يمكن أن يساهم تدخين السجائر المباشر أو التّعرُّض للتّدخين السّلبي في حدوث الصداع لكلِّ من المدخن والشّخص الذي يجلِس بجِواره،[١] ولكن كيف يُمكن التعامُل مع هذا الصُّداع؟

ما هو سبب صداع التدخين؟

يعود السبب الأساسي للإصابة بصداع التدخين إلى النيكوتين (Nicotine)؛ وهي مادة كيميائية توجد في منتجات التبغ، وعندما يُدخن الشخص فإن النيكوتين يسبب تضيّقًا في الأوعية الدموية في الجسم، مما يُقلل من تدفق الدم إلى الدّماغ، كما يمكن أن يُحفز النيكوتين أيضًا الأعصاب الحساسة للألم أثناء مروره عبر الجزء الخلفي من الحلق، الأمر الذي يزيد من الميل نحو آلام الرأس لدى بعض الأشخاص، وبالتالي يمكن أن يساهم هذا التحفيز في حدوث الصداع، بالإضافة لذلك يمكن أن تتسبب الحساسية للدخان والحساسية تجاه الروائح في حدوث الصداع لدى بعض الأشخاص.[٢][١]


هل تزيد السجائر الإلكترونية من خطر الإصابة بالصداع؟

كما هو الحال في السجائر التقليدية تحتوي السجائر الإلكترونية أيضًا على النيكوتين، وبالتالي يمكنها أن تسبب الصداع، كما يمكن أن يؤدي التوقف عن التدخين أو التدخين الإلكتروني إلى الصداع الناتج عن انسحاب النيكوتين (Nicotine Withdrawal).[٣]


هل يرتبط النيكوتين بأنواع معينة من الصداع؟

نعم، هناك أنواع معينة من الصداع ترتبط ارتباطًا وثيقًا باستخدام النيكوتين أو منتجات التبغ الأخرى،[٤] وفيما يلي توضيحًا لها:

  • الصداع العنقودي: (Cluster Headaches)، وهو نوبات صداع شديدة تحدث على شكل فترات، ويمكن أن تستمر نوبات الصُّداع العنقودي لمدة تتراوح ما بين أسابيع إلى أشهر، ويعد الصداع العنقودي من أنواع الصداع التي ترتبط بالتدخين بشكلٍ ملحوظ.[٤][٥]
  • الصداع النصفي: (Migraines)، قد يكون هناك ارتباط بين التدخين والصداع النصفي، خُصوصًا لدى الأشخاص ممّن يعانون من الصداع النصفي المزمن.[٥]
  • الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية: (Medication Overuse Headache)، أوضحت الإحصائيات أن هناك نسبة مرتفعة من المدخنين الذين يعانون من الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية المسكنة للألم.[٥]


طرق التخلص من صداع التدخين

إذا كنت تتساءل حول كيفية التخلص من صداع التدخين فإن أسرع إجابة هي الإقلاع عن التدخين، ومع ذلك فإن الإقلاع عن التدخين غالبًا ما يؤدي إلى صداع الانسحاب، لذا لا يكون دائمًا لهذا الحل تأثيرًا فوريًا في التخلص من الصداع، من جهةٍ أخرى يمكن لتقليل عدد السجائر التي يتم تدخينها في اليوم خاصةً مع الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي أن يكون إجراءً مفيدًا في تخفيف الصداع، وتشير الدراسات وِفقًا لمعهد القومي للصّداع في الوِلايات المُتّحدة (National Headache Institute) إلى أن تدخين أقل من نصف علبة يوميًا يمكن أن يقلل من تكرار الإصابة بالصداع بنسبة 50%، ومن خلال تجنّب المواقف أو الأماكن التي يُسمح فيها بالتدخين، أو الإقلاع عن التدخين يمكن لمعظم المصابين بالصداع النصفي تقليل عدد نوبات الصُّداع التي يعانون منها.[٦][١]


طرق تساعد على الإقلاع عن التدخين

هناك العديد من الطرق التي يمكنها أن تساعد على الإقلاع عن التدخين، وبالتالي التخلص من صداع التدخين، ومن أكثرها شيوعًا:[٧]

  • العلاج السلوكي (Behavioral Therapy)، والذي يهدف إلى البحث عن العواطف أو المواقف التي تجعل الشخص يرغب في التدخين، ووضع خطة للتغلب على هذه الرغبة الشديدة.
  • العلاج ببدائل النيكوتين بما في ذلك علكة النيكوتين، ولصقة النيكوتين، وأجهزة الاستنشاق، والبخاخات، والمعينات.
  • الأدوية بما في ذلك البوبروبيون (Bupropion)، والفارينكلين (Varenicline)، وهما من الأدوية الموصوفة التي يمكن أن تساعد على علاج الرغبة الشديدة في التدخين وأعراض الانسحاب.




عِند الرّغبة بالإقلاع عن التّدخين يُفضّل دائمًا استشارة الطّبيب حول الطّريقة المُثلى.




الإجراءات التي يمكنها المساعدة على تخفيف الصداع

يمكن لبعض الإجراءات والممارسات أن تساعد على تخفيف الصداع، وفيما يلي بعضها:[٨]

  • تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية بما في ذلك الإيبوبروفين (Ibuprofen)، والباراسيتامول (Paracetamol)، والأسبرين (Aspirin).
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة في غرفة هادئة ومظلمة.
  • وضع كمادات ساخنة أو باردة على الرأس أو الرقبة.
  • استهلاك كميات قليلة من الكافيين.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء بما في ذلك التمدد، والتدليك، والتنفس العميق، والتأمل، خاصةً إذا لم تُجدِ الأدوية المسكنة للألم والتي لا تستلزم وصفة طبية نفعًا.
  • تناول الأدوية الموصوفة بما في ذلك أدوية التريبتان (Triptans)، وهي الأدوية التي تُستخدَم لتخفيف أعراض نوبة الصداع النصفي أو الصداع العنقودي.[٩]


متى يفضل مراجعة الطبيب؟

قد تستدعي بعض حالات صداع التدخين مراجعة الطبيب، منها:[٤]

  • إذا كان الصداع يحدث بشكلٍ متكرر.
  • إذا أثّر الصداع بشكلٍ كبير في حياة المصاب اليومية.
  • إذا لم يتحسن الصداع أو ازداد سوءًا على الرغم من الرعاية المنزلية.


من جهةٍ أخرى قد تستدعي بعض الحالات طلب الطّوارئ، وتشمل ما يلي:[١٠]

  • إذا كانت نوبة الصداع التي يعاني منها المصاب الأسوأ على الإطلاق.
  • إذا تسبب الصداع في فقدان الرؤية، أو الوعي، أو حدوث قيء لا يمكن السيطرة عليه.
  • إذا استمر الصداع لأكثر من 72 ساعة مع أقل من 4 ساعات بدون ألم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Smoking and Headache", clevelandclinic, 12/6/2013, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  2. Jennifer Robinson (8/5/2019), "How can nicotine cause headaches?", webmd, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  3. Chris Iliades (22/4/2021), "The 11 Most Common Headache and Migraine Triggers and How to Deal With Them", everydayhealth, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت Jill Seladi-Schulman (1/2/2021), "Can Nicotine Increase Your Risk of Headaches?", healthline, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت Colleen Doherty (30/7/2020), "Relationship Between Smoking and Headaches", verywellhealth, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  6. "Can Smoking Cause Headaches?", nationalheadacheinstitute, 2/7/2020, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  7. Carol DerSarkissian (21/4/2021), "How to Quit Smoking", webmd, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  8. "Headaches: Treatment depends on your diagnosis and symptoms", mayoclinic, 10/5/2019, Retrieved 16/9/2021. Edited.
  9. are a group (class,known as 5-HT1 agonists. "Migraine Medication, Treatment and Prevention", patient, Retrieved 23/9/2021. Edited.
  10. "Know Your Headaches", cedars-sinai, 8/2/2018, Retrieved 16/9/2021. Edited.