تحدث كثرة التبوّل عندما يعاني الشّخص رغبةً متكررة لأكثر من المعتاد في التبوّل، بما يؤثر في طبيعة ممارسته حياته اليومية، ويُخلّ بنومه خلال الليل، ففي الوضع الطّبيعي يتبوّل الشخص ما يتراوح بين 6 - 7 مرات خلال 24 ساعة عند استهلاك حوالي 2 لتر من السوائل، لكن بالرّغم من ذلك فقد يواجه بعض الأشخاص كثرة التبوّل دون الإكثار من شرب السوائل، فما هي أسباب ذلك؟[١]


أسباب كثرة التبول دون شرب الماء

يمكن أن تكون كثرة التبوّل دون شرب الماء أحد أعراض العديد من المشاكل المختلفة، بالأخصّ إن رافق ذلك أعراضٌ أخرى،[٢] بحيث تشمل الأسباب المُحتملة لذلك ما يلي:


الأسباب الشّائعة لكثرة التبول


التهاب المسالك البولية

إن التهابات المسالك البولية أحد الأسباب الشائعة لكثرة التبوّل بالأخصّ عند النساء، والتي تحدث عندما تتحرك البكتيريا إلى مجرى البول الذي يربط القضيب أو المهبل بالمثانة، بالتالي يقلل الالتهاب قدرة المثانة على حبس البول، ويُرافِق التهاب المسالك البولية أعراضٌ أخرى كالإحساس بالحرقان أثناء التبول، والحمّى، وآلام أسفل الظهر، ودم في البول، أو رائحة كريهة للبول.[٣][٤]




يُعالَج التهاب المسالك البولية باستخدام المضادات الحيوية.




مرض السكري

غالبًا ما تكون كثرة التبوّل مع كميةٍ غير طبيعية من البول أحد الأعراض المبكّرة لمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، فقد يحاول الجسم التخلّص من السكر الزّائد في الدم عن طريق البول، وقد يُرافِق ذلك أعراضٌ أخرى؛ كالعطش الشّديد، والجوع، وفقدان الوزن، والإرهاق، ومشاكل في الرؤية، وتغيّر الحالة المزاجية.[٣]




يُعالَج مرض السكري باستخدام الأدوية المخفّضة للسكر أو الإنسولين تحت إشراف الطبيب.




الحمل والولادة

يضغط الرحم المتنامي منذ الأسابيع الأولى على المثانة، مما يؤدي إلى كثرة التبول، وهو أمرٌ طبيعي بالكامل، وإلى جانب ذلك يحدث تسرّب للبول أثناء العطس أو السّعال، كما وقد يتسبب تعرّض مجرى للتضرر خلال الولادة إلى كثرة التبوّل.[٣]




لا يوجد داعٍ للقلق حول ذلك، لكن في هذه المرحلة لا بدّ التّقليل من كمية السوائل التي تستهلكها الحامل، أو المشروبات الغازية، أو الشاي والقهوة، إلى جانب الانحناء نحو الأمام خلال التبوّل للتخلّص من البول بالكامل.




مشاكل البروستاتا

يمكن أن تضغط البروستاتا المتضخّمة على مجرى البول وتمنع تدفقه، بالتالي سيؤدي هذا إلى تهيّج جدار المثانة، إذ تبدأ المثانة في الانقباض حتى عند احتوائها على كمياتٍ قليلة من البول، مما يؤدي إلى كثرة التبول، ويعدّ تضخّم البروستاتا الحميد أحد الأسباب الشّائعة لكثرة التبوّل عند الرجال فوق 50 عامًا، وقد يُواجه المريض أعراضًا أخرى؛ كصعوبة التبوّل، ونزول قطراتٍ قليلة من البول، والشّعور بعدم انتهاء التبوّل.[٣][٥]




تُعالَج مشاكل البروستاتا باستخدام الأدوية مثل فيناسترايد (Finasteride)، أو بالتدخّل الجراحي.




سلس البول الإجهادي

يحدث سلس البول الإجهادي (Stress incontinence) عندما تتبوّل النساء بشكلٍ لاإرادي خلال ممارسة النّشاط البدني، أو الجري، أو السعال، أو العطس، أو الضّحك.[٥]




تُعالَج هذه الحالة بتغييراتٍ عديدة، كفقدان الوزن الزّائد، والإقلاع عن التدخين، وممارسة تمارين كيجل، أو استخدام كريم الإستروجين المهبلي، أو التدخّل الجراحي في الحالات الشّديدة.




فرط نشاط المثانة

غالبًا ما تكون كثرة التبوّل هي المميز لفرط نشاط المثانة (Overactive bladder)، إذ تؤدي الانقباضات اللاإرادية للمثانة إلى كثرة التبوّل والعاجل في كثير من الأحيان، حتى لو لم تكن المثانة ممتلئة.[٥][٤]




تُعالَج هذه الحالة بتمارين إعادة تدريب المثانة، أو العلاجات الدّوائية مثل تولتيرودين (Tolterodine)، أو عن طريق حقن المثانة بالبوتوكس، أو عن طريق بعض الأجهزة الصّغيرة المزروعة في الجلد والمُستخدَمة لتحفيز الأعصاب المرتبطة بالتبوّل.




