يُعَدُّ التقيؤ لدى الأطفال الرُّضع أمرًا طبيعيًا في معظم الحالات، لا يستدعي القلق والخوف، ويستمرُ عادةً من يوم إلى يومين،[١] ولمعرفة أسباب التقيؤ يجب بدايةً التفريق بين التقيؤ والبصق لدى الأطفال حديثي الولادة، فما هو الفرق بينهما؟ وما هي أسباب التقيؤ؟ كيف يمكن علاجه؟



ما هو الفرق بين ترجيع الحليب والتقيؤ؟

بدايةً يجب التفريق بين بصق أو ترجيع الحليب والتقيؤ، فالتقيؤ هو اندفاع محتويات المعدة بقوة بعيدًا عن الطفل،[٢] أمّا البَصِق أو القَشِط فهو ارتجاع كمية قليلة من الحليب بعد الرضاعة،[٣] وهو أمر طبيعي وشائع جداً بين الأطفال الرضَّع الذين لم يتجاوزوا عمر السنة، لأن الجهاز الهضمي لديهم لم يتطور بشكل كامل،[٤] وفي البصق تتدفق محتويات المعدة بسهولة خارج الفم دون اندفاعها، فلا تحتاج إلى جهد من الطفل، ولا تكون مؤلمة، وتحدث عادةً مع تجشؤ الطفل خلال الساعة الأولى بعد الرضاعة،[٥][٤] أمّا التقيؤ فقد يُسبِّب بكاء الطفل وانزعاجه، وقد يشير في العديد من الحالات إلى وجود مشكلة صحية أخرى، لذلك يجب مراجعة الطبيب؛ للاطمئنان على سلامة الطفل.[٦][٧]


أسباب التقيؤ لدى حديثي الولادة

هنالك أسباب عديدة للتقيؤ، سنذكرها بالتفصيل كالآتي:

  • الرضاعة أو التغذيَّة المفرطة: وذلك عند إرضاع الطفل كميات كبيرة وبسرعة، مما قد يتسبب بتقيؤه نتيجةً لامتلاء معدته صغيرة الحجم.[٨]
  • التهاب المعدة الفيروسي (إنفلونزا المعدة): وهو من الأسباب الشائعة لإصابة الرضَّع بالتقيؤ، وينجم ذلك غالبًا عن الإصابة بفيروس الروتا، حيث يبدأ الطفل بالتقيؤ، ومن ثم الإسهال بعد مرور 12-24 ساعة من الإصابة.[٩]
  • حساسية الحليب أو الطعام: يعاني بعض الأطفال الرضَّع من حساسية عند التعرُّض للبروتينات الموجودة في الحليب، أو من التحسُّس من أي من الأطعمة التي تتناولها الأم التي ترضع طفلها رضاعة طبيعية،[٨] وبالإضافة إلى التقيؤ يُسبِّب ذلك ظهور طفح جلدي، وتورُّم الوجه والشفاه، وغير ذلك من أعراض التحسُّس.[١]
  • الارتجاع المعدي المريئي (GERD): وينتج هذا عن ارتخاء العضلة العاصرة المريئية السفلية، وهي العضلة الواصلة بين المريء والمعدة، والتي تسمح بالأحوال الطبيعية بانتقال الطعام من المريء إلى المعدة، دون انتقاله بالاتجاه المعاكس، فارتخاء هذه العضلة عند حديثي الولادة يُسبِّب عادةً خروج الحليب بسهولة دون اندفاع، وتجدر الإشارة إلى أنّ ذلك يتحسّن تلقائيًا مع نموّ الطفل في الغالب.[١٠]
  • دوار الحركة: يحدث ذلك أثناء الحركة، عند عدم تطابق الإشارات القادمة من الأذنين الداخليتين، والعينين، والعضلات، مع ما يتم معالجته في الدماغ عن هذه الحركة، ويحدث هذا عادةً بعد ركوب السيارة، أو القارب، أو بعد وضع الطفل على أرجوحة.[٦]
  • السُّعال: قد يُسبب السُّعال الشديد التقيؤ.[٩]
  • العدوى في أماكن أخرى من الجسم: قد يكون التقيؤ أحد الأعراض المُصاحبة للعدوى، مثل: عدوى المسالك البولية، وعدوى الأذن الوسطى، والالتهاب الرئوي.[١]
  • تضيق البَوَّاب: وهو من الأسباب غير الشائعة، وهو عيب خلقي يُولد به الطفل، يتم تشخيصه عادةً بعد فترة قصيرة من الولادة، ويحدث هذا عند تضيق البَوَّاب، أي الصمام العضلي الواصل ما بين المعدة والأمعاء الدقيقة، مما يمنع الطعام من المرور، وهذا يؤدي إلى تقيؤ الطفل، كما قد يُسبِّب الجفاف، وفقدان الوزن.[١٠]
  • التهاب السحايا: وهو التهاب الأغشية المحيطة بالدماغ والنخاع الشوكي، وعادًة يكون التقيؤ من أول الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالتهاب السحايا، ويُصاحبُه أيضًا ارتفاع في درجة حرارة الطفل، وتهيُّج الرضيع وبكاؤه.[١٠]
  • التهاب الزائدة الدودية: عند حدوث التهاب في الزائدة الدودية (والتي تقع أسفل البطن في الجهة اليمنى، بالقرب من بداية القولون) فإنَّ هذا سيؤدي إلى ألم في أسفل البطن في الجهة اليمنى، وأبرز الأعراض لدى الأطفال في هذه الحالة تشمل التقيؤ، وانتفاخ البطن.[١١]


