عندما يلاحظ الوالدان ظهور حبوب بيضاء أو صفراء في فم طفلهما، فغالبًا ما يعتقدان بأنّها مرتبطة ببدء ظهور الأسنان، ولكن عادةً ما يُعزى ظهورها في فم الرضيع إلى أسباب عديدة ومختلفة، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعضها قد يكون مؤلمًا وبعضها الآخر قد لا يكون ملحوظًا إلى حد كبير.[١][٢]


أسباب ظهور حبوب بيضاء في فم الرضيع وعلاجها

والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:


الفطريات الفموية

داء المبيضات الفموي (بالإنجليزية: Oral thrush) عدوى فطرية تصيب الفم وما حوله، فمن الشائع حدوثه خلال السنة الأولى من عمر الطفل، وعادةً ما يتسبب وجودها بشعور الطفل بالانزعاج وعدم الراحة، وقد تظهر على شكل حبوب بيضاء على اللسان، والخدين، والشفتين من الداخل، وقد تترك ندوبًا حمراء وملتهبة عند محاولة إزالتها، ويُمكن علاج داء المبيضات الفموي في حال كان الطفل يعاني من صعوبة في الرضاعة أو كان سريع الانفعال من خلال استخدام نقط فموية أو جل فموي مضاد للفطريات مناسب مع عمر الرضيع، إذ يتم استخدامه بعد كل وجبة لمدة 10 أيام، وعادةً تُنصح الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية بتطبيق كريم مضاد للفطريات على الحلمة ومسحه قبل إرضاع الطفل.[٣]


عقيدات بون

تُعرف عقيدات بون (بالإنجليزية: Bohn’s nodules) على أنّها أكياس كيراتينية تظهر على شكل نتوءات بيضاء ومستديرة على سطح اللثة، وعادةً ما تُصيب الفك العلوي بشكلٍ شائع مقارنة مع الفك السفلي، وهي في الغالب لا تحتاج لأي علاج، فقد تختفي وتتمزق من تلقاء نفسها في غضون بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر.[٤]


لآلئ ابشتاين

لا يشكل وجود لآلئ إيبشتاين (بالإنجليزية: Epstein Pearls) أي خطورة على الطفل، وعادةً ما تظهر على شكل نتوءات صغيرة على طول لثة الرضيع أو سقف فمه، ويحتمل ظهورها على وجه الخصوص لدى الأطفال ذوي الوزن المرتفع عند الولادة، وعادة لا تتطلب لآلئ إيبشتاين أي علاجات، فقد تتمزق وتختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أسابيع، مع ضرورة تجنب لمسها أو فقعها تفادياً لحدوث العدوى.[٥]


الكيسة اللثوية

تظهر عادةً الكيسة اللثوية (بالإنجليزية: Gingival cysts)، أو ما تُعرف أيضًا بالكيسة السنخية (بالإنجليزية: Alveolar cysts) أو الصفيحة السِّنيَّة (بالإنجليزية: Dental lamina)، على شكل نتوءات بيضاء صغيرة ومنتفخة على حافة العظم السنخي، وقد تحدث نتيجة لتجمع بقايا الصفيحة السنية المتدمرة، ولا تتسبب هذه الكيسة في العادة أي انزعاج أو أعراض لدى الرضيع، وكذلك فهي عادةً لا تتطلب أي علاجات إذ تتحلل من تلقاء نفسها، حيثُ أنّها تختفي دون ملاحظة أحد.[٦]




كما ذكرنا سابقًا فمن الشائع جداً ظهور كل من عقيدات بون ولآلئ إيبشتاين والكيسة اللثوية لدى الأطفال حديثي الولادة، إلا أنّه من النادر ملاحظة الطبيب لها، وذلك لأنَّها تختفي من تلقاء نفسها في غضون أسبوعين إلى 5 أشهر بعد الولادة.




القرح الفموية

تحدث القرحة الباردة (بالإنجليزية: Cold sore) بسبب الإصابة بعدوى فيروس الهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes simplex virus)، ومن الجدير ذكره بأنَّه يُمكن أن تنتج مشاكل صحية أخرى بعد الإصابة بفيروس الهربس البسيط، وذلك لأنَّ الأطفال حديثي الولادة لديهم جهاز مناعة غير مكتمل النمو، وقد يظهر أيضاً طفح جلدي، أو تقرحات على الجلد والعينين وداخل الفم، أما عن علاج القرحة الباردة فيتم عادةً باستخدام أدوية مضادة للفيروسات والتي تعطى بشكلٍ مباشر عن طريق الوريد لعدة أسابيع.[٧]


التقرّحات القلاعية

تتميز التقرّحات القلاعية (بالإنجليزية: Canker sores) بظهورها على شكل بقع بيضاء في الخدين الداخليين، أو الشفة الداخلية، أو اللثة،[٨] ومن الجدير ذكره بأنّها تعد من التقرحات المؤلمة وغير المعدية، إذ قد يُعاني الطفل المُصاب من صعوبة في الرضاعة، وعادة لا تتطلب التقرّحات القلاعية أيّ علاج إذ إنّها قد تلتئم من تلقاء نفسها خلال أسبوع أو أسبوعين من ظهورها، إلّا أنّه غالبًا ما تحتاج القروح ذات الحجم الكبير والمستمرة أو المؤلمة بشكلٍ غير عادي إلى رعاية طبية.[٩]


الحصبة

تحدث الحصبة نتيجة عدوى شديدة في الجهاز التنفسي، وعادةً ما يترافق معها ظهور طفح جلدي على كامل الجسم وأعراض أخرى شبيهة بأعراض الإنفلونزا،[١٠][١١] بالإضافة إلى ظهور بقع بيضاء صغيرة داخل الفم بعد يومين أو ثلاثة أيام من بدء ظهور الأعراض،[١٢] وفي الحقيقة لا يوجد علاج محدد للحصبة، ولكن قد يوصي الطبيب بما يلي:[١٠]

  • تقديم الكثير من السوائل للطفل.
  • التأكد من أخذ الطفل قسط كاف من الراحة.
  • إعطاء الطفل الأدوية المسكنة والخافضة للحرارة؛ كالأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).


مراجعة الطبيب

قد تختفي معظم حالات ظهور الحبوب البيضاء في فم الرضيع من تلقاء نفسها، بينما يفضل مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[١٣]

  • الحمى.
  • استمرار ظهور الحبوب البيضاء لمدة تزيد عن أسبوعين.
  • ظهور الطفح الجلدي.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية.


المراجع

  1. "Oral conditions - young children", betterhealth, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  2. "Mouth Problems in Babies", thebump, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  3. "Oral thrush", raisingchildren, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  4. "Bohn’s Nodules", indianpediatrics, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  5. "What Are Epstein Pearls?", verywellfamily, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  6. "Gingival Cysts in Newborns", news-medical, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  7. "Neonatal herpes (herpes in a baby)", nhs, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  8. "Mouth Ulcers", stlouischildrens, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  9. sores, also called aphthous,make eating and talking difficult. "Canker sore", mayoclinic, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Measles", nhs, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  11. "Measles", kidshealth, Retrieved 25/7/2021. Edited.
  12. "Measles (Rubeola)", cdc, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  13. "Mouth Problems in Babies", thebump, Retrieved 5/7/2021. Edited.