تُخزِّن المثانة عند الأشخاص الأصحّاء البول، وذلك إلى حين تجمّعه بالقدر الكافي للتخلّص منه، فقد يحتاج الشّخص الطّبيعي ما يُقارِب 4-8 مرات دخول الحمام خلال اليوم، بينما قد يشير التبوّل أكثر من ذلك خلال النهار أو الليل إلى الإكثار من شرب السّوائل، أو وجود مشكلةٍ صحية، فما هي أسباب كثرة التبوّل؟[١]
أسباب كثرة التبول
يمكن أن تكون كثرة التبوّل ناجمة عن الأفعال والسّلوكيات التي تتمّ خلال اليوم، وفي بعض الأحيان قد تكون كثرة التبوّل ناتجة عن أمراضٍ تؤثر في أجزاء المسالك البولية، بما فيها الكليتين، والمثانة، والحالب، والإحليل،[٢] وسيتمّ شرح هذه الأسباب بالتفصيل على النحو التالي:
أسلوب الحياة وحالات صحية
أسلوب الحياة: يشتمل أسلوب الحياة الذي قد يسبب كثرة التبوّل ما يلي؛[٣][٤]
- الإكثار من شرب الماء، أو المنتجات المحتوية على الكافيين أو المحلّيات الصّناعية، كالقهوة أو الشاي أو المشروبات الغازية، أو شرب الكحول، فجميع هذه المواد تسبب كثرة التبوّل.
- شرب المشروبات ليلاً قبل النوم.
- عادة يتمّ اكتسابها مع مرور الوقت.
- الحمل: تؤدي التغيّرات الهرمونية خلال فترة الحمل إلى تزايد ضغط الرحم على المثانة، والذي سيسبب كثرة التبوّل، وبالأخصّ خلال الأسابيع الأولى من الحمل.[٤]
- الولادة الطّبيعية: يمكن في بعض الأحيان أن يتعرّض الإحليل للتضرّر خلال الولادة المهبلية أو الولادة الطّبيعية.[٤]
مشاكل صحية شائعة
التهابات المسالك البولية: تعدّ السبب الأكثر شيوعًا لكثرة التبوّل، وتحد التهابات المسالك البولية عندما تدخل البكتيريا مجرى البول، والذي يربط المهبل، أو القضيب بالمثانة، فيقلل هذا الالتهاب من قدرة المثانة على الاحتفاظ بالبول.[٢]
- مرض السكري: قد تكون كثرة التبوّل علامةً شائعة على الإصابة بمرض السكري من كلا نوعيه الأول أو الثاني، فعندما لا تتمّ السّيطرة الكافية على مستوى سكر الدم، سيتسبب السكر في إكثار التخلّص من السوائل، وبدوره كثرة التبوّل.[٢]
- مشاكل واضطرابات البروستاتا: هو السبب الأكثر شيوعًا لكثرة التبوّل عند الرجال فوق سن 50 عامًا، فقد يسبب تضخّم البروستاتا الحميد الضّغط على المثانة، وبدوره كثرة التبوّل.[٢]
- تناول أدوية مدرّات البول: تستخدم هذه الأدوية في العادة لعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم، أو زيادة تراكم السوائل في الأنسجة، والتي ينطوي مبدأ عملها على تخليص الجسم من السوائل الزائدة فيه، وبالتالي ستسبب كثرة التبوّل.[٥]
- التهاب المثانة الخلالي: يسبب التهاب المثانة الخلالي الضّغط على المثانة، بالإضافة إلى الألم، والرّغبة المتكررة من التبوّل.[٥]
- حالة فرط نشاط المثانة: تعني هذه الحالة وجود حاجةٍ متكررة وملّحة للتبوّل، حتى وإن لم تكن المثانة ممتلئةً بالبول، والتي غالبًا ما يكون سببها غير معروف، إلا أن البعض ينسِب السبب في ذلك إلى مشاكل في الأعصاب الواصلة إلى المثانة.[٥]
- حصى الكلى: يمكن أن تسبب حصى الكلى الشّعور بالحاجة المتكررة إلى التبوّل.[٦]
- سلس البول: فقدان السّيطرة الطّبيعية على التبوّل، وهي أمرٌ شائع الحدوث مع التقدّم في العمر، والذي سيسبب بدوره كثرة التبّول.[٣][٧]
مشاكل صحية أقلّ شيوعًا
سرطان المثانة: يعتبر ظهور الدم في البول هو العلامة الأولى لسرطان المثانة، وذلك إلى جانب كثرة التبوّل أيضًا.[٦]
- المشكلات العصبية: يمكن أن يتسبب تلف الأعصاب الواصلة إلى المثانة في مشاكل تؤثر في وظيفة المثانة، وبالتالي كثرة التبوّل.[١]
- ارتفاع كالسيوم الدم: يزيد الكالسيوم من حاجة الكلى إلى العمل بجهدٍ أكبر لترشيح السوائل، والذي سيسبب كثرة التبوّل والعطش الشّديد.[١][٨]
- مرض السكري الكاذب: هو حالةٌ يفشل فيها الجسم التحكّم بالتّوازن الصّحيح للماء في الجسم، ويسبب هذا المرض إفراز الجسم للكثير من البول عديم اللون أو الرائحة، إلى جانب كثرة التبوّل، وزيادة العطش، وشرب كمياتٍ كبيرة من الماء.[١][٩]
- تضيّق الإحليل: يحدث نتيجة تندّبٍ في بطانة مجرى البول، مما يسبب تراجعًا في مقدار تدفّق البول، الأمر الذي سيسبب حاجةً متكررة للتبوّل، إلى جانب الإصابة بالعدوى.[٣][١٠]
- العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض: المُستخدَم لعلاج السّرطانات، إذ يتسبب العلاج الإشعاعي في تهيّج بطانة المثانة ومجرى البول، مما يزيد الحاجة إلى التبوّل وبالأخصّ خلال الليل.[٣][١١]
- التهاب رتج القولون: هو حالةٌ تنشأ فيها أكياسٌ صغيرة ومنتفخة في بطانة القولون أو الأمعاء الغليظة، وتتعرّض إلى الالتهاب، ومن علامات وأعراض هذه الحالة هي الإسهال أو الإمساك، أو كثرة التبوّل.[٣][١٢]
- العدوى التي تنتقل جنسيًا: تعدّ كثرة التبوّل من الأعراض الشّائعة للأمراض التي تنتقل جنسيًا، إلى جانب ألمٍ في البطن أو الحوض، والإحساس بالحرقان أثناء التبوّل، ومن الأمثلة على هذه العدوى هي الكلاميديا أو السيلان.[٣][١٣]
- الاستخدام طويل الأمد لقسطرة المثانة: يمكن أن يسبب وضع القسطرة الرّغبة المتكررة للتبوّل، أو الانزعاج عند سحب أنبوب القسطرة، وهو أمرٌ طبيعي لا يستدعي القلق.[١٤][١٥]
- تدلّي أعضاء الحوض: يمكن أن يسبب تدلّي أعضاء الحوض مثل المهبل الضّغط على المثانة، وبدوره التّسبب بكثرة التبوّل، أو سلس البول -وهو فقدان السّيطرة غير المرغوب به على البول-.[١٤][١٦]
- التّواجد في الطّقس البارد: إذ إن الطّقس البارد يقلل من فقدان سوائل الجسم من خلال العَرَق، مما يجعل الجسم بحاجةٍ إلى فقدان العرق عن طريق زيادة عدد مرات التبوّل.[١٤][١٧]
نصائح للتعامل مع كثرة التبول
عادةً ما يكون علاج الحالة المَرَضية هو أفضل طريقة للتعامل مع كثرة التبول، وذلك يعني السّيطرة على مرض السكري، أو علاج حالات عدوى المسالك البولية بالمضادات الحيوية، أو الخضوع لعلاجات السّرطان،[٥] فضلاً عن ذلك يمكن التحكّم في كثرة التبوّل، والتي تتوقف مع مرور الوقت من خلال الالتزام بالعلاج المُناسِب، ففي البداية يقيّم الطبيب الأعراض الظّاهرة على المريض، لتحديد الأسباب المُحتملَة في ذلك، وللتعامل مع كثرة التبوّل إليك النصائح تالية الذكر:
- تجنّب الإكثار من شرب السوائل قبل النوم.[١٨]
- الحدّ من استهلاك المنتجات المحتوية على الكافيين أو المحلّيات الصّناعية الشوكولاتة والأطعمة الحارّة، أو الكحول.[١٨][٤]
- الحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن المعدّل الطّبيعي.[١]
- ممارسة تمارين كيغل بواقع خمس دقائق لكل مرة، ولثلاث مرات يوميًا، التي تعزز قوّة عضلات وأعضاء الحوض، بما في ذلك المثانة، ويُنصَح بهذه التمارين عادةً للنساء بعد الولادة، لتقوية عضلات الحوض التي يتمّ إجهادها خلال الولادة.[١٨]
- ارتداء حفاضاتٍ واقية، أو ملابس داخلية مانعة للتسرّب، تساعد على الاستمرار في مواصلة الحياة اليومية خلال فترة علاج الحالة المَرَضية.[١٨]
- تناول نظام غذائي غني بالألياف؛ فذلك يمكن أن يخفف الحاجة إلى كثرة التبوّل.[٤]
- تدريب المثانة على الالتزام بجدولٍ محددٍ للتبوّل، وزيادة الوقت المُستغرَق بين فترات التبوّل، والاحتفاظ بكمية البول وحبسه لفتراتٍ أطول، والالتزام بذلك على مدار 12 أسبوعًا.[٥][١]
- تناول الأدوية الموصوفة من الطبيب؛ مثل أوكسيبوتينين (Oxybutynin) أو ميرابيغرون (Mirabegron) أو الأدوية المهدّئة للأعصاب.[٥]
- حقن البوتوكس في منطقة المثانة، لتصحيح المشاكل العصبية المتسببة بكثرة التبوّل.[٥][١]
دواعي مراجعة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب في حالة المعاناة من كثرة التبوّل، ورافقها أحد الأمور التالية:[١٩]
- عدم وجود سبب محدّد لكثرة التبوّل، مثل الإكثار من شرب السوائل، أو شرب منتجات الكافيين أو الكحول.
- عدم وجود مشاكل تُؤثر في النوم أو الأنشطة اليومية.
- وجود مشاكل بولية، وأعراضٌ مُقلقة.
- ظهور دم في البول.
- تغيّر لون البول إلى الغامق.
- ألم أثناء التبوّل.
- رغبة قوية في التبوّل.
- ألم في جانب أو أسفل البطن أو الفخذ.
- صعوبة التبوّل وإفراغ المثانة.
- فقدان السّيطرة على المثانة.
- الحمّى.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Frequent Urination: Causes and Treatments", www.webmd.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "What Are the Different Reasons for Frequent Urination?", www.everydayhealth.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Why am I urinating so often?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Frequent Urination", www.emedicinehealth.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "An Overview of Frequent Urination", www.verywellhealth.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب "Why do I have to pee all the time?", www.eehealth.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "Urinary incontinence", www.mayoclinic.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ calcium makes your kidneys,, nausea, vomiting and constipation. "Hypercalcemia", www.mayoclinic.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "What's to know about diabetes insipidus?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "Urethral stricture", www.mayoclinic.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "Urinary problems after prostate cancer treatment", prostatecanceruk.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "Diverticular Disease Expanded Information", fascrs.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "UTI or STD? How to Tell the Difference", physiciansimmediatecare.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Frequent Urination", www.healthgrades.com, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "Foley Catheter: Home instructions", intermountainhealthcare.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "Bladder-Prolapse-(Cystocele)", www.urologyhealth.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "Why do bladder problems seem worse in cold weather?", www.benendenhospital.org.uk, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Urination: Frequent Urination", my.clevelandclinic.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
- ↑ "Frequent urination", www.mayoclinic.org, Retrieved 15/7/2021. Edited.