علاج التقيؤ لدى حديثي الولادة

عدم معالجة التقيؤ قد تؤدي إلى الجفاف، وهو أمر خطير يجب التنبه إليه ولأعراضه مثل: عدم التبول، أو قلة بلل الحفاظ عن المعتاد، وبكاء بدون دموع أو العيون الغائرة، وجفاف الفم، فإذا كان الطفل يعاني من التقيؤ المستمر وبكميات كبيرة نسبيَّاً يجب مراجعة الطبيب، خاصةً إذا كان مُصاحبًا لأعراض الجفاف، ومن طرق العلاج التي قد يُوصي بها الطبيب بعد تحديد السبب:[١٢][١٣]

  • تقليل فترة الرضاعة الطبيعية، وزيادة عدد الرضعات: وذلك لتجنب امتلاء معدة الطفل خلال الرضعة الواحدة
  • تجنّب إعطاء الطفل منتجات الحليب الصناعي، وبدلًا من ذلك إعطائه محاليل معالجة الجفاف الفموية (ORS): ويمكن الحصول عليها من الصيدليات، وذلك كل 15 دقيقة خلال أول 2-3 ساعات، وتختلف كمية المحلول الذي يجب إعطاءه للطفل حسب وزنه، لذلك يجب التقيد بتعليمات الطبيب بدقة، وفي حال تقيأ الطفل مرة أخرى يجب الانتظار حوالي 20-30 دقيقة قبل البدء من جديد.
  • العودة إلى إرضاع الطفل طبيعيًا كالمعتاد في حال توقّف عن التقيؤ لمدة 8 ساعات، أما في حال كان يعتمد على الحليب الصناعي، فيجب البدء بإعطاء كميات صغيرة من الحليب: أي حوالي 30-60 ميليلتر من الحليب في المرة الواحدة، ويمكن العودة إلى النظام الغذائي المعتاد بعد توقف القيء لمدة 24 ساعة.
  • العلاج الدوائي والعلاجات الطبية الأخرى: إذا قام الطبيب بإجراء الفحوصات للطفل، سيخبرُ الوالدين بنتيجتها، وما إذا كانت تستدعي العلاج الدوائي أحيانًا.


متى تجب مراجعة الطبيب؟

يجب مراقبة الطفل جيداً؛ لمعرفة جميع الأعراض والتغيُّرات التي يعاني منها، مما قد يستدعي مراجعة الطبيب أو قسم الطوارئ، وفيما يلي بعض المؤشرات:[١٢][٤]

  • الحمى.
  • استمرار التقيؤ لأكثر من 24 ساعة.
  • إصابة الطفل بالإسهال أكثر من 5 مرات في اليوم، أو وجود دم أو مخاط في البراز، أو تغير لون البراز إلى اللون الأحمر أو الأسود.
  • خروج دم مع القيء.
  • قذف القيء بقوة.
  • ظهور أعراض الجفاف المذكورة سابقًا.
  • استمرار البكاء دون سبب.
  • فقدان الوزن أو عدم زيادته.
  • قيء لونه أخضر أو أصفر.
  • تورم البطن وتضخمه.
  • تضخُّم كيس الصفن لدى الذكور.[٦]
  • شحوب البشرة أو ميلان لونها للأزرق، بالإضافة إلى صعوبة التنفُّس والإغماء، ممّا قد يدل على الإصابة بحساسية الطعام.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Vomiting in children and babies", nhsinform, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  2. "Why Babies Spit Up", healthychildren, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  3. " Spitting Up in Babies", familydoctor, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Infant Vomiting"، healthychildren، اطّلع عليه بتاريخ 2/7/2021. Edited.
  5. "Baby Spitting Up", webmd, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Types of Vomiting in Babies and Toddlers", whattoexpect, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  7. "Why Is a Baby Spitting Up Curdled Milk? ", webmd, 2/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Why Babies Vomit—and What You Can Do About It", thebump, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Vomiting (0-12 Months)", seattlechildrens, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "Baby throwing up: Is it serious?", medicalnewstoday, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  11. "Could That Stomachache in Your Child Be Appendicitis?", stanfordchildrens, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Vomiting (Infant)", fairview, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  13. "First Aid: Vomiting", kidshealth, Retrieved 3/7/2021. Edited.