهال وارتفاع درجة حرارة لدى أطفالهم،[٢] وذلك بالاعتماد على ملاحظة حدوث الإسهال لدى العديد من الرضّع أو الأطفال في فترة التسنين، والذي قد يخمن الوالدين حدوثه نتيجة بلع الطفل اللّعاب الزائد الذي يتمّ إفرازه أثناء التسنين، مما يسبّب بدوره تعارضًا مع عمل الجهاز الهضمي بطريقة تسبّب الإسهال، ولكن هذه المعلومة تفتقر إلى وجود دليلٍ علمي يدعمها، ومن المرجح أنّ يكون الرابط بين التسنين والإسهال غير مباشر كما ذكرنا سابقاً،[٣] ولذلك فمن ناحيةٍ طبية لا يتمّ ربط حدوث الإسهال لدى الأطفال بالتسنين، وفيما يأتي الأسباب المحتملة وراء حدوث الإسهال لدى الطفل خلال فترة التسنين:[٤]

  • التهيّج المستمرّ في لثة الطفل أثناء فترة التسنين، وهذا يدفعه لوضع كلّ ما يقع في متناول يده داخل فمه ومضغه، وبطبيعة الحال قد لا تكون هذه الأشياء نظيفة وقد تحتوي على البكتيريا وميكروبات أخرى والتي تجد طريقها لداخل جسم الطفل مسبّبة له الإسهال، وهذا يرجع أيضًا إلى أنّ الجهاز المناعي للطفل لا يكون قد تطوّر بشكل كامل، ما يحدّ من قدرة جسمه على مقاومة البكتيريا والعدوى، وبالمحصلة احتمالية الإصابة بالإسهال.[١]
  • تزامن بداية التسنين لدى الطفل مع بداية تناوله للأطعمة الصلبة، فعادةً ما يبدأ التسنين على عمر 6 أشهر، وهو تقريبًا نفس العمر الذي يبدأ فيه الوالدين بتقديم الأطعمة الصلبة لأطفالهم، وما يحصل في حقيقة الأمر أنّ الجهاز الهضمي للطفل يأخذ بعض الوقت للتعوّد على التغيير في طبيعة الطعام المقدَّم له، وهذا ما قد يتسبب بحدوث تغيير في طبيعة البراز، وقد يتضمن ذلك الإصابة بالإسهال.[٥]
  • استخدام المضادّات الحيوية والتي تسبّب في الكثير من الأحيان تهيّجًا للأمعاء وبالتالي الإسهال كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها، وقد يرجع السبب وراء ذلك إلى أنّ المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا الصحية التي تحافظ على عمل أمعاء الطفل بصورة طبيعية.[٥]
  • شرب الطفل للكثير من العصير، وذلك بسبب كمية السّكر العالية الموجودة فيه.[٦]
  • حساسية الطعام، والتي قد تكون اتجاه نوع معيّن من حليب الأطفال أو الأطعمة الأخرى، وتسبّب بدورها أعراضًا مختلفة؛ مثل الإسهال والتقيؤ.[٦]


كيف يمكن التخفيف من إسهال التسنين؟

فيما يأتي العلاجات المختلفة التي يتمّ اللجوء إليها للتخفيف من الإسهال ومنع مضاعفاته لدى الأطفال.


العلاجات المنزلية

يُنصح باتّباع العلاجات المنزلية المختلفة والنصائح الآتية لعلاج الإسهال لدى الأطفال:[٧][٣]

  • الاستمرار بإرضاع الطفل بنفس الوتيرة الطبيعية دون تغيير في حال كان الطفل في مرحلة الرضاعة.
  • تشجيع الطفل على شرب محلول الكهارل (بالإنجليزية: Electrolyte solution) أو كما يُعرف باسم محلول الجفاف، أو رقائق الثلج، أو المرق الصافي، وفي حال كان الطفل يعاني من التقيؤ فمن الأفضل تحفيزه على شرب المحلول برشفات صغيرة متكرّرة بدلًا من شربه دفعةً واحدة.
  • إطعام الطفل مهروس الموز، والجزر، والبطاطا، ويمكن لمياه الأرز أن تكون فعالة أيضاً، كما ويُنصح بإزالة العصائر وحليب البقر من نظام الطفل الغذائي لمعرفة ما إذا كان ذلك قد يعالج الإسهال أم لا، ومن الممكن العودة لهذه المشروبات بعد تعافي الطفل.


العلاجات الدوائية

يجدر التنبيه بدايةً إلى ضرورة عدم إعطاء الطفل أيًّا من الأدوية المضادّة للإسهال دون وصف الطبيب لها،[٧] وتشمل خيارات العلاجات الدوائية المستخدمة في حالات الإسهال التي يصاحبها ارتفاع درجة حرارة الطفل، دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، والذي يُنصَح باستخدامه في حال تجاوزت درجة حرارة الطفل 39 درجة مئوية، وكخيار بديل من الممكن الاستعانة بدواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ومن الجدير بالذّكر أنّ ارتفاع درجة حرارة الطفل مهمّ لمحاربة العدوى طالما بقيت تحت حدّ الـ 39 درجة مئوية.[٨]


دواعي مراجعة الطبيب؟

قد يكون الإسهال علامة على وجود عدوى أو مرض أكثر خطورة يستلزم مراجعة الطبيب، كما ويمكن أن يؤدّي التأخير في العلاج خاصةً مع وجود ارتفاع في درجة الحرارة إلى الجفاف أو مضاعفات خطيرة أخرى، وفيما يأتي ذكر لأبرز الحالات التي يجب فيها على الوالدين مراجعة طبيب الأطفال فوراً:[٩]

  • الإسهال المصحوب بالتقيؤ أو ارتفاع درجة الحرارة الشديد.[٩]
  • إصابة الطفل بالإسهال وكان عمره أقلّ من 3 شهور.[١٠]
  • تحوّل براز الطفل لحالة مائية، إذْ يكون الطفل معرضًا لخطر الإصابة بالجفاف.[٩]
  • ملاحظة وجود دم، أو مخاط، أو قيح في براز الطفل.[٧]
  • ظهور طفح جلدي على الطفل.[٩]
  • ملاحظة إشارات تدلّ على عدم راحة الطفل، أو عند افتقاره للنوم الجيد، أو عدم قدرته على الأكل بصورة جيدة، خصوصًا لو استمرت هذه الأعراض لمدّة أكثر من أسبوع.[١١]


المراجع

  1. ^ أ ب Aarohi Achwal (12-9-2018), "Is Diarrhoea a Symptom of Teething?", parenting.firstcry.com, Retrieved 1-7-2021. Edited.
  2. "Baby teething symptoms", nhs, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Can Teething Cause Diarrhea? Things to Know If You Are a New Parent", flo, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  4. "Is teething associated with diarrhea?", ncbi, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Rhona Lewis (11-5-2020), "Does My Baby Have Teething Diarrhea?", https://www.healthline.com, Retrieved 2-7-2021. Edited.
  6. ^ أ ب Marygrace Taylor (24-9-2020), "Diarrhea in Babies and Toddlers", https://www.whattoexpect.com, Retrieved 2-7-2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Diarrhea Treatment in Children", https://www.webmd.com, 16-10-2019, Retrieved 2-7-2021. Edited.
  8. "Diarrhea", www.stlouischildrens.org, Retrieved 2-7-2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Your Infant is Teething: Know the Signs and Symptoms", www.chla.org, 10-7-2020, Retrieved 2-7-2021. Edited.
  10. "How to Soothe Baby Teething Symptoms", verywellfamily, Retrieved 15/7/2021. Edited.