لا بُدّ أنك عانيت من ألم الأنف عند لمسه خلال مراحل حياتك المختلفة، والذي يحدث نتيجةً للعديد من الأسباب، ويمكنه أن يؤثر في نوعية الحياة اليومية، ولكن لحُسن الحظ يمكن التعامل مع العديد من الحالات ببعض التدابير المنزلية،[١] والآن ما الأسباب المحتملة لألم الأنف عند اللمس؟ وما الخيارات العلاجية المتاحة لإدارته؟



أسباب ألم الأنف عند اللمس

قد يحدث الألم أو الانزعاج في الأنف نتيجةً للعديد من الأسباب، وتشمل أكثرها شيوعًا ما يلي:


إصابات الأنف

تحدث إصابات الأنف غالبًا أثناء اللعب، والرياضة، والحوادث، والسقوط، وبالتالي فإن الألم والتورّم والكدمات تُعد أعراضًا شائعة حتى مع الإصابات الطفيفة، ومع ذلك يمكن أن يُساعد العلاج المنزلي عادةً على تخفيف هذه الأعراض.[٢]


قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان الأنف مكسورًا أم لا؛ إذ يمكن أن يجعل التورّم الأنف يبدو ملتويًا حتى لو لم ينكسر، وعندما يقل ​​التورّم بعد بضعة أيام سيكون من الأسهل معرفة ما إذا كان الأنف ملتويًا بالفعل، ويُفضّل معظم الأطباء فحص الأنف المصاب بعد فترةٍ وجيزةٍ من اختفاء التورّم للتحقق من ذلك.[٣]



في حين أن التدابير المنزلية يمكنها إدارة إصابات الأنف، إلّا أن الأعراض الناتجة عن سببٍ مؤلمٍ تستدعي زيارة الطبيب على الفور لتقييم الإصابة الخطيرة، وعادةً ما يشمل علاج الكسر البسيط الذي لا يزال العظم موجودًا في مكانه تناول مسكنات الألم، واستخدام مزيلات احتقان الأنف، وقد يحتاج المصاب إلى جبيرة أنف أحيانًا، وإذا كان الأنف مكسورًا وخرج من مكانه فقد يكون هناك حاجة لضبطه وإعادته إلى مكانه جراحيًّا.




التهاب الأنف التحسسي

التهاب الأنف التحسسي (Allergic Rhinitis) هي حالة طبية تحدث نتيجةً لاستنشاق شيء ما يعاني المصاب من حساسية مُسبقة تجاهه، كالغبار، ووبر الحيوانات، وحبوب اللقاح، كما يمكن أن يحدث عند تناول طعام ما يُسبب الحساسية، وتشمل أعراضه الشائعة حكة الأنف وانسداده وسيلانه، بالإضافة للتعب، والعطس، والسعال، وتراجع حاسة الشم.[٤]



تشمل خيارات العلاج المتاحة لالتهاب الأنف التحسسي تجنّب مُسببات الحساسية قدر الإمكان، وأدوية الحساسيّة، ومزيلات الاحتقان، وفي الحالات الشديدة العلاجات المناعية.




التهاب الجيوب الأنفية

يحدث التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis) نتيجةً لعدوى والتهاب في تجاويف الجيوب حول العينين، أو تحت الخدين، أو خلف الأنف، ولالتهاب الجيوب الأنفية أشكالًا مختلفة، لذا يمكن أن تختلف الأعراض تبعًا للنوع الذي يعاني منه المصاب، وقد تشمل بعض أعراض التهاب الجيوب الأنفية ما يلي:[١][٥]

  • ألم جسر الأنف.
  • احتقان الأنف.
  • سيلان الأنف.
  • السعال.
  • الصداع.
  • الحُمى.
  • التعب.
  • ضعف حاسة الشم.



عادةً ما يُعالج التهاب الجيوب الأنفية الناتج عن عدوى بكتيرية باستخدام المضادات الحيوية.