التهاب المثانة الخلالي

تتميز حالة التهاب المثانة الخلالي (Interstitial cystitis) غير معروفة السبب بألم في المثانة ومنطقة الحوض، وفي معظم الأحيان، تشمل الأعراض كثرة التبوّل والحاجة الملحّة إلى ذلك.[٢][٥]




تُعالَج هذه الحالة باستخدام الأدوية؛ مثل بنتوزان متعدد كبريتات الصوديوم (Pentosan polysulfate)، ومضادات الاكتئاب، ومسكّنات الألم، أو التدخّل الجراحي.




استخدام الأدوية المُدرّة للبول

تُستخدَم هذه الأدوية في علاج ارتفاع ضغط الدم أو تراكم السّوائل في الجسم، مما يؤدي إلى كثرة التبول، ومن الأمثلة على هذه الأدوية، هي لازيكس (Lasix).[٢]




يمكن السّيطرة على هذه الحالة بتناول مدرّات البول في الصّباح بدلاً من استخدامها في الليل.




الأسباب الأقلّ شيوعًا لكثرة التبوّل

هنالك مجموعة من الأسباب الأقلّ شيوعًا، والتي قد تكون خلف كثرة التبوّل، وهي:[٦]

  • السّكتة الدّماغية والأمراض العصبية الأخرى.
  • سرطان المثانة.
  • العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض.
  • تلف أو إصابة المسالك البولية.


ما العمل للتخلّص من كثرة التبوّل؟

إذا لم يكن هناك مشكلةٌ صحية تتطلّب العلاج من الطبيب، فهناك أمور يمكن القيام بها في المنزل لتقليل كثرة التبوّل، وهذه الأمور هي:[٥]

  • إعادة تدريب المثانة: يُفيد هذا الأمر حالة فرط نشاط المثانة، والذي ينطوي على حبس البول لفترةٍ أطول من المُعتاد، ثم يتمّ إطالة الفترات تدريجيًا، وعلى مدار حوالي 12 أسبوعًا، فذلك يساعد على إعادة تدريب المثانة لحبس البول لفترة أطول والتبول بشكلٍ أقلّ تكرارًا.
  • تمارين كيجل: هي تمارين يتمّ قبض وتحرير عضلات قاع الحوض المُستخدَمة في التبوّل، إذ إنّ شدّ هذه العضلات يُحسّن التحكّم في المثانة ويُقلل إلحاح التبوّل وتكراره، وللقيام بها يتمّ وقف التبوّل مدة ثلاث ثوان، ثم الاسترخاء لمدة ثلاث ثوان، وتكرار ذلك من 10-15 مرة في كل مرة، وتكرار ذلك ثلاث مرات على الأقلّ في اليوم، ولا تكون تمارين كيجل فعّالة إلا عند ممارستها بانتظام.
  • تعديل النظام الغذائي: إنّ تجنب الأطعمة التي تهيّج المثانة أو لها تأثيرٌ مدرّ للبول، بما في ذلك الكافيين والكحول والمشروبات الغازية والمحلّيات الصّناعية والمنتجات التي أساسها الطماطم والشوكولاتة والأطعمة الحارة، أو الأغذية الغنية بالألياف.
  • مراقبة كمية السوائل التي يتمّ شربها: يُنصَح يشرب أقلّ قدرٍ ممكن قبل 4-5 ساعات من النوم لتقليل التبوّل خلال النوم.


دواعي مراجعة الطبيب

إذا كانت كثرة التبوّل تؤثر في حياة الشخص، فلا بدّ من مراجعة الطبيب، وفي بعض الحالات قد يعاني الشّخص من أعراضٍ أخرى تستلزم مراجعة الطبيب، وهي:[١]

  • ألم أو انزعاج أثناء التبول.
  • دم في البول.
  • سلس البول.
  • إلحاحٌ في التبول.
  • صعوبة في التبول بالرغم من الرّغبة لذلك.
  • ألم في أسفل البطن.
  • زيادة العطش.
  • حمّى.
  • الغثيان والتقيؤ أو كلاهما.
  • إفرازات مهبلية أو من القضيب الذّكري.


المراجع

  1. ^ أ ب "Why do I have to pee all the time?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Frequent Urination: Causes and Treatments", www.webmd.com, Retrieved 11/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "What Are the Different Reasons for Frequent Urination?", www.everydayhealth.com, Retrieved 11/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "An Overview of Frequent Urination", www.verywellhealth.com, Retrieved 11/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Frequent Urination", www.emedicinehealth.com, Retrieved 11/12/2021. Edited.
  6. "What You Need to Know About Frequent Urination", www.healthline.com, Retrieved 11/12/2021. Edited.