قرح البرد

يمكن أن تظهر قرح البرد على الأنف أو حوله، وتحدث نتيجةً للإصابة بفيروس الهربس البسيط (HSV)، ويعاني معظم المصابين بها من حكة موضعية ووخز قبل 1 - 2 يوم من ظهورها، وتبدو على شكل مجموعة من البثور الصغيرة، ويمكن أن تكون هذه البثور مصحوبة بألم وإحساس بالحرارة والحرق.[٦][٧]



لا داعٍ لعلاج قرح البرد في معظم الحالات، كما أن الخيارات المتاحة لا تُعالج العدوى المُسببة لها، وقد تكون هناك حاجة أحيانًا إلى مسكنات الألم البسيطة، كما يمكن وضع مراهم بوفيدون اليود التي تُعرف باسم بيتادين (Betadine) على القرح، مما قد يُقلل من الأعراض لدى بعض الأشخاص، بالإضافة لذلك يمكن استخدام الكريمات المهدئة، أو الثلج لعلاج أعراض قرح البرد، ولكن لا يمكن علاج القرح نفسها مباشرةً.




حب الشّباب

تشمل أعراضه الشائعة ظهور نتوء في الوجه وردي أو أحمر اللون، وذو حجمٍ صغير، وقد يكون مؤلمًا.[٣][٨]



يعتمد علاج حب الشباب على مدى شدته، وقد يستغرق الأمر عدة أشهر من العلاج قبل أن تتحسن الأعراض، وإذا كان هناك عدد قليل من الرؤوس السوداء والبيضاء والبقع فقد يُقدّم الصيدلي بعض النصائح المتعلقة بكيفية علاجها بنجاح باستخدام العلاجات الموضعية التي لا تستلزم وصفة طبية، وتحتوي على البنزويل بيروكسايد (Benzoyl Peroxide)، أما إذا كانت البثور معتدلة أو شديدة فإنّ علاجاتها تحتاج لوصفة طبية، ويمكن أن تشمل الريتينويد (Retinoids) والمضادات الحيوية.




السلائل الأنفية

تشيع الزّوائد اللّحميّة الحميدة أو السلائل الأنفية (Nasal Polyps) داخل الأنف، وغالبًا ما تكون أورامًا حميدة غير سرطانية، وقد تُسبب الألم مع زيادة حجمها، بالإضافة لظهور أعراض أخرى كسيلان الأنف أو انسداده، وتراجع ​​حاسة الشم.[٩][١٠]



عادةً ما يصف الطبيب لعلاج السلائل الأنفية قطرات أو رذاذ يحتوي على الكورتيزون لتقليص حجمها، أو أقراص الكورتيزون الفموية في حال كانت أكبر حجمًا.




وجود جسم غريب في الأنف

وجود جسم غريب في الأنف هو سبب شائع لألم الأنف، خاصة عند الأطفال.[٩][١١]



إذا كنت تعتقد أن هناك شيئًا عالقًا في أنفك، فيمكنك وضع إصبعك على فتحة الأنف الأخرى ثم محاولة نفخ الأنف، وإذا لم يفلح ذلك فاستشر الطبيب؛ إذ يمكنه أن يُساعدك على إزالة الجسم بأداةٍ خاصة.




التهاب الدهليز الأنفي

يحدث التهاب الدهليز الأنفي (Nasal Vestibulitis) نتيجةً لإصابة منطقة الدهليز الأنفي وهي المنطقة الموجودة داخل فتحة الأنف مباشرةً بالعدوى، وهناك نوعان من التهاب الدهليز الأنفي لكلٍ منهما أعراضًا مختلفة قليلًا عن الآخر، وأبرزها:[١٢][١٣]

  • ألم في الأنف عند لمسه.
  • احمرار.
  • تورّم.
  • تجمّع القيح.



يمكن علاج غالبية الحالات الخفيفة من التهاب الدهليز الأنفي باستخدام كريم مضاد حيوي موضعي، أما في حالات العدوى الخطيرة فقد يشيع أكثر استخدام مضادات حيوية عن طريق الفم إلى جانب المضادات الحيوية الموضعية.




أدوية تُخفف من ألم الأنف عند لمسه

يختلف علاج ألم الأنف عند لمسه تبعًا للتشخيص الذي يكشف السبب الكامن وراء حدوثه، وعمومًا فإن العلاج قد يتضمن الخيارات التالية:

  • مُزيلات الاحتقان: (Decongestants)، تُخفف مزيلات الاحتقان من الاحتقان والإحساس بالانسداد، ويمكنها أن تُساعد كذلك على تخفيف الألم والأعراض المرتبطة به.[٣][١٤]
  • مسكنات الألم: يُمكن استخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لمكافحة أعراض ألم الأنف، ومن الأمثلة عليها الباراسيتامول (Paracetamol)، والإيبوبروفين (Ibuprofen).[٣][١٥]
  • مضادات الالتهاب: غالبًا ما تُستخدم الأدوية التي تمنع الالتهاب، وتعالجه لمحاربة الأسباب العديدة لتورّم الأنف الداخلي والألم، ومنها بخاخات الكورتيزون.[٣][١٦]


نصائح تُخفف ألم الأنف عند لمسه

يمكن اتباع النصائح التالية لتخفيف ألم الأنف عند لمسه:[١٧][١٨]

  • وضع الثلج أو الكمادات الباردة على الأنف للمساعدة على تخفيف الألم والتورّم، وللحصول على أفضل نتيجة يجب القيام بذلك لمدة 10 - 20 دقيقة كحدٍ أقصى 3 مرات أو أكثر يوميًا، مع ضرورة تجنّب وضع الثلج مباشرةً على البشرة، واستخدام قطعة قماش للفصل بينهما خاصةً في حالة الإصابة بالجروح.
  • إبقاء الرأس مرتفعًا للسماح للأنف بتصريف محتوياته وتقليل التورّم.
  • الامتناع عن ممارسة النشاط البدني الشاق.
  • ارتداء واقي الأنف لحماية الأنف أثناء التعافي.
  • وضع مناشف دافئة ومبللة حول الأنف، والوجنتين، والعينين لتخفيف آلام الوجه في حالة التهاب الجيوب الأنفية.


متى تجب زيارة الطبيب؟

عادةً لا تتطلب الحالات المعتدلة من تورّم وألم الأنف عند اللمس مراجعة الطبيب، ويميل المصاب إلى الانتظار قليلًا ومراقبة هذه الأعراض وشدتها؛ إذ إنها غالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج،[١٩] أما إذا ظهرت أعراض أخرى أكثر حدة، فيجب تلقي العلاج الطبي الفوري، وتشمل هذه الأعراض ما يلي:[١٨][١٩]

  • علامات الإصابة بعدوى بالأنف بما في ذلك الحمى، وإفراز القيح، والاحمرار.
  • استمرار الألم وتورّم الأنف لما يزيد عن 3 - 5 أيام.
  • اختفاء تورّم الأنف وظهوره ملتويًا.
  • صعوبة في التنفس حتى بعد تحسّن التورّم.
  • وجود نزيف أنفي متكرر.


المراجع

  1. ^ أ ب "Bridge of the Nose Pain: What Are The Causes?", nysinuscenter, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  2. William H. Blahd Jr, Adam Husney, Kathleen Romito and David Messenger (26/2/2020), "Nose Injuries", healthlinkbc, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج Claudia Gambrah-Lyles (15/3/2021), "Nose Pain: Symptoms & Common Questions", buoyhealth, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  4. "Allergic rhinitis", medlineplus, 30/11/2021, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  5. Charles Patrick Davis (2/12/2021), "Sinus Infection (Sinusitis)", medicinenet, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  6. "Cold sores", betterhealth, 20/7/2017, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  7. "CAN YOU GET COLD SORES ON YOUR NOSE? – NOSE COLD SORES & OTHER NOSE CONDITIONS", abreva, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  8. "Treatment -Acne", nhs, 12/7/2019, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "NASAL PAIN", sfenta, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  10. "Nasal polyps", nhs, 10/9/2020, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  11. "Objects in the nose", healthdirect, 11/2019, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  12. Dan Brennan (24/4/2021), "What Is Nasal Vestibulitis?", webmd, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  13. "Nasal Vestibulitis: Causes, Signs, Symptoms, Risk Factors & Treatment", potomacent, 15/3/2021, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  14. Omudhome Ogbru, "Nasal Decongestants", medicinenet, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  15. James T C Li (6/11/2019), "Acute sinusitis: Do over-the-counter treatments ?", mayoclinic, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  16. "Nasal steroids", drugs, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  17. William H. Blahd Jr & Adam Husney & Kathleen Romito (26/2/2020), "Nose Injuries", uofmhealth, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  18. ^ أ ب Rachel Nall (21/5/2019), "Bridge of nose pain: Causes and how to treat it", medicalnewstoday, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  19. ^ أ ب Brunilda Nazario (22/9/2020), "Broken Nose", webmd, Retrieved 7/12/2021. Edited